أصبت بإحباط شديد من خلال اللقاء الذي جمعني بنائب رئيس الإتحاد العام لكرة القدم الطريفي الصديق أمس في برنامج (الحدث) بقناة الجزيرة الإخبارية الرياضية ، والذي خصص بالكامل لمعاناة المنتخب الوطني والغياب المخجل لدور الدولة في دعمه ورعايته حسب التصريحات التي أطلقها مدرب المنتخب محمد عبدالله مازدا ، وحسب الواقع الذي نعيشه بصورة يومية منذ سنوات . سبب الإحباط أن الطريفي مازال يجتهد بطريقة يحسد عليها في التغطية على الغياب الكامل لدور الحكومة ، فهو لم يدنها ولم يؤكد دعمها للمنتخب ، والمصيبة الأكبر أنه حاول تقديم مبررات مضحكة عن هذا الغياب لم تقنعه دعك من ان تقنع الآخرين، بل الأدهى والأمر في حديث الطريفي تساؤله عن أسباب إنزعاج مازدا ، وتأكيده على أن الأمور تسير بشكل طيب ، ونجاحهم بحل الإشكالية المالية بطريقة رفض الإفصاح عن تفاصيلها ، ولكن المؤكد أن الحكومة لم تكن طرفا في هذه الأموال وهذا بيت القصيد ، أو السؤال الذي لم يجب عليه نائب رئيس الإتحاد طوال زمن البرنامج . وبالتالي إذا نظرنا لهذه الأزمة من جانب آخر سنجد أن الإتحاد السوداني لكرة القدم يلعب الدور الأكبر في تعقيد القضية بالضبابية التي ينتهجها من خلال تصريحات قياداته سواء كان رئيس الإتحاد الدكتور معتصم جعفر أو السكرتير الأستاذ مجدي شمس الدين والتي دعمتها تصريحات الطريفي الصديق الأخيرة لقناة الجزيرة ، وسبق ان ذكرت في هذه المساحة أكثر أن تداخل السياسة مع الرياضة، وإجتهاد السلطة في السيطرة على مفاصل الرياضة بصفة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص ، أفرز التركيبة الحالية للإتحاد والتي صارت أشبه (بصاحب البالين الكضاب) فهي من جانب تحاول إرضاء الحكومة بكل الطرق حتى ولو على حساب الحقائق الواضحة وضوح الشمس والتي تقف أمامها عاجزة كل محاولات الحجب ، ومن جانب آخر يجتهد الإتحاد لتأكيد استقلاليته عن الحكومة ولكنه يفشل في ظل سياسة الترضيات التي يتبعها منذ وصوله لكراسي حكم الإتحاد . وسط هذه المواقف المهزوزة ، والتي قتلت في تقديري مع سبق الإصرار والترصد محاولات الضغط على الحكومة للقيام بواجبها تجاه المنتخب الوطني ، تظهر شجاعة مدرب المنتخب الوطني محمد عبدالله مازدا الذي يؤكد كل يوم أنه الوحيد المكتوي بنيران التجاهل الحكومي لمنتخب البلد، فهي ليست المرة الأولى ولكنها الثالثة او الرابعة التي يدلي فيها بتصريحات نارية يحمل فيها الحكومة المسؤولية الكاملة في فشل إعداد المنتخب الوطني ، وكان الصدق واضحا في تصريحاته الأخيرة وهو يؤكد أن فشل معسكر ليبيا يعتبر ضربة موجعة لإعداد المنتخب ، المؤكد أن الرجل كان يأمل في دعم ومساندة قيادة الإتحاد وفي باله أنهم مكتوون مثله بنيران التجاهل والإهمال الحكومي ، ولكنه فوجيء بموقف الطريفي و ربما لم يفاجأ أيضا لأنها ليست المرة الأولى التي يخذل فيها قادة الإتحاد مازدا ويدلون بتصريحات تشيد بالدعم الحكومي (غير الموجود) . ليظهر مازدا وحيدا في الصورة ، وكأنه دون كيشوت يحارب طواحين الحكومة التي مازالت تتجاهل معاناة المنتخب الوطني .