بقامة طويلة وسواعد لا تكل من «الدفرة» وعيون مصوبة نحو تجمعات العوائل، ونقرات على سطح العجلة الخشبية يقضي جبارة أحمد بلة يومه متجولاً بين شارع النيل من الغرب إلى الشرق وأحياء البراري حتى الخرطوم «3».. وهو ينادي «الايسكريم» ولأن التجارة شطارة لا تعرف تقلبات الأجواء فهو يقتحم الفصول صيفاً وشتاء.. مهنة هاجر إليها من منطقة أبقر بالنيل الأبيض إلى الخرطوم بعد أن أغراه أعمامه وليستريح من رهق الزراعة التي تركها العام الماضي وقد حصد ذرة وقمحاً. جبارة قال ل «الرأي العام»: إن دخله احياناً يبلغ «52» جنيهاً وأخرى لا يجد شيئاً وهو يشتري بضاعته بالكيلو من السوق العربي.. الكيلو ب «6» جنيهات وهو إمتهن بيع «الدندرمة» منذ العام 5891م.. بعد أن تمكن من صنع هذه العربة التي يدفرها أمامه وهو ينادي زبائنه من الأطفال.. والبنات أيضاً ويتصيد الأماكن التي لا توجد فيها محال لبيع الأيسكريم كشارع النيل وأحياناً داخل الأحياء حيث منظر عربته يغري الصغار وأحياناً الكبار الذين يستعيدون بأكلها الأيام الخوالي. ويقول: نعاني مطاردات المحلية والصحة رغم أن بضاعتي صحية لأنني أحافظ عليها.. ويضيف: أريد أن أعيل عائلتي.. «دي مصاريف يومية».. أبناء شقيقي المتوفى ولي طفل.. يعني هذا رزق «9» أفراد