نفذ الإعلام المريخي أحكام إعدام على كل من قال كلمة حق ضد معسكر الفريق في الدوحة، ومباراة بايرن ميونيخ، وتلك المحاولات المستميتة لجعل الفريق عالمياً على الورق، وارتكبت صفحات النادي على الأسافير مجازر رأي بشعة ضد كل من حاول التعبير عن تحفظاته تجاه ما يجري من معسكر وتضخيم للمكاسب، وحتى الفنيين الذين كان من المفترض أن نتخذهم مراجع في هذا الشأن تعرضوا لنوع من (القمع) الذي أسكتهم فتواروا ما بين الخجل والإنهزام ليتقدم من ليست له علاقة بإدارة الأندية، وما نشأت العلاقة بينه والمريخ إلا لإدراك مصلحة أو تصفية حسابات، لذا كانت النتيجة في المحصلات النهائية أن أصبحت الأجواء العامة حول الفريق ملوثة تماماً بغبار الكراهية، وتنعدم فيها أوكسجين الإنسجام والتفاهم ووحدة الهدف، وتنتشر روائح سوء الظن.. كما تتحكم فيها عقلية التآمر التي جعلت الثقة عملة نادرة بين القيادات في بعضها من ناحية، وبينها والإعلام.. وبين الإعلام والقاعدة، وما بين القاعدة واللاعبين.. فأصبحت العملية برمتها غير منسجة.. وبالتالي لا تبشر بنتائج قريبة يمكن أن تتناسب مع حجم الجهد المبذول. حالة المريخ.. كما درجت على وصفها في كل موسم من المواسم السبعة.. كحال طالب يهم بالجلوس لامتحانات الشهادة السودانية ولكنه لا يعترف بأنه يتعين عليه النجاح في سبع مواد (أربعة أساسية) وثلاثة منها إختيارية، وعندما تظهر النتيجة يكون راسباً في المواد الأساسية، مع نجاح باهر في المواد الإختيارية، وبذلك لا ينجح في دخول جامعة الإنجازات الرياضية، علماً بأن كرة القدم لا تنمو في الأجواء المتشبعة بالكراهية، والتي تسيطر عليها معارك الضرب تحت الحزام كما يحدث في المريخ، ففي كثير من الكتابات ألمحنا إلى أن جمال الوالي يدرك أكثر من غيره أن بعضاً من حاشيته يظهر له خلاف ما يبطن، والغالبية منهم مقتنع تماماً بخطأ ما يؤيدونه عليه، ولكنهم يفعلون ذلك حفاظاً على رزق هو بالغهم لو يعلمون.. وكل من خاض تجربة الإقتراب من فريق الكرة بنادي المريخ يدرك تماماً أن صراعات المصالح أنهكت المريخ ككيان وفريق وباتت سبباً مباشراً في كل المعضلات التي نتحدث عنها، وأنه لم تعد الأمور بذلك الوضوح الذي كانت عليه أيام الفقر المدقع والعدم، وأن المال في هذه الحالة قد أصبح (نقمة) على المريخ ولم يكن نعمة كما يحاول البعض أن يظهر. مابني على باطل فهو باطل.. هذا ما تعلمناه في المبدأ القانوني المفيد كقاعدة حياة واضحة المعالم، ولكي ننتظر ثورة عارمة تعيد هيبة هذا النادي لابد لنا من تغيير هذه العقليات التي كانت سبباً في هذه الكارثة، وتحاشي الإنزلاق في بركة الحديث الممجوج عن عدم تقصير الإدارة في أدوارها، وأن هذا الجيل من اللاعبين ميؤوس منه، وأن هنالك كشفاً من المشاطيب يجب أن يعلق على مشنقة ومقصلة الشطب الجماعي، فهذا الكلام يعيدنا إلى نقطة نعيد منها المأساة بكل تفاصيلها.. فالحقيقة أن هنالك من صنع كل هذه التفاصيل بنوع من التكبر والغرور والتعالي واللامبالاة.. وعندما شاع الحديث عن الفريق العالمي، كانوا أول من صدق هذه الفرية، وهم في لحظات صفاء وصديق مع أنفسهم أول المعترفين بتدني الواقع الإداري في المريخ واستحالة صناعة شيء يذكر في ظل هذه الظروف. الطامة الكبرى أن بعض الخياليين ممن يطلعون على هذه الأسطر سيعزفوا على وتر آخر، وهو أننا نحاول التشفي استغلالاً لهذا الظرف، وهو اتجاه غبي إعتدنا عليه من فئة معروفة نصطدم بها في نهاية كل موسم.. بينما طرحنا واضح يتلخص في الآتي: طالما أننا نتطلع لنادٍ محترف.. فلابد لنا من إعتناق سلوك إحترافي واضح.. وأن ما نفعله يبعد لسنوات ضوئية عن واقع الإحتراف.. وكل من يقول غير ذلك.. فأرجو أن تنظم بيننا مناظرة على الهواء الطلق. بقلم / أبو عاقلة اماسا