ارتفاع أسعار الدولار بدأ قبيل انفصال جنوب السودان فى يوليو من العام 2011 ، وتحديداً فى أواخر العام 2008 مع بداية اكتشاف ما يسمى بالأزمة المالية العالمية وتراجع أسعار النفط فى الأسواق العالمية والتى اثرت سلباً على عائدات النفط السوداني قبيل الانفصال، ولذلك بدأت أسعار الدولار ترتفع مقابل الجنيه السوداني منذ ذلك الوقت، وتواصل الارتفاع فى السعر الرسمي للدولار فى موازنة العام 2009 ليتجاوز حاجز ال(2.2) جنيه ، واستمر الارتفاع فى السوقين الرسمي والموازي للدولار ليقفز بصورة ملحوظة فى العام 2011 (عام الانفصال)، والذي كان فى نصفه الأول السودان موحداً والميزانية واحدة، وتوالت وتيرة ارتفاع الدولار فى عام الصدمة (عام 2012) نتيجة لخروج النفط كلياً من الميزانية بفقدان (90%) من عائدات الصادر وزيادة عجز ميزان المدفوعات، وفقدان (50%) من ايرادات الميزانية والتى فقدت ايضا عائدات رسوم عبور نفط الجنوب المقدرة بحوالي (27%) من إيرادات الميزانية، وزاد (الطين بله) توقف تصدير نفط الجنوب عبر الأراضي السودانية منذ يناير من العام 2012 والدخول فى حرب اقتصادية بتغيير العملة فى البلدين وإغلاق الحدود والدخول فى حرب بعد احتلال هجليج وتوقف ضخ (55) ألف برميل يوميا كانت تنتج من حقول هجليج ليزداد صرف الدولة على استعادتها وإعادة التأهيل، فضلا عن تآكل احتياطيات البلاد من النقد الاجنبي نتيجة للإنفاق على متطلبات السلام بعد تقاعس المجتمع الدولي عن دوره فى دعم متطلبات السلام، ليوظف الاحتياطي النقدى وحساب تركيز البترول فى الصرف على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التى اقرتها اتفاقية نيفاشا ، والصرف من بعد على اجراء الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب، وتحمل الصرف على اعباء الانفصال بعد اعلان الجنوب لعملته بعد يومين من الانفصال رغم اتفاقه على وحدة نقدية لمدة ستة شهور، ودخوله فى حرب اقتصادية معلنة ومن بعد حرب مباشرة سقوفاتها اسقاط نظام الخرطوم وخدمة أجندة دولية وخارجية، وعندما فشلت كل تلك المخططات، جاء توقيع اتفاق التعاون الشامل بأديس أبابا فى سبتمبر من العام 2012 ، وتعثر تنفيذه بسبب الرهان على عوامل داخلية لإسقاط النظام بمحاولات انقلابية او عمليات مسلحة من حركات دارفور والجبهة الثورية، وبعد فشل هذا أيضا ، جاء التوقيع المستعجل على (اتفاق تنفيذ الاتفاق ) والذي أيضا يواجه تحدي حسابات القوى الدولية خاصة الصراع الواضح بين روسيا وأمريكا بشأن الملف السوداني الجنوبي، وبالتالي يصبح الحديث عن حالة القلق التى يعاني منها الدولار (شيء طبيعي)،