سلمت الحكومة أمس، قائد قوات (اليونسفا) في منطقة أبيي، خطاباً رسمياً أعلنت فيه خلو المنطقة الواقعة جنوب خط الأول من يناير 1956م من أية قوات سودانية. وقالت الوثيقة حسب (الشروق)، إن الحكومة أوفت بالتزاماتها كافة بشأن عملية الانسحاب التي تقرر أن يكون يوم السابع عشر من مارس آخر يوم لها، بحسب المصفوفة الزمنية لتنفيذ اتفاقيات الترتيبات الأمنية. وقال الفريق ركن عماد عدوي عضو اللجنة السياسية الأمنية المشتركة مع جنوب السودان، إن الطرفين أخذا على محمل الجد عملية تنفيذ الاتفاقات المُبرمة بينهما، وعلى وجه الخصوص هم سحبوا كامل القوات من المناطق الحدودية المتنازع عليها في الوقت المحدد. وفي السياق، أعلن مجلس السلم والأمن الأفريقي الذي ابتدر زيارة للسودان أمس بكامل عضويته على مستوى المندوبين، أنه جاء يحمل ثلاث رسائل لكل الأطراف في السودان تتضمن تشجيع الحوار المباشر والبحث عن السلام وتعزيزه ودعم جميع الجهات المعنية بالسلام في السودان في كل جوانبه. وقال قبلوزباولو زوم المندوب النيجيري، رئيس الوفد، إنّ المجلس سيتلقى في أبريل المقبل تقريراً من الآلية الأفريقية الرفيعة برئاسة ثابو امبيكي حول موقف تنفيذ مصفوفة التوقيتات المحددة لتنفيذ اتفاق التعاون المُشترك بين الخرطوم وجوبا، وأضاف بأن المجلس سيخضع التقرير للتحليل والتقييم، وذكر بأن من يحاسب الأطراف هو مجلس الأمن الدولي الذي سبق ووضع خارطة طريق للطرفين لتنفيذ الاتفاقات بموجب القرار (2046) وفقاً لبيان رفعه مجلس السلم والأمن الأفريقي. وقال المندوب إنّ الزيارة تأتي بعد مضي ثلاث سنوات حدثت خلالها تطورات وأحداث بالسودان، وأشار إلى أن المجلس أتى للحوار مع الحكومة والشعب وتقصي الفرص الموجودة والنظر للتحديات التي تواجه الأطراف، بجانب الحصول على المعلومات من مصادرها. من جانبه، وصف علي كرتي وزير الخارجية الزيارة بالمهمة وفي التوقيت الأهم، وامتدح عقب اجتماع مطول بالخارجية أمس - بدأ به مجلس السلم والأمن الأفريقي زيارته للسودان - دور المجلس في إبعاد شبح تدويل قضايا السودان، وقال إن بعض الأطراف الدولية سعت لمناقشة قضايا السودان حزمة واحدة داخل مجلس الأمن الدولي، ونبه إلى دور الإتحاد الأفريقي والمجلس في الإبقاء على حل قضايا السودان في البيت الأفريقي، وأشار إلى أن الزيارة تزامنت أيضاً مع بداية التنفيذ العملي للمصفوفة والاتفاق الأمني الذي قال إنه سيفتح الباب أمام تنفيذ الاتفاقات الأخرى، ولفت للدور الذي لعبه السودان في التحرر الأفريقي، وأضاف: (آن الأوان لأن ترد أفريقيا الجميل للسودان). وقال كرتي بشأن قضية دارفور إنها في نهاياتها وإن اتفاق الدوحة طبق في شكله السياسي كاملاً، فيما تبقى جزء من الجانب الأمني، ونوه الى أن المجلس سيقف في أرض الواقع على المشروعات الكبيرة التي أنجزت.