من الذي افسد مسار العمل العربي المشترك؟ ومن الذي عطل الاصلاح في الجامعة العربية؟ ومن الذي يحرص ان تكون الجامعة العربية كآلية عربية ناجحة ميتة، وتبقى عاجزة عن معالجة كافة القضايا العربية.. وتكتفي بالاستنكار والادانة في اخطر القضايا المصيرية؟ وهناك اسئلة جريئة تحتاج الى اجابات شجاعة، وأهم هذه الاسئلة من الذي يخرب الاوضاع العربية، ومن الذي يدعم الحوثيين في اليمن.. ويدعم الوجود الايراني في العراق.. والمتمردين في دارفور.. والمخربين في السعودية؟ الاجابات الشجاعة تسمعها بوضوح في الأقطار التي دعيت الى القمة الخماسية التي انتهت اجتماعاتها في طرابلس الاسبوع الماضي، والتي فشلت تماماً في تحقيق الهدف المعلن.. كما فشلت في الهدف الحقيقي، وهو قبر جسد الجامعة العربية الى الأبد وتحويل الجثة الى اتحاد.. لينهي المشروع العربي في الوحدة الى الأبد. نفهم، ان القمة الخماسية قد تم اختيارها بواسطة الجامعة العربية وقد جمعت اقطاراً عربية، متنافرة، ومختلفة، وتعاني من مشاكل داخلية، سببها التدخل العربي، لفرض اجندة خاصة، وخلق المزيد من المشاكل وزعزعة الاستقرار الداخلي. كنا سنفهم ان كانت القمة الخماسية قمة مصالحة بين هذه الاقطار الخمسة. وليس لإصلاح مسار العمل العربي المشترك. والسؤال كيف اختارت الجامعة هذه الاقطار؟ وهل يمكن لخمس دول عربية بينها اختلاف كبير في الرؤية والتوجه ان تنجح في اصلاح الجامعة العربية؟ وتصحح المسار العربي المشترك؟ ولماذا غيبت دول عربية، مهم جداً كان وجودها ضمن الدول الخمس. بين الدول الخمس التي اجتمعت في طرابلس وخرجت دون اي نتائج كحال القمم العربية لا يوجد بينها إنسجام سوى ليبيا ومصر، اما العراق واليمن ودولة قطر فالخلافات واضحة جداً، مع الدولة المضيفة، ومع عدد من الاقطار الخمس. مثل هذه اللقاءات التي تهمش وتستبعد دولاً مهمة في المنطقة من شأنها ان تفسد وتعطل العمل العربي المشترك، ولا يمكن لهذه الدول دون بقية الاقطار العربية تصحيح مسار العمل العربي المشترك. وأخشى ان تتحول هذه الدعوة الى محور جديد يكرس الخلافات العربية العربية. نحن نؤيد أي لقاء عربي، مهما كان هدفه المعلن أو كانت له أهداف أخرى سرية تخدم استراتيجيات اخرى، لكن اجتماعاً يعزل سوريا المناضلة والعربية السعودية الشقيقة الكبرى، ودولة الامارات والجزائر والمغرب والسودان.. وبقية الاقطار العربية لا يمكن ان ينجح إلا في افراز المزيد من الخلافات العربية العربية. كنت اتوقع ان يكون هناك بند آخر تضعه الجامعة العربية لأجندة القمة الخماسية، وهو كيفية دعم صمود الشعب الفلسطيني بعد الهجوم البربري على سفن الحرية. وكيفية دعم صمود سوريا العربية في مواجهة التحرشات الصهيونية والتحديات الامريكية، واذا كان تم هذا ضمن الاجندة لتصحيح مسار العمل العربي المشترك.. وتوحد الرؤية العربية لكان لنا رأي آخر. نحن مع القائمين بالدعوة.. ونعتقد ان الجامعة العربية جثة كبيرة.. تنتظر الدفن، لكن هناك من له مصلحة من القيادات العربية والاقطار العربية ان تبقى الجامعة هكذا ضعيفة لا تأثير لها وان يتجول رئيسها الاستاذ عمرو موسى بين الاقطار العربية.. يلعب دور الخطيب ويقدم النصح ولا احد يسمعه. ونحن كذلك مع اية دعوة عربية للتوحد وللتكاتف وتضامن العرب، لكن مثل هذه القمم التي تستثنى عدداً مهما من الاقطار العربية، امر فيه وجهة نظر خاصة ان موضوع القمة الخماسية يهم كل الاقطار العربية. هذه وجهة نظر شخصية تعبر عن رؤيتي الخاصة ولا تعبر عن رأي اية جهة اخرى سواء كانت الحكومة أو غيرها لان كل الجهات تستطيع ان تعبر عن وجهة نظرها بطرقها المختلفة. لكنني كمواطن عربي قتله الهوى العربي.. والهم العربي.. قلت رأيي بوضوح كامل.. دون الاساءة الى اية جهة ودون الانتقاص من جهود اية جهة. والتحية للقادة العرب الذين اجتمعوا في طرابلس ونجحوا في اللقاء الشخصي وفشلوا في الذي تنادوا عليه.. وآمل ان يكون هناك اجتماع شامل يصحح المسار العربي المشترك و«يحل» المواطن العربي من الجامعة العربية أو يقفلها أو يحولها الى اتحاد.. أو حتى الى جمعية تعاونية عربية. والله الموفق وهو المستعان