في أوائل الستينيات، جاءت اضواء المدينة.. ذاك البرنامج الإذاعي الساهر الذي كان يقدمه الاذاعي الاشهر «جلال معوض» من ميدان التحرير بالقاهرة وكان التلفزيون المصري بصحبة الاذاعة يذيعانه، في وقت واحد.. جاء جلال معوض الى الخرطوم وقدم برنامجه من خشبة المسرح القومي بامدرمان.. وظهرت المطربة السينمائية شادية.. وضج المسرح لرؤيتها بالثوب السوداني.. وغنت «عود لي تاني» وهي ملحنة على غرار السلم الخماسي الذي اعطاها مذاقاً سودانياً عذباً.. وقد قام بتلحينها الملحن الشاب منير مراد شقيق المطربة السينمائية ليلي مراد. وقد كان شادية ومنير ثنائياً فنياً ناجحاً. ? قبول الخرطوم لشادية وقتذاك كان بسبب تأثير السينما المصرية التي كانت رائجة منذ الاربعينيات حتى الستينيات، حيث كانت العروض السينمائية حتى منتصف الليل في سينما ام درمان الوطنية وفي سينما برمبل. ومن هنا جاء تأثير السينما المصرية واغانيها على الاغنية السودانية الحديثة.