خدمة (smc) خبير اقتصادي:التهرب الضريبي يؤدى إلى تقليل الإيرادات ويحرم الدولة من توطين الاستثمارات تاجر : أهم أسبابه..التقديرات العالية للضريبة ..تاجر آخر: نحتاج لثقافة ضريبية جديدة تعرفنا بدورنا تجاه للوطن!! الضرائب بأنواعها تعتبر من أهم الموارد التي تدخل خزينة الدولة مساهمة بالقدر الكبير في دعم الاقتصاد القومي لهذا فقد حظيت الضرائب باهتمام الدولة حيث أقيمة لها إدارات تحت مظلة ديوان الضرائب. والضريبة في المقام الأول هي من أجل الوطن ورفعته وعزته فدافع الضرائب مواطن محب لوطنه ويعمل على رفعته والنهوض باقتصاده بالمقابل فإن المتهرب من دفع الضرائب يساهم بهروبه هذا في تدمير الاقتصاد القومي للوطن لمعرفة الأسباب التي تقود بعض التجار من دفع الضريبة والمعالجات التي وضعها الديوان من أجل القضاء على ظاهرة التهرب الضريبي وانعكاسات ذلك على الاقتصاد السوداني ولذلك أجرى المركز السوداني للخدمات الصحفية هذا التحقيق.. مينى تحقيق: مركز الخدمات الصحفية (smc) علاقة "جيدة".. عبد السلام الخير تاجر بمحلات زينة للعطور بالسوق العربي الخرطوم يقول ان العلاقة بين ديوان الضرائب والتاجر "كويسة" قد تحسنت كثيراً مقارنة بالماضي وتمثل هذا في مدى التعامل الذي يتسم بقدر كبير من المرونة حيث ان الديوان الآن أصبح يمنح التاجر فرصة سداد ما عليه من ضرائب بشكل مريح دون مضايقات أضف إلى ذلك ان الديوان يمنح التاجر فرصة الاستئناف إذا أحس ان قيمة الضريبة عالية يتم تخفيضها من قبل الديوان. ويتفق التاجر محمد أحمد سلمان صاحب محلات ود الشرق بالسوق العربي في ان العلاقة بين ديوان الضرائب والتجار تتسم بقدر كبير من المرونة في التعامل إلا أنه يؤكد ان الضريبة التي يفرضها الديوان عالية جداً مقارنة مع واقع التاجر مما يضطرنا نحن كتجار من القيام بعمل استئناف عديدة من أجل الوصول إلى المبلغ الذي يمكن ان ندفعه كضريبة ولكن للأسف في النهاية نصل إلى ربع المبلغ إلا ان ذلك في حساباتنا وحسب واقعنا مبلغاً عالياً.وواصل عليه نأمل ان تقدر الضرائب حسب مستوى البيع وان تراعى عمليات الربح والخسارة عند التحصيل الضريبي خاصة وأننا أو معظم التجار يتعاملون بالدفع المؤجل مع تجار الجملة وأضاف كما لابد للديوان ان يراعى تكلفة للإيجارات والكهرباء والعمال الذين يعملون بالمجالات التجارية خلاصة القول ان التعامل مع الديوان فيه مرونة ولين فقط يحتاج إلى ان يدرس الديوان أو ان يكون ملماً بمستوى الربح وعمليات البيع والشراء بالنسبة للتاجر حتى تقدر الضرائب بالمستوى الذي يوازى مستوى الربح والبيع والشراء وبهذا سوف تزول كل عمليات الاستئنافات التي يقوم بها التجار نتيجة للمستوى العالي للضرائب التي يفرضها الديوان على التجار دون مراعاة لمستوى الربح والخسارة نأمل ان يقوم الديوان بمعالجة هذا الأمر حتى تكون الضريبة سهلة يمكن ان يدفعها أي تاجر دون اللجوء إلى الاستئناف. المرونة.. بدر الدين جعفر صائغ بمجمع الذهب الخرطوم يؤكد ان العلاقة بين ديوان الضرائب وجميع التجار علاقة حميمة وفيها قدر كبير من المرونة والتسهيلات وان محصلي الضريبة يتعاملون معهم باللين دون مضايقة ويضيف بدرالدين ان الديوان يقبل من التاجر أي مبلغ كجزء من الضريبة الكلية وكذلك يمنحك فرصة السداد الآجل والدخول في استئناف متى ما أحسست أن التقدير عالياً لذلك والحديث لا يزال لبدرالدين ان التاجر الذي يتهرب من دفع الضريبة يعتبر كالجندي الذي تهرب من ضريبة الوطن ويؤكد بدرالدين ان الضريبة واجب وطني لذلك فهو يناشد كل التجار بدفع الضريبة لأن التهرب من دفعها هو جريمة في حق الوطن. توجيه الضريبة.. الصائغ محمد حسين بمجمع الذهب بالخرطوم يتفق مع بدرالدين في مرونة التعامل بين ديوان الضرائب والتجار ويقول ان هنالك تسهيلات كبيرة يقدمها الديوان للتاجر أهمها الاستئنافات ودفع جزء من المبلغ المطلوب وتأخير المتبقي لوقت لاحق إلا أنه يشير إلى ضرورة الاستفادة من هذا التحصيل الضريبي وذلك بتوجيهه في شكل خدمات اجتماعية تطال كل من يحتاجها وبهذا تكون الضرائب قد أخذت طريقها الصحيح والمطلوب. واجب وطني عثمان خوجلى تاجر محلات أقمشة عتيبة السوق العربي الخرطوم يقول عثمان ان العلاقة بين ديوان الضرائب والتجار هي علاقة حق بحق وان الضريبة هي واجب وطني لابد ان يقوم به كل تاجر ولكن تبقى الإشكالية في ان هنالك بعض متحصلي الضرائب يتعاملون مع التاجر وكأنه مذنب وأمامه شرطي يتعامل معه بعنف كالشرطي الذي يتعامل مع المتهم ويضف ان التقديرات التي يقدمها الديوان عالية جداً وخرافية وبعيدة كل البعد عن واقعنا ويطالب بإعادة النظر في طريقة التقدير حتى لا يضطر التاجر إلى الدخول في استئنافات . ثقافة ضريبة ويستطرد خوجلى قائلاً ان الضريبة واجب على كل تاجر وان التهرب من دفعها هو تهرب من الواجب الوطني حيال الوطني ويقول معظم التجار لا يعرفون ان الضريبة واجب وطني لذلك فهو يطالب الديوان وأجهزة الإعلام على عمل حملة إعلامية أبو بالأحرى نحن نحتاج إلى ثقافة ضريبية توضح أهمية الضرائب بالنسبة للوطن وان التهرب من دفعها يعد جريمة في حق الوطن. خيير اقتصادي الدكتور أحمد على أحمد نائب عميد كلية الاقتصاد بجامعة السودان والخبير الإقتصادى حدد الملامح والآثار السالبة لعملية التهرب الضريبي على الاقتصاد السوداني حيث بدأ حديثه قائلاً: في الدول النامية تمثل الضرائب الدخل الكبير للدولة فالتهرب منها يؤدى إلى الآثار السالبة المتمثلة في تقليل إيرادات الدولة فتقليل إيرادات الدولة قد يحرم الدولة من ان تدخل السوق كمستهلك أو مستثمر وفي هذه الحالة يقل الطلب الحكومي على شراء السلع الاستهلاكية وإذا قل الطلب الحكومي على هذه السلع فإن هذا سوف يؤدى إلى تقليل النمو الاقتصادي. وأضاف قائلاً ان عملية التهرب الضريبي أيضا تؤثر بشكل مباشر على مناخ الاستثمار الداخلي الذي ينمو وينتعش لدخول الموارد المالية التي ترد من الضرائب إلى خزينة الدولة وعن الآثار السالبة لعملية التهرب الضريبي على قطاعي التنمية الاجتماعية أكد ان التهرب من دفع الضرائب قد يؤثر الأثر المباشر على الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الدولة للمجتمع السوداني والمتمثلة في بناء المدارس والمستشفيات وتوفير الأمن والاستقرار للمواطن الضريبي إلى تفاقم أو بالأحرى تزايد حالات البطالة لعدم توفر فرص العمل التي كان سيجلها الاستثمار في كل المجالات.