وصلت الجمعة إلى محافظة إدلب ومحيطها شمالي سوريا، أول قافلة من مهجري مدينة "حرستا" التابعة لغوطة دمشق الشرقية المحاصرة من قبل النظام السوري وداعميه منذ مدة طويلة. وبحسب مراسل الأناضول في إدلب، فإن عملية الإجلاء جاءت نتيجة مفاوضات بدأت بضمانة روسية، بعد اقتراب قوات النظام السوري وداعميه من مشارف "حرستا" في إطار عملياتها البرية في المنطقة. ولفت إلى أن القافلة الأولى تضم 30 حافلة تحمل على متنها عناصر من المعارضة المسلحة ومدنيين، بلغ عددهم 1908 أشخاص بينهم 612 طفلا و412 امرأة. وشهدت رحلة القافلة إنجاب إحدى النساء في الطريق، فيما فقد أحد المصابين حياته بسبب سوء حالته الصحية. وعقب وصولهم مراكز إيواء مؤقتة أقامتها منظمات مدنية في إدلب وريف حلب الغربي، استقبلهم مسؤولون من هيئة الإغاثة التركية "İHH"، وقدموا لهم مساعدات غذائية عاجلة. وفي تصريح للأناضول، قال المسؤول الإعلامي الخاص بسوريا في الهيئة سليم طوسون، "في المرحلة الأولى وزعنا طرودا غذائية وفواكه، ومياه شرب ومواد تنظيف وحفاضات أطفال وأطعمة أطفال لسكان الغوطة المهجرين". ومن المقرر في إطار الاتفاق إجلاء حوالي 8 آلاف شخص من حرستا، بما في ذلك الفصائل المسلحة المعارضة. وكان رئيس المجلس المحلي لحرستا حسان بيروتي قال للأناضول، إن الاتفاق يقضي بنقل المدنيين والمقاتلين الراغبين في الخروج إلى الشمال السوري، ونقل المرضى إلى إدلب أو إلى مستشفيات مختلفة في دمشق، بناء على طلبهم، مع عدم المساس بأي مدني يريد البقاء في المدينة، والسماح بعودة المدنيين إلى منازلهم". وأشار بيروتي إلى أن الإجلاء سيستكمل على 4 مراحل. ومع سيطرة النظام على حرستا يكون قد قطع التواصل بين جزأي الغوطة الشمالي والجنوبي. وبحسب معلومات من الدفاع المدني "الخوذ البيضاء"، فإن أكثر من ألف مدني لقوا مصرعهم جراء هجمات النظام وداعميه الجوية والبرية على الغوطة الشرقية التي يقطن فيها 400 ألف مدني منذ 19 فبراير / شباط الماضي. وأصدر مجلس الأمن الدولي قرارا بالإجماع في 24 فبراير / شباط الماضي، بوقف لإطلاق النار لمدة 30 يوما، ورفع الحصار، غير أن النظام لم يلتزم بالقرار. وفي مقابل قرار مجلس الأمن، أعلنت روسيا في 26 من الشهر نفسه "هدنة إنسانية" في الغوطة الشرقية تمتد 5 ساعات يوميا فقط، وهو ما لم يتم تطبيقه بالفعل مع استمرار القصف على الغوطة. والغوطة الشرقية هي آخر معقل كبير للمعارضة قرب دمشق، وإحدى مناطق "خفض التوتر" التي تم الاتفاق عليها في محادثات العاصمة الكازاخية أستانة عام 2017.