إعلامي عربي 05/01/2017 أتوجه إلى بلدي الثاني الذي قسّمه الاستعمار وحال بينه وبين قلبي، مصر. السودان، هذا البلد الخصب بالعقول والمحبة الصافية والعبق الترابي، الممزوج بوفاء وضحكة خارجة من القلب المكلوم على أوضاع عربية تقول في وضوح وسفور محبَّب إن الفجر قرّب وإن هذه العتمة الظّلامية التي تسبق ضحكة الصبح بكلمة "نور". أذهب إلى السودان ولم أعرف عنها سوى شذرات من كتب وقعت في يدي صدفة، أذهب إلى السودان ولا أعرف إلا أنها تقع على الخريطة جنوب بلدي وموطني مصر الحبيبة، مصر التي كانت يوماً ما السودان الشمالية والسودان الذي كان أيضاً يوماً ما مصر الجنوبية، أذهب بعقل نقي وخاطر يقظ ليقول للقارئ: يا تُرى، ماذا سأجد في هذا البلد؟ سأروي لكم تفاصيل الرحلة إلى حيث المجهول بالنسبة لي شخصياً، وبعين باحث عن الحقيقة المجردة البعيدة عن الشعارات القومية. سأحاول أن أسلك سبل الرحّالة الذين سبقوني إلى السودان وبأسلوب أنيسي (أنيس منصور) الذي قرأت له قديماً كتابه الشهير "200 يوم حول العالم" وأعجبت به حين كانت الأحلام وردية. من الواضح أن الحظ بقي بجانبي لاختياري لأداء مهمة صحفية هنالك حيث المجهول، أشكر الله أنه منحني إياها، فيا تُرى هل السودان سيكون تلك الطبيعة الخلابة والهدوء الذي كتب عنه يوماً الرئيس المصري الأسبق محمد نجيب في مذكراته الشهيرة "كنت رئيساً لمصر". لا أنوي أن أكتب أيضاً قصائد من العشق والتي تجعلني في مكان غير حيادي. بالتأكيد، السودان قد أتى عليه التغيرات كما أتت على كل البلدان العربية كشأن طبيعي وكسُنن التغيير الموجودة في الكون. يا تُرى هل بقي النيل أزرق أم تغيّر لونه هو أيضاً كشأن كل الأشياء؟ يا تُرى هل سيبقى السودان كما كان في ذهني أم سيتغير؟ لا أعلم، ولكن كل ما أستطيع أن أقوله لكم إن هذا هو ما ستعرفونه في المقال القادم حين تبدأ الرحلة. "ديسمبر/كانون الأول 2014" المصدر: (هافنغتون بوست عربى)