رغم الهجمة المدنية وروح العصر ،التي اجتاحت المجتمعات التقليدية حول مدينة نيروبي ، بيد ان قبيلة الماساي الكينية قبضت على جمر المحافظة، على تقاليدها الموروثة الراسخة ، وباتت أسواق الماساي اليوم من أهم معالم نيروبي، وتمثل مزارا سياحيا مهما لا يمكن تجاوزه ،فمن بين قبائل كينيا ال(42) يجئ اسم الماساي مرتبطا بالتراث والجمال والفنون الافريقية التي تميز الشارع الكيني من بين حضارات الدنيا وتعكس الطبيعة في أبهى صورها في كل تفاصيل الحياة. وحسبما أفاد مرافقي ونحن في طريقنا الى واحد من أهم اسواق الماساي المتجولة بميدان البلدية بوسط البلد ،ان كلمة نيروبي تعني في لغة الماساي ( الماء البارد) وان المدنية الزاحفة نحو اتجاهات المدنية دفعت الماساي، لممارسة هروب جميل نحو الطبيعة ،تدفعهم بداوتهم الفطرية، وبالرغم من تخلي الماساي عن بعض من عاداتهم الرعوية في الملبس ، بيد انهم انكبوا على غزل حياتهم بجدل حبات الخرز الصغيرة يصورون حياتهم وثقافتهم ، ،فهم فنانون بالفطرة ونحاتون وراقصون ، وتجلى ذلك في كل أدوات الحياة لديهم ، في صنع الادوات المنزلية من أدوات المطبخ الى حاملة الشموع(الشمعدان) والاناتيك واللوحات الجدارية الى كافة أدوات الزينة النسائية والرجالية . وتشهد تلك الأسواق إقبالا منقطع النظير من قبل المارين بالمدينة العصرية التى يطلق عليها الغربيون لندن افريقيا ، ولتلك التسمية قصة اخرى.