المطلوب المزيد من الحكمة لدراسة القرارات الاقتصادية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل يكشف حقائق جديدة عن الراهن السياسي الاقتصادي غارودي المفكر والانسان وحديث عن صدام حسين ومعمر القذافي حتى لا يتحول الحوار بين الحكومة والحركة إلى حوار طرشان من المتوقع أن تبدأ خلال الأيام المقبلة الجولة الثانية للمباحثات بين السودان ودولة الجنوب . تأتي هذه الجولة والحركة الشعبية ما زالت مصرة على موقفها العدائي تجاه السودان ... وما زالت تواصل إستعداداتها للحرب وفي كافة الجهات ، وما زالت تطمع في كثير من المناطق السودانية والتي لم يكن حولها خلاف من قبل . قيادة الحركة الشعبية تنتهج سياسة عدائية واضحة ضد السودان ، وما زال حلم السودان الجديد يسيطر على أجندتها السياسية . إن وجود عناصر قيادية في الحركة عرف عنها التشدد ... وبالحقد على السودان ، ومعظمهم من أبناء أبيي ، هم حجر عثرة في طريق تحسين العلاقات بين السودان ودولة الجنوب. لقد تحمل السودان وجود الحركة الشعبية في الحكم لمدة خمس سنوات ... والتي كانت طوال مشاركتها في الحكم تمارس كافة أنواع المعاكسات ضد الحزب الحاكم ... للدرجة التي أضرب وزرائها عن العمل ... بل طالبوا بمرتباتهم وإمتيازاتهم . مشكلة الحكومة تعاملت بضعف شديد مع بعض المتنفذين في الحركة ... كما أن رحيل الدكتور جون قرنق خلف فراغاً كبيراً ... وجعل صغار القيادات يتحكمون في قرار الحركة الشعبية ... وأبعد الصغار عقلاء الحركة وحكمائها . الأمر الذي جعل ذلك ( الكوبي ) أن يكون المتنفذ الأول في قرار الحركة السياسي ... وهو ليس كوبياً كامل الدسم وإنما كوبي بالجنسية الذي طالما افتخر بذلك . نأمل أن يسمع صغار قادة الحركة نصائح العقلاء والحكماء في الحركة ويعودوا إلى رشدهم ويتعاملوا مع السودان معاملة تحقق مصالح البلدين ... وإلا سيتحول الحوار القادم إلى حوار طرشان لا يستفيد منه أحد . د. مصطفى عثمان وحديث الواقعية أطربني الحوار الجاد الذي أجرته ( أفريقيا اليوم ) مع الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل ، مستشار رئيس الجمهورية ... كشف فيه الكثير و الجديد حول الراهن السياسي والاقتصادي ... وأكد أن البنك المركزي أي بنك السودان حصل على مبالغ كبيرة من العملة الصعبة ... ورفض الإعلان عن المصدر ... هذه قمة المسؤولية .... كما كشف الدكتور مصطفى عن تهريب كميات كبيرة من البترول السوداني لدول الجوار . وكشف د. مصطفى عن حلول الحكومة لمواجهة سلبيات رفع الدعم عن المحروقات ... مؤكداً أن رفع الدعم عن المحروقات ليس جديداً ... وهو ما لم تتم إجازته حتى الآن ، وأن الفكره جاءت من الحكومة في بداية الميزانية لكن البرلمان رفضها وطلب من الحكومة البحث عن بدائل أخرى ... وقال إن حجج الحكومة أنه بعد ذهاب بترول الجنوب ... نحن نشترى نصيب الشركات من البترول وبالاخص الشركات الصينية للاكتفاء الذاتي . د. مصطفى كشف في الحوار أن العائد من تقليص هيكل الوزارات قليل جداً ولن يؤثر في دعم الميزانية ... وإلى الآن لم يتخذ قرار بشأنه ، لكن تأكدنا أن تقليص الهيكل على مستوى المركز والولايات بنسبة 30% أو أكثر لن يأتي بأكثر من خمسة ملايين جنيه في الشهر . وهذا أمر جديد بالنسبة لنا ... إذ لم نكن نعرف هذه الحقيقة ولم يقلها وزير المالية ولا غيره . الدكتور كشف أن رفع الدعم عن البنزين وليس الجازولين لأن الجازولين تستعمله المركبات العامة ويستخدم في الزراعة ... وأعلن عن رفع رواتب موظفي الدولة ... لأنهم يعتمدون على رواتبهم فقط ، مؤكداً أن الدولة أدخلت (500 ) ألف أسرة تحت مظلة الدعم النقدي المباشر . الحوار جدير بالقراءة والإهتمام والإحتفاظ به . غارودي المفكر والإنسان رحل المفكر الإسلامي الفرنسي الجنسية روجيه غارودي ... بعد عمر ناهز التسعين عاماً كانت عامرة بالجهد الفكري والسياسي اللافت . روجيه غارودي ... شكل نقلة كبيرة ، وعلامة فارقة ومضيئة بين مفكري الغرب ... كما أن إنحيازه للإسلام شكل إنقلاباً كبيراً وسط المفكرين الغربيين . عام 1978 .... جاء في زيارة إلى بغداد ... وفي تلك الأيام كنت أعمل صحفياً في صحف بغداد ... وطلبنا منه موعداً لحوار سياسي وفكري فاستجاب الرجل ... وكان معي زميلة صحافية من الجريدة التي كنت أعمل فيها . استقبلنا الرجل بحرارة ... وهو رجل بسيط وحاضر الذهن والذاكرة ... حدثنا عن التحول الذي أحدثه فيه الإسلام . من طرائف ما قاله لنا .... عن إنطباعاته عن بعض زعماء ومفكري العرب .... قال إن صدام حسين رجل مفكر على مستوى عالٍ ويتجاوز كل الحكام العرب ... وعن العقيد الراحل معمر القذافي ... قال آسف أن أقول لكم إنه رجل ( مجنون ) وليس ثورياً .... وقال : لقد وجه لي القذافي الدعوة أكثر من عشر مرات .... ولم أستجب ، ثم قررت أن أستجيب للدعوة لأرى كيف يفكر، وكيف يحكم الرجل ...وعندما هبطت بنا الطائرة في مطار طرابلس ... وجدت القذافي يرتدي ملابس أشبة بملابس الكاوبوي ، وبجواره سيارة جيب أمريكية كاشفة ... ويحمل في يده كتاب ( إشتراكية القرن العشرين ) وقال لي هذا هو قرآن الإشتراكية ...، ثم اصطحبني في سيارة الجيب العسكرية وطاف بي كل أنحاء طرابلس حتى أصابني الإرهاق . إنه نوع نادر وغريب من الحكام ... وأشك كثيراً في سلامة تفكيره . رحم الله المفكر غارودي.