تمرين (الديمقراطية)..دعم خطوط الفريق أولا ورسم خطة الإعداد.. تقرير:مركز الخدمات الصحفية( smc) لا احد يستطيع ان يلوح حتى الآن بتشخيص وتقرير(طبي) محدد لحالة السلوك السياسي والإعلامي "المنقلب" بغتة، فى الحركة والجيش الشعبي لتحرير السودان بخصوص الوفاء بالتزاماتها تجاه مستحقات السلام.. والحركة منذ الرحيل المفاجئ لزعيمها "التأريخى" النائب الأول وقتها لرئيس الجمهورية د.جون قرنق ، تركت الانطباع بفقدانها بوصلة التحرك بعباب العمل التنفيذي..خدمة لقضايا تضمنها المانفستو الذي قاتله شباب الإنقاذ ردحا وعاد قادتهم للتصالح معه أخيرا بافتراض ان هنالك منطقة وسطى ستجمع بين اعتي قوتين عسكريتين ونظريتين للتغير السياسي فى البلاد ..الإنقاذ والسودان الجديد..بل ان الحكومة بكامل طاقمها وجبروتها الفكري والسياسي قسمت مشروعها مناصفة مع الحركة واتخذت من "السودان الجديد" شعارا لها هى الأخرى..وهو نوع من التقارب الفكري المأمول! حالة اللاتوازن لكن الحركة تتخبط الآن وتنتابها حالة من الهذيان وعدم العلمية وهى تطلق العنان لبعض المنتسبين للتصريح والتقرير بشأن أدق تفاصيل الاتفاق فى عصف ذهني رهيب يجتاح بلا محاذير وتحت شعار " اختبار الديمقراطية" او تمرين الحكومة الوطنية.. والمرد الأول والانعكاس لتلك "الهرجلة" فقدان الحركة ، العقل المفكر د.جون قرنق، رغم التصريحات التي أطلقها البعض عقب رحيله، بان الحركة مؤسسة وليست ملكا لفرد وأنها تستند إلى جدارة الخبرة المتراكمة لدى بقية (الكومندارات)..! وهى حائرة بكل المقاييس - اى الحركة الشعبية- ان لم تكن تعيش حالة من اللاتوازن و"الدوار" السياسي .. الشاهد أنها تدير أفكارها بقاطرتين متعاكستين فى الوجهة والواحدة منهما تعمل بنصف (مكنة)..فلا هي الشريك الحكومي القوى للإسهام بفعالية فى حل معضلة دارفور..والقضايا الأخرى العاجلة.. ولا هي بالغة مدارج المعارضة .. همشكوريب أولا ! ومن اقرب نقاط الاختبار العملي .. ومحاولة التقارب معها.. سعت الحكومة إلى تبرئة ساحة الحركة الشعبية وجيشها فى الشرق .. منذ الساعات الأولى التي كشف فيها عن المواجهات بين الجيش وقوات المعارضة المسلحة "جبهة الشرق" حيث نقل عن مصادر حكومية ما مفاده بأن قوات الحركة لم يكن لها دور في الاحتكاك الناشئ هناك ! ولكن الراى العام عاد فى اليوم التالي ليكشف النقاب عن ما تلعبه الحركة بذكاء دور ، لم يكن واضحا لحظتها او ان الصورة التي لم تستشفها استخبارات الجيش السوداني او غير المعلنة للراى العام هي أن قوات الحركة تواطأت فعليا مع قوات المعارضة لتسليمها مدينة القرآن وبالتالي من المؤمل أنها ضربة تحت الحزام للحكومة (والجيش) ذات القاعدة الشعبية المتدينة ..! وقد بدأت الواقعة بطلب الحركة تأخير سحب قواتها المنصوص عليه فى الاتفاقية لمدة شهر تحت ذريعة عدم قدرتها لتمويل الانسحاب.وذكرت المصادر أن العسكريين لم يجدوا العذر للحركة وأن الطلب غير مبرر إلا أن الاستجابة كانت بالأوامر السياسية.. لاعتبارات لا يدركها العسكريون!! ومع أن الأوضاع هدأت بالسيطرة على مدينة القرآن إذ يرتكز الجيش الآن على بعد كيلومترا واحدا فقط لتامين الحفظة وطلاب القرآن ، فان التقدير السياسي لم يجرؤ على مفاتحة الحركة بخصوص تلك القضية لتلتزم الحكومة الصمت الذي دفعت ثمنه غاليا فيما بعد من واقع المعركة والأهداف التى تسجلها الحركة فى الشباك الوطنية حتى لحظة كتابة التقرير..! وتشير اتفاقية السلام إلى ضرورة الالتزام بوقف اطلاق النار وعدم خرق الاتفاقية التي تشكل اعلي درجات النجاح الوطني فى تأريخ السودان الحديث .. وبالرغم من هذا فان المناوشات التى تسببت فيها الحركة فيما بعد (أحداث جونقلى الدامية تحديدا) فتحت الباب على مصراعيه أمام الراى العام والمجتمع الدوليين للتشكيك فى مصداقية الحركة وسلامة نواياها لإنهاء الصراع الدامي حتى بين الجنوبيين أنفسهم .. جونقلى..هى الأخرى ويجيء الإعلان الصحفي لقائد قوات دفاع الجنوب غوردون كونق شول عن مقتل «200» مواطن في مواجهات بين قوات دفاع الجنوب وقوات الحركة الشعبية بولاية جونقلي دليلا واضحا على ان الحركة لم تقرأ احتياج خطوط الفريق بصورة جيدة للربط بين دفاعاتها العسكرية وهجومها السياسي وخط وسط الملعب الإعلامي.. .. يقول كونق شول إن المواجهات اندلعت إثر محاولة الجيش الشعبي نزع سلاح قواته عنوة مضيفا من المرجح أن تستمر المعارك طالما الحركة وجيشها ينتهجان هذه الطريقة ليهاجم الأممالمتحدة ومنظماتها العاملة بالمنطقة وذكر ان «صمتها يعني مشاركتها الضمنية في تلك الأحداث». لكن بعض المحسوبين فى الحركة لا زالوا يصرون بشكل مزعج على مسألة الراى العام هذه وإخراج قنابل تبدو موقوتة باعتبار ان ما تأتيه الحركة فى الإعلام هذه الأيام، وحسب الناطق الرسمي السابق القائد ياسر عرمان الغرض منه " تمرين سياسى" نحو الديمقراطية واختبار مدى تحمل الراى الآخر..وهى اى الحركة بهذه الكيفية تراهن على كونها معارضة اقرب منها إلى الحكومة الوطنية والتي تعد شريكها الأول وعنصرها الأقوى ..ضاربة بعرض الحائط مجمل أفكار الراحل الدكتور جون قرنق فى البناء الواعي والهبوط (السلس) لتحقيق تطلعات الشعب فى الشمال والجنوب معا! إدماج معنوي..أولا! ومع التجفيف المتعمد والتكتم الحكومي على المعلومات حول خروقات الحركة إلا ان الإشكالات التى تسببت فيها الحركة بحق سكان (جونقلى) ..ويقرأها البعض انها تأتى فى إطار التغطية .. حيث يشير القائد دينق ايوال بدفاع الجنوب الى عجز الجيش الشعبي او نكوصه عن العمل مع الطرف الآخر لبناء أية نواة حقيقية لحفظ الأمن بواسطة القوات المشتركة تمهيدا لنزع السلاح وتسريح القوات الأخرى بعد الإدماج . وتشير التقارير المنشورة فى الإعلام ان عملية الإدماج المنتظرة تعانى "عمليا"من حالة "الدوار" السياسي واللاتوازن عسكريا فى أوساط الجيش الشعبي لتحرير السودان. ومع ذلك .. فان المصادر العسكرية الحكومية تعول على عمليات إدماج معنوي فى المقام الأول لتأكيد جدية الحكومة فى وضع حد للنزاع بحيث تنتقل روح نيفاشا إلى السياسيين (يا للعجب!) ، وهى الروح التى يتفهمها العسكريين بشكل أفضل. لواء الخرطوم..واتفاق السلام؟ وتمضى مصادر الحكومة فى إعطاء التطمينات بالرغم من عقبات تطبيق السلام بان القوات فى الجانبين - لواء الخرطوم مثلا- توجد على الأقل في مكان واحد! وان الحكومة تسعى لتكثيف برامج "معنوية" مشتركة لإفراز درجة كبيرة من التعاون بعد ان برزت بصورة جلية، كراهية العسكر (الميدانيين) للحرب! وهنا المطلوب ان تضبط الحركة خطوطها (السياسية) بما يتماشى مع روح اتفاق السلام والذي يؤمن بشكل اساسى على الشراكة التنفيذية وتحمل أثقال المرحلة ووزر الأخطاء معا ، وان لا تتمادى الحركة فى ازدواجية خطابها السياسي باعتبار ان ذلك ينعكس بصورة أساسية على الصعد العسكرية ويحرض على الفوضى السياسية وهو ما ترفضه الدولة إطلاقا! حيث تؤكد المتابعات فى الجانبين ان طريقة سياسيي الحركة من شأنها إثارة القلاقل واختلاق العقابيل أمام تطبيق اتفاق السلام وقد يخلق هذا نوعا من الفوضى فى أوساط عسكريي الجانبين، بحيث لا تضمن النتائج جراء ذلك..وسيدفع الطرفان الثمن غاليا! حوبة السياسيين ويشار إلى انه فى الفترة الماضية تبودلت "الهدايا" بين الطرفين والزيارات حيث شارك وفد الجيش مؤخرا قوات الحركة الاحتفالات بعيد الكريسماس وهو ما يؤكد ان الطرفين على المستوى التحتي قادران على تجاوز المحن والصعب وان "خبرات العسكريين هي المضاد لانفلات السياسيين بحسبان ان (أي عسكري اتخذ موقفاً سياسياً ثم دخل العسكرية) حسب قائد الحركة بقطاع واو. وبدوره يقول قائد قوات الحركة قطاع واو، انه :آن الأوان للمتحاربين بتعويض كل ما فقدوه في الحرب وذلك بالعمل الاجتماعي وامتلاك قطع الأراضي والزواج وتحقيق الربط الاجتماعي مع الأهل والعشيرة مؤكدة ان قادة الميدان في الجانبين الآن ليست لديهم مشكلة وان "الحوبة للسياسيين حتى لا تضيع الاتفاقية"!. ويضيف فى تصريحاته ل(smc) بان الخطاب العسكري بالميدان يتحدث كلية عن فترة الحرب وإفرازاتها الفظيعة وضرورة الحفاظ على السلام معبرا عن أمله فى ان يضمن هذا قانون القوات المشتركة بين الطرفين.. خبير عسكرى يتحدث وحول المستجدات الطارئة على الساحة والنزاعات المفاجئة فى الجنوب بين الحركة الشعبية وقوات دفاع الجنوب ، يلمح اللواء دومينيك كاسيانو الخبير العسكرى المعروف الى ان روح التنفيذ للمبادئ المتفق عليها بخصوص السلام ستنعدم لو امتد الحال الى ما هو عليه .. مؤكدا ان الخاسر الأكبر هو الوطن لو ان الثقة بين الطرفين مضت باتجاه التآكل الحاصل الآن .. ويؤكد اللواء دومينك ان توقف الحرب كان هو المطلب الأساسي لكل السودانيين والهدف الأسمى الذي حققته اتفاقية السلام والتي قال بأنها مختلفة نوعيا وكميا عن الاتفاقية القديمة فى أديس أبابا الموقعة فبراير1972مطالبا الحركة الشعبية بالصبر عليها ويشدد كاسيانو ان الاتفاقية الحالية هى الأكثر شمولاً والأقدر على تحقيق الأمن والاستقرار مطالبا المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بتجنيبها العقبات ما أمكن مع العمل المخلص والمشترك لتطبيقها على ارض الواقع. ويطالب اللواء كاسيانو بالمسارعة بإدماج القوات مشيرا الى الجوانب المعنوية التى يمكن ان تعطيها الخطوة لشركاء السلام وقال من المفترض ان يعنى طرفا الاتفاقية بعد تكوين هذه القوات ب"الضبط والربط" وقوة التحمل والثبات الإنفعالى فى مواجهة الإشكالات على الصعيد السياسي والتدريب المشترك للقوات بغض النظر عن جهة القوات سواء كانت حكومية أو حركة شعبية بالإضافة إلى تأمين روح الاتفاق والوحدة وامتصاص الصدمات الناشئة أثناء العمل. وان كانت هذه إفادات أبناء الجنوب ، احدهم تدرج فى الإستراتيجية العسكرية وخبر تعقيداتها، والثاني نشط بالحركة الشعبية نفسها ، وثالث من دفاع الجنوب لديه عديد التحفظات حول مستقبل العملية السلمية .. فانه يبقى على الحركة والمؤتمر ان يحملا معا على عاتقهما – برفقة الشركاء الحكوميين الآخرين- عبأ العمل المشترك بعيدا عن الإثارة والتعقيد وأوهام (التمارين) المفترضة لاختبار الديمقراطية .. فى وضع لا تزال الاتفاقية عند ضربة البداية.. فهلا لحرب التصريحات الخاسرة هذه ان تضع أوزارها.. لا لأحد ولا عليه البتة ؟!..