كشفت افادات لمواطنين من ولاية غرب كردفان ارتكاب ميليشيا الدعم السريع المتمردة لانتهاكات جسيمة بحق المدنيين في عدد من المناطق التي خضعت لسيطرتها خلال الأسابيع الماضية. وشملت هذه الانتهاكات القتل خارج نطاق القانون، والتعذيب، والنهب، والتجنيد القسري. وفي تصريح ل(سونا) أفاد مواطنون بمعسكر مدرسة زاكي الدين بمدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان والذي تتواجد به أكثر من 360 أسرة، بأنهم تعرضوا لانتهاكات مباشرة أثناء محاولتهم الفرار من مناطق الحرب وقال المواطن (ع.ا.ش) من محلية غبيش، والذي استقر في مدينة النهود، إن أفراد الميليشيا نفذوا عمليات تعذيب ونهب ممنهجة أثناء اقتحامهم للمدينة، ما أسفر عن فقدانه اثنين من أفراد أسرته، واضطر للسير على الأقدام أحد عشر يوماً حتى الوصول إلى مدينة الأبيض. من جانبه أفاد المواطن (ح.ع.ع) من ريف محلية الخوي بأن الميليشيا نفذت عمليات قتل ونهب واسعة عند دخولها القرية، وتعدّت على ممتلكاتهم الشخصية، واعتدت عليهم بالضرب والتعذيب بحجة أنهم من الموالين للقوات المسلحة، مما اضطرهم إلى مغادرة المنطقة. أما المواطنة (د.ر.ف) من محلية ود بندا فأكدت أن الميليشيا نفذت اعتداءات عنيفة على الممتلكات، إلى جانب عمليات قتل ذات طابع عرقي، مما اضطرهم للنزوح إلى محلية النهود. وأضافت أن المدينة شهدت عند سقوطها فظائع تمثلت في نهب الممتلكات، والقتل، وبثّ الرعب في أوساط السكان. وفي شهادة لافتة أكدت (ن.م.ب) من مدينة النهود أن الميليشيا مارست تعذيباً ممنهجاً بحق المدنيين، ومنعتهم من دفن ذويهم بحجة أنهم "مستنفرون". وأشارت إلى أن ثلاثة من جيرانها تمّت تصفيتهم ميدانياً، ما دفعها للفرار إلى مدينة الأبيض. وفي السياق ذاته ذكرت المواطنة (ا.م.ر) من منطقة السعاتة ريف محلية أبو زبد أن قريتهم شهدت انتهاكات متعددة شملت الضرب المبرح، والقتل، والاغتصاب، ما اضطرهم إلى الهروب لمدة تجاوزت عشرة أيام حتى الوصول إلى مناطق أكثر أمناً، وذلك بعد إعلان الميليشيا حملة تجنيد قسري بالمنطقة. كما أشار المواطن (ع.ص.ع) من مدينة النهود إلى أن الميليشيا اقتحمت المنازل فور دخولها المدينة، واستخدمت العنف لابتزاز السكان، مشيراً إلى وفاة أحد أقربائه متأثراً بجراحه، في وقت مُنعت فيه العائلات من دفن الجثث التي بقيت ملقاة في الشوارع في مشهد غير إنساني.