فرنسان روندو المسؤول عن آثار السودان في متحف اللوفر: نرتب للمؤتمر العالمي الرابع عشر حول الدراسات النوبية الذي نستضيفه العام المقبل مرت زيارة مدير متحف اللوفر إلى الخرطوم مرور الكرام بالرغم من أهميتها والأولى من نوعها، وكونها أتت في توقيت يترقب فيه الناس تعزيز العلاقات السودانية الفرنسية وتطور السياحة الوطنية خاصة في مجال الآثار، الزيارة كانت لساعات ولم يتمكن المدير من عقد مؤتمر صحفي كان مقرراً إقامته في متحف السودان الذي مكث فيه دقائق ثم غادر مسرعاً للمطار، آخر لحظة وحدها كانت هناك في غياب كامل للمؤسسات الإعلامية، وثقت اللحظة الخاطفة، ولأنها لم تتمكن من إجراء مقابلة مع مدير المتحف الفرنسي، قابلت مدير قسم المصريات بمتحف اللوفر فرنسان دوندو الذي كان مرافقاً له ولم يرجع معه، فحاورته بشأن الزيارة وسبب إلغائها المفاجئ وما إذا كانت قد حققت أهدافها أم لا، بجانب التعاون بين البلدين في مجال الأعمال الأثرية. ريي ولأنه مسؤول عن قسم يضم آثار السودان ومصر، كانت إجاباته تفصيلية وبها معلومات مهمة وبشريات ربما تعرض لأول مرة. حوار: لؤي عبدالرحمن- صحيفة آخر لحظة * نريد خلفية عن زيارة مدير متحف اللوفر للسودان؟ -نحن نعمل مع أصدقائنا الأثريين في السودان منذ سنوات عدة، ومتحف اللوفر له مشاريع أثرية في السودان منذ أن بدأنا التنقيب في العام 2007م، ونقوم بتطوير تعاوننا في مجال الآثار والبحوث ابتداءً من تلك الفترة، وأنا تم تعييني مديراً لقسم المصريات في اللوفر عام 2014 ومستمر في تطوير التعاون من وظيفتي الجديدة التي كنت قبلها رئيساً للقسم الفرنسي بمصلحة الآثار السودانية، حيث أمضيت فيه خمس سنوات. *من رافق مدير المتحف في زيارته هذه؟ -طبعاً هذه أول مرة يزور فيها السيد جون لوك مارتيز مدير متحف اللوفر، السودان، وجئت بصحبته أنا، فانسان روندو مدير قسم المصريات بالمتحف ومعنا مستشاره الدبلوماسي البرتو فيالا، وقد كان تنظيم الزيارة صعباً، لأن برنامج المدير مزدحماً جداً، ولكننا مع ذلك استطعنا تنظيم زيارته في زمن وجيز، ويجب أن تكون هنالك زيارة أخرى لأنني أعلم أننا نحتاج لأن نتحدث بصورة أعمق عن المشاريع المشتركة مع هيئة الآثار والمتاحف السودانية. *لاحظت أن مدير متحف اللوفر عاد سريعاً دون أن يعقد مؤتمره الصحفي الذي كان مقرراً له.. ما دواعي ذلك؟ -هو أمر مؤسف، ولكن هذا ما حدث أننا عندما وصلنا المطار وبمرورنا أمام سلطات الجمارك تم إبلاغ مدير متحف اللوفر بالاعتداء على المتاجر حول المتحف، وهو لم يكن اعتداء على اللوفر وإنما متاجر بجانبه، وهو ما أدى لاتخاذ تدابير حماية قوية لحماية الأشخاص والزوار وكان عددهم كبيراً في هذا المكان، ولحماية زوار متحف اللوفر الذين كانوا قريبين جداً، كان لا بد لمدير المتحف أن يعود ليكون قريباً من الموظفين للتأكد أن كل الأمور على ما يرام وليأمر بإعادة فتحه. *بهذه العودة السريعة، هل حققت الزيارة أهدافها ووفقتم فيما ترمون إليه، أم أن هنالك زيارة أخرى قادمة؟ -هذا سؤال جيد ومهم، بالرغم من أن مدير متحف اللوفر غادر إلا أن الفترة القصيرة التي قضاها في السودان مكنته لقاء مدير الهيئة السودانية للآثار والمتاحف عبدالرحمن علي وزيارة المتحف القومي بالخرطوم، وبما أن هذه الزيارة هي الأولى لمدير اللوفر فهي مهمة، وكانت مكسباً، ومن أهميتها أنها أتاحت لمدير اللوفر أن يرى القطع الأثرية التي سيتم نقلها لعرضها في عام 2020م بالمعرض الكبير الذي سيقام في متحف اللوفر عن مملكة نبتة، ونحن نأسف لأننا كنا نخطط لأن يزور أهرامات مروي التي لم يزرها، لأنه رجع وهذا يجبرنا لنعمل منذ الآن لترتيب زيارة أخرى لمدير اللوفر للسودان، وأتمنى أن يكون ذلك قريباً. *ما هي أبرز المشروعات بين متحف اللوفر والهيئة القومية للآثار والمتاحف في السودان؟ -هنالك الكثير من المشروعات المشتركة وقد قمنا بتطويرها، وهي تأخذ ثلاثة أشكال، أولها المعارض وثانيها العمل العلمي الذي يتضمن مشاريع التنقيب، وثالثها التعاون في التدريب، وهناك مشروعات أخرى سنقررها معاً ونحن نطور نقاشنا حولها، وحالياً نعد للتوقيع على التجديد للبروتكولات المشتركة مع الجانب السوداني، وسيتم ذلك في العام 2018م ولخمس سنوات أخرى، ومن بينها اتفاقية توقع بشأن مشروع المعرض الذي سيقام 2020م حول نبتة، وأيضاً التنقيب في منطقة (مويس) قرب شندي، وهو في مرحلة النشر العلمي، ويجب أن أشير إلى أن متحف اللوفر سيستضيف في العام 2018 المؤتمر العالمي الرابع عشر حول الدراسات النوبية، وهو مؤتمر على مستوى عالمي ويجمع العلماء المختصين في الدراسات الأثرية في السودان، وهو فعالية مهمة ستكون لمدة أسبوع ويتم تنظيمه في إطار التعاون العلمي بين متحف اللوفر والهيئة القومية للآثار والمتاحف في السودان. *نريد أن تعطينا خلفية عن المعرض الذي يعتزم متحف اللوفر إقامته عن ممكلة نبتة في عام 2020م؟ -مرة أخرى سألت سؤالاً جيداً ومهماً، المعرض عن حضارة نبتة يعرض المغامرة غير العادية التي قام بها تهراقا بحكم كل وادي النيل من البحر المتوسط حتى الخرطوم، وتمكن من ذلك بعد حملات وأسباب أخرى مساعدة مستفيداً من الغزوات التي قام بها سلفه، هذه الحضارة هي ما سنقدمه للجمهور في إطارها العالمي، وقد استمرت المملكة 50 عاماً، وانتهت لأنها لم تقدر المحافظة على المساحة الواسعة من الناحية اللوجستية والسياسية، وعلى كل حال بعد الخمسين عاماً الأشوريون في العراق كانت لديهم أفكار توسعية وهاجموا مملكة نبتة 3 مرات بعدها اضطر النبتيون للتراجع إلى أراضي السودان، وسيتعرض المعرض لشخصية الملك تهارقا. *زرت متحف اللوفر في العام الماضي، ووجدت عرضاً جميلاً ووسائل تأمين متقدمة، هل نتوقع نقل هذه التقنية للسودان وتدريب العاملين في المتاحف السودانية عليها؟ -فيما يتعلق بالتأمين فإن تأمين القطع المعروضة هو هم مستمر ويتطلب تطوراً مستمراً، وهذا أحد مجالات التعاون بيننا والسودان، وذلك بتدريب العاملين في متحف السودان على هذه التقنيات المتطورة في حماية الآثار وتدريبهم على عرضها في الفترينات وحمايتها من الكسر، بدأنا التدريب في عام 2016م ومستمرون، وفي العام الحالي هنالك تدريب حول تكتيك ترحيل القطع الأثرية وتأمينها من الكسور. *متى أنشئت البعثة الفرنسية في هيئة الآثار السودانية، وما هو نشاطها؟ -أنشئت في العام 1969م وكان وقتها اسمها القسم الفرنسي بهيئة الآثار في السودان، بواسطة سلفي جان فيير الذي تم تكليفه من وزارة الخارجية الفرنسية لاقترح بداية تعاون مع السودانيين بإنشاء معهد دائم للبحوث في الخرطوم، ومنذ ذلك التاريخ القسم موجود داخل مباني الهيئة، وأهدافه التعاون مع الهيئة القومية للآثار والمتاحف وتنظيم العمل المشترك على المستوى العالمي عن الآثار في السودان.