الخميس: 72/5/4002م الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات رأيت عمل صالح أكبر من أن يتخلق الإنسان بصفة من أجل صفات أسماء الله الحسنى وهى صفة السلام. واللهم لك الحمد أنت السلام ومنك السلام وإليك يرجع السلام. السلام هو ميزان الحق والعدل والسلام النابع من القيم العلى ومن صفات الله وأسمائه هو سلام الحق والعدل سلام المساواة، سلام الكرامة سلام السماحة والتسامح والعفو ومن عفى وأصلح فقد وقع أجره على الله، سلام لا يعرف ضغناً ولا يحمل حقداً أو مكراً ولا يصيخ أو يسمع لوشاية أو قطيعة رحم ، سلام يدفعنا لعمارة الأرض بكل قيم الحق والفضيلة والعدل بين الناس يفتح للسودان بابا جديداً لا يغلق أبواباً أخرى شرعت على ميزان الحق والعدل ولكنه يضيف إليها باباً أرحب ندخل منه على مساحة أوسع لنزرع قيم الحق والعدل والفضيلة بين الناس ، سلام لأهل السودان أولاً ووالله الذى لا إله إلا هو ما كان السلام فى نيفاشا إلا بنبضكم وبقيمكم وبمشاعركم وبثباتكم على الحق وبحرصكم على حياة أكرم ووطن مستقر ورآية خفاقة ودوحة ظليلة يستظل بظلها كل الناس أمنا وعدلاً ومساواة ووطنية وحفظ كرامة . لم يكن السلام ولن يكون إلا كذلك ومرحباً بكل من فاء إلى دوحة السلام الظليلة مرحباً لإخوتنا فى الحركة الشعبية الذين ودعناهم هذه الظهيرة وحملونا إليكم التحيات والتأكيد بأن صفحة الأمس قد طويت وأن صفحة جديدة تحل محلها تعاونا محل الخصام ثقة مكان الشك وإرادة فى موضوع التردد وإخاء حقيقياً لا كره فيه ولا قطيعة حملونا إليكم التحية أن يصدقوكم العهد على شراكة وطنية لا فساد فيهاولا مغنم ذاتية ولا محاباة ولا أولية إلا لمصلحة الشعب والوطن وإعلاء قيم الحق والعدل والفضيلة حملونا لكم عهداً بأن يكملوا معكم المشوار وقال الأخ الدكتور جون قرنق ونحن نودع بعضنا هذه الظهيرة أن أنقل إلى أهلينا وأهله فى السودان أن السلام قد إكتملت حلقاته وموضوعاته وما تبقى هو إجراءات تفصيلية وترتيبات شكلية ليس فيها خيبة أمل ولا إحتمال إنهيار ولا تراجع إلى الوراء فالسلام قد أضحى شجرة صالحة جذرها فى الأرض وفرعها فى السماء نتطلع جميعاً أن تؤتى أكلها بإذن ربها خيراً للسودان ولجيرانه ولعلاقاته بسائر بشرية أمم ومجتمعات . السلام أيها الأخوة والأخوات: بدء نصرة ومرحلة وبذل طاقة وجهد وليس محطة إسترخاء أو تواكل أو تراجع عن أداء الواجب إذ كنا فى المرحلة السابقة قد شددنا الأحزمة على البطون وثبتنا الأقدام فى الأرض صبراً ومثابرة فإننا اليوم ننطلق بذات الإرادة لننفذ واجبات السلام ولنبذل مزيداً من العرق ليس خصاماً ولا إثناء موارد ولكنها من أجل العمل المثمر ومن أجل البناء فى السودان ما بعد السلام التقدم فى الصفوف لمن يبذل أكثر، لمن يعطى أكثر لمن يضحى أكثر، السلام فى السودان ساحة بلا حدود لكل صاحب كفاءة ولكل صاحب خبرة ولكل صاحب دراية ومعرفة . والدعوة هنا نطلقها لأصحاب الكفاءات وأرباب القدرات من داخل السودان ومن خارجه أن يقبلوا على ساحة البناء الوطنى بالعلم وبالدراية وبالتخطيط السليم وبالمنهجية الموضوعية من أجل أن يدور دولاب الحياة فى الدولة وفى القطاع الخاص و فى منظمات المجتمع وفى تشكيلاته الأهلية بكفاءة أعلى وبرج لأهل السودان يقتسمونه بالسوية والعدل . السلام أيها الأخوة وقد وقعنا فيه 6 محاضر حتى الآن 6 محاضر: المحضر الأول: كان هو محضر مشاكوس والذى قرر وحسم قضية الهوية الثقافية وأعطى كما ذكر الأخ البروفيسور إبراهيم ميزانا موضوعياً عادلاً لتعايش الثقافات والأديان ولإحترام الخصوصيات بين الإسلام وبين سائر الأديان الأخرى فى المجتع مسيحية كانت أو غيرها ذلك المحضر الذى أرسى أيضاً حق الإختيار الديمقراطى كما أرسى حق إعتناق المبدأ والعقيدة الدينية أرسى مبدأ حق الإختيار الديمقراطى حينما قرر مبدأ تقرير المصير والإستفتاء لإخوتنا ولإخواتنا فى جنوب السودان. وأود أن أؤكد لكم أن خيار الوحدة خو الخيار الذى تحت مبدأخ وعنوانه جرى تفعيل محضر مشاكوس وجرى تحت تشكيله سائر المحاضر الأخرى فى قسمة الثروة وفى الترتيبات الأمنية وفى قسمة السلطة هذا العقودات الضخم هو التحدى الأول الذى ينتظرنا جميعاً فى بداية المرحلة الجديدة الإنتقالية تحدى تعزيز وحدة السودان خياراً وطوعاً لا قهراً وإملاءاً نكتشف من خلال الحوار ومن خلال البرامج السياسية والإقتصادية والإجتماعية التى سنتحلق حولها وستبدأ فى إعدادها نكتشف الطريق المستقيم لتعزيز الوحدة بالمشاركة الفاعلة وبالشورى الواسعة وبالديمراطية الحقيقية نكتشف ونرسى من خلال الحوار الفرص المتساوية للتنافس الحر الشريف فى كل ساحات العطاء والفكر والتأهيل المعنى والأكاديمى نكتشف ونعزز الوحدة من خلال ساحات رحبة لإطلاق القرات والإبداع للمبدعين وللمفكرين ولأهل الفن والثقافة لسائر أهل القدرة على العطاء والإبداع نكتشف خلال الحوار ساحات واسعة لبناء الوحدة الوطنية على قواسم مشتركة من قيم الحق وقيم الدين والفطرة السليمة نعزز ونؤكد من خلال الحوار والبرامج ملامح الوحدة الطوعية يستظل بها كل أهل السودان فى أن لا يتقدم الصف إلا القوى الأمين بلا تميز بين منشأ أو موضع إجتماعى أو قرابة من سلطة أو سلطة أو صاحب تفوذ بهذه المعانى وغيرها. أيها الإخوة والأخوات: تتعزز الوحدة الوطنية وأؤكد لكم أن ثقتنا فى أن شركاءنا فى السلطة إخوتنا فى الحركة الشعبية متفقون معنا على أن تعزز الوحدة من خلال هذه القيم ومن خلال هذه المبادئ وعلى هذه الأسس الواضة المستقيمة فلنقبل التحدى إذن ولا نتخوف لابد من أن نعبئ طاقاتنا بكل ما هو موجب ولابد من أن نعمر قلوبنا بكل ما هو خير وبكل أخوة وتسامح ومحبة. بهذه القيم لن يتعرض السودان إلى خطر التفكيك أو التمزق أبداً بإذن الله ونسعى لتعزيز الوحدة من خلال تنزيل أحكام إتفاقية السلام على أرض الواقع بناء لمؤسسات حقيقية تتولى أمر الدولة والإدارة وسياسة الشأن العام ليست مؤسسات ديكورية ولا فارغة المحتوى يقوم عليها ويحرسها رجال ونساء صالحون وصالحات تشبعوا بحب الوطن وآمنوا بوحدتهو جدوا فى أن ينفذوا ما وكل إليهم من الأمانة والعهد والواجب ، يعزز الوحدة من خلال توفير الموارد وقسمتها بالسوية، وبالقسطاس وذلك رمى إليه محضر قسمة الثروة وليس محضر قسمة الثروة تبديد للموارد فى غير أولويات واضحة وليس محضر قسمة الثروة إقتساماً لمغانم تدخل جيوب الخاصة من وقعوا على الإتفاقات سراً أو علنا أو خفية بعيداً عن الناس ولكنها قسمة للموارد تدار بشفافية وبوضوح وتفتح حساباتها وأرقامها للمراجعة والتدقيق من خلال المؤسسات السياسية الحاكمة وتشريعاً وبرلماناً ومؤسسات سياسية وصحافة حرة وأجهزة للمراجعة والمحاسبة والتدقيق قسمة الموارد والسلطة والثروة. أيها الإخوة والأخوات: حسن توظيف للموارد فى الأولويات التى قدر علينا موارد مضاعفة وما أكثر ساحات الموارد عندنا من ما حبانا الله من إمكانات طبيعية . يتحدث ويتحدث الناس الآن عن البترول وأؤكد لكم وأبشركم أننا قد أرسينا قاعدة صلبة ستزداد متانة ووضوحاً وستتخذ ملامحها شكلاً واضحاً ونحن نطرح عائدات البترول لتدخل الخزينة العامة لا الحسابات السرية ولا الحسابات الخاصة فى الداخل أو الخارج أبداً ومن الموارد الأخرى من الزراعة ومن الثروة الحيوانية ومن المعادن ومن غيرها من الموارد الطيبة الحلال ستكون كلها لخدمة الضعيف قبل القوى طرقاً معبدة وكهرباء ومياها نظيفة ومشافى للعلاج ومعاهد للعلم والتأهيل الأكاديمى لجيل المستقبل ولكل من يتطلع إلى زيادة قدراته فالوطن لا يبنيه إلا أبناؤه ذوى القدرات والمهارات العالية فليكن ذلك شعار من شعارات المرحلة الجديدة ومن تنزيل مضامين إتفاقية السلام إلى أرض الواقع والتطبيق . وليس صدفة فليس فى أقدار الله لصدفة أن يكون لقاؤنا اليوم معكم فى هذه الساحة المباركة فى ذات الوقت حبلاً موصولاً ممتداً مع الأخ الرئيس بولاية القضارف ليستقبل وليخاطب وليرعى أبناؤه أبناء المستقبل الذين سجسدون هذا الجانب من جوانب تطبيق إتفاقية السلام وإنزالها إلى أرض الواقع هذه رمزية الجيل الجديد القوى فى أخلاقه القوى والقوى بقدراته وبحسن إعداده من أجل أن يطلع لبناء السودان الجديد سودان الكرامة وسودان القوة وسودان التكافل والعزة الوطنية ، فالتحية من هنا لجيل المستقبل فى القضارف التحية من هنا لأهل القضارف ولضيفهم الكريم الأخ الرئيس عمر حسن أحمد البشير الذى كان لتوجيهاتهوروحه الوطنية روحه الإيمانية السمحة وروحه الدافعة لنا كلما أشكلت علينا قضية فى نيفاشا رجعنا إليه بالتليفون أو بوفد أو مبعوث من نيفاشا وما وجدنا منه إلا كل الدفع والتحريض على المضى قدماً لم نجد منه إلا الرأى الصائب وإلا النظر الثاقب من أجل أن يصبح السلام قيمة عليا وواقعاً فى أرض السودان اتفاقية السلام التى وقعناها أيها الإخوة والأخوات: تحمل محضر قسمة السلطة وكثير من المتخوفين المتحفظين يظنون أن قسمة السلطة ستكون تكريساً لطرفى التفاوض مهما كان الخلاف حول شرعية أو وزن تمثيلهم السياسى لن تكون قسمة السلطة إحتكاراً على حساب مبادئ الديمقراطية والتحاكم للناس وإرجاع الأمر للشعب فذلك أمر قد قدره المحضر وحدد له موعداً تجرى فيه الإنتخابات ولكنا جربنا دورات الإنتخابات وبرغم أن تكون الإنتخابات المقبلة فى ظل إتفاقية السلام ووفقاً لجداولها الزمنية إنتخابات حرة نزيهة مراقبة دولية لا نخشى أن يطلع فيها مطلع على رأى الشعب الحقيقى وعلى إرادته الحرة فإننا نقول أن الإنتخابات ليست غاية فى ذاتها ولكن الإنتخابات وسيلة لإستنطاق وإستنكاء آراء الشعب فى من يتولى أمره من أجل أن يخدم مصلحته ويحقق منفعته وفى ذلك فليتنافس المتنافسون سيكون الطريق إلى الديمقراطية والحرية والإنتخابات فى ظل قسمة السلطة ليست كذات الطريق السابق جلباً للأموال من السفارات ولا الشعارات التى أكل عليها الدهر ولا إستدرار العواطف ولكنها ستمر عبر إمتحان صعب فإن باب الشراكة السياسية وفق أحكام إتفاق السلام سيكون مفتوحاً فى منابر شتى سنفصلها وسيعلم ساحاتها الشعب السودانى أولاً بأول ساحات للمشاركة فى المؤسسات السياسية وفى المؤسسات الدستورية والتشريعية وفى الساحات التنفيذية الإردارية وفى ساحات الحوار السياسى لمراجهة الدستور وللإتفاق على القوانين التى تحكم بلادنا فى المرحلة المقبلة تؤسس للشورى وللديمقراطية وتؤسس للتنمية وللنهضة الإقتصادية وتلك ستكون ساحة الإمتحان الجميع الآن مدعون إلى التسلح بأفضل ما عندهم خبرات وقدرة على قراءة المستقبل ليطرحوا كنانتهم وينثروها بين يدى شعب السودان فى خلال المرحلة الإنتقالية فإن قسمة السلطة ستكون ساحة ممتدة للحوار وساحة رحبة للتنافس الفكرى والعطاء السياسى الذى يقوم على الموضوعية ودعوتنا هنا للإخوة فى الساحة السياسية جميعاً ألا نستبق الحكم على ما توصلنا إليه هى دعوة للتريث ولإعمال النظر مرتين ولإنتظار ما تسفر عنه الأسابيع المقبلة من تطورات ومن أفكار ومن مبادرات فالجمعية مليئة والرؤية واضحة والرب هادى إلى صراط مستقيم لانتلفت ولا ننتظر أن يمدنا أحد بما يتطلب منا أن نعمله فى المرحلة المقبلة ولكننا بحمد الله قد دخلنا إلى هذه المرحلة من مفاوضات السلام ببرنامج كامل وبرؤية واضحة فلايتعجل علينا الناس ، هى دعوة لأن نعمل الروح الوطنية لنجمع الصف الوطنى ولنحقق الوحدة الوطنية ولنتوافق على قواسم ومشتركات نؤسس بها للمرحلة المقبلة حتى إذا ما بلغنا مرحلة الإختيار الحر كانت الصورة واضحة وكان التمايز بالعطاء لا بغيرها من الصفات والألقاب والشعارات . المحاضر التى شملتها إتفاقية السلام تناولت أحكاماً خاصة بمناطق شملتها الحرب خارج جنوب السودان فى مناطق النيل الأزرق وفى مناطق جنوب كردفان منطقة جبال النوبة ولقد أعملنا الفكر طويلاً وإتفقنا على حزمة من الترتيبات القانونية والمؤسسات السياسية والتشريعية وعلى معادلات واضحة لدعم نصيب هذه المناطق من الثروة القومية حتى تتقارب الخطى بين سائر أجزاء السودان وولاياته وأطرافه . هذه الترتيبات التى تضمنها محضر ما عرف بالمنطقتين فى النيل الأزرق وفى جنوب كردفان أو جبال النوبة هذه التقسيمات وهذه الترتيبات ليست وقفاً على هاتين المنطقتين فقط حتى يقول الناس هل منهج السلام مبنى على إعطاء من يرفع السلاح فقط؟ ومن لا يرفع السلاح يهمل؟ أو يغفل عنه؟ كلا فإننا ونحن نبلور ملامح الإتفاق لهاتين المنطقتين كان النظر منا بميزان العدل ممتداً إلى كل أطراف السودان خاصة الأطراف التى تنال حظاً أقل وتقل فيها نسبياً الخدمات عن مواقع أخرى . ومن هنا فإننا نقول إن عزمنا فى الحكومة أن نعمم هذه الترتيبات التى تقررت فى هاتين المنطقتين لسائر مناطق السودان حتى يكون ميزان العدل فى السلطة السياسية وفى قسمة الموارد الإقتصادية متاحاً للجميع وحتى نرتفع فى تجربتنا فى الحكم الإتحادى لمرحلة جديدة ولدرجة جديدة فيها مشاركة أوسع وفيها صلاحيات أكبر وفيها موارد أعلى مما كان متاحاً فى السابق. اتفاقية السلام أيها الإخوة والأخوات: تحمل نظراً واضحاً فى علاقتنا مع المجتمع الدولى هذا المجتمع الذى يموج بالخير وبالشر وتضطرب فيه المواقف وتتقاطع فيه السياسات ولكننا فى خضم هذه التقاطعات ركزنا على منهج يعزز قدرتنا على التفاعل الموجب وعلى التواصل البناء مع المنظمات الدولية ومع الدول ذات القدرات المالية والإقتصادية العالية ولقد كانت مسيرة المفاوضات مناسبة جيدة وفرصة عظيمة للتواصل مع كثير من هذه الدولومع هذه المنظمات والتحاور معها فى الدور المشترك بيننا وبينها لبناء وتنفيذ خطط التنمية وترقية الخدمات فى كل السودان فى الجنوب وفى الوسط وفى النيل الأزرق وفى الشرق وفى دارفور وفى كردفان وفى كل شبر من السودان فما نخطط له وما سنوفق فى الحصول عليه من موارد وقروض ومنح مع هذه الدول والمنظمات سيكون وفق أولوية واضحة فى خطط التنمية الإقتصادية وترقية الخدمات الضرورية فلا يشفقا أحد ولا يظنن أحد أن هذه الزاوية من زوايا إتفاقية السلام ستظلم أحداً أو تحابى أحداً بل إننا نؤكد لكم أننا سنبسط القدرات المتاحة لنا فيها على كل كافة أطراف السودان وأجزائه بالعدل وبالموضوعية وبالقسطاس المستقيم . أيها الإخوة والأخوات: كما قلت فى مطار الخرطوم قبل قليل إن السلام الذى وقعناه هو قناعة أطراف سودانية لتحقيق مصلحة سودانية عليا هى الوحدة والإستقرار والنماء والتقدم والحفاظ على كل ما هو خير وموجب عند أهل السودان ولكن ذلك لا يعنى أبداً أن نغمط حق المجتمع الدولى الذى وقف إلى جانبنا متابعاً متابعة واسعة بإبتعاث المبعوثين وبإجراء الإتصالات الدبلوماسية العالية وبالحضور المباشر فى ساحة المفاوضات بين الحين والآخر. وأقول هنا أن التواصل الذى تم بيننا وبين قوى المجتمع الدولى والدول التى تابعت معنا وساهمت معنا فى دفع الجهود نحو تحقيق السلام لا نسميه ضغطاً ولا إملاءاً وأؤكد لكم مرة أخرى فى هذه الساحة التى تحلق حولها كما قال أخى الدكتور رياك قاى أرواح الشهداء الذين مهروا هذا السلام ويسروا لنا خطواته وطريقه إنما تحقق فى نيفاشا لم يكن ولن يكون إلا قراراً سودانياً خالصاً لا إملاء فيه ولا ضغط ولا إكراه هذه الإرادة تؤكد أن تعاوننا مع المجتمع الدولى إنما هو تعاون الإحترام المتبادل وذلك ركن ركين فى سياستنا الخارجية ولن يكون السوان فى مرحلة ما بعد السلام كما يرجف بعض المرجفين أو يخشى بعض المشفقين لن يكون ساحة للتدخل الخارجى فى شئوننا الداخلية أبداً ولن يكون السودان فى مرحلة ما بعد السلام ساحة للتدخل الخارجى أو للإملاء الأجنبى بل ستتعزز فيه روح الوطنية وروح الكرامة وروح إستقلال القرار الوطنى لن يكون السلام إلا لبنة وقوة دافعة فى هذا الإتجاه ولكنه سيكون ساحة للتعاون البناء القائم على إحترم الخصوصيات وعلى تبادل المنافع وعلى الإحترام المتبادل بيننا وبين سا ئر مكونات المجتمع الدولى شعوباً ومنظمات ودول . المستقبل أمامنا: أيها الإخوة والأخوات: رحب وواسع وكبير وممتد ولكن الطريق ليست مفروشة بالورد ولسنا بلا تحديات فليجدد كل منا ذاته وليراجع حساباته من أجل أن يستمد طاقة جديدة لمواجهة تحديات مرحلة ما بعد مرحلة السلام التحديات كثيرة وطويلة ولكن ثقتنا بأن قامة أهل السودان أكبر وإرادتهم غالبة لأنها من إرادة الله ولأنها إرادة إستمدت من صدق وثقة بالله وثبات على الحق المستقيم وإستعداد للتضحية بالنفس وبكل عال فى سبيل هذه المبادئ هذه الثقة وهذا الزاد الذى لا ينقطع هو الذى سنبنى به السودان بإذن الله وبعونه وبمدده فمرحبا بشركائنا فى السلام. التحية مجدداً نبعثها من هنا لشركائنا فى الحركة الشعبية ونرجو أن يشهد الخطاب الإعلامى منذ الغد قاموساً جديداً ومفردات جديدة ، وأرجو أن ت كون هذه دعوة للمبدعين من أهل المصطلح السياسى ومن أهل الفن والإبداع كما إستمعنا الآن إلى مبادرة أهل الفن والشعر والأدب فى تقديم أدب السلام وفن السلام فإننا نتطلع إلى مفردات وقاموس سياسى ومصطلحات جديدة تناسب المرحلة الجديدة التى دخلنا إليها والتحية لكل من ساهم معنا فى هذا الجهد من إخواننا فى دول الجوار وعلى رأسهم الحكومة الكينية وشعب كينيا ودول الإيقاد جميعاً وأؤكد لكم أن ا لمرحلة المقبلة ستحمل واحدة من ثمارات السلام العاجلة كما ستحملها فى الداخل بإطفاء كل بؤر النزاع والقتال وعلى ر أسها قضية الحرب والنزاع التى تجرى فى دارفور فإننى أبشركم إن ما توصلنا إليه من السلام سيعزز من قدراتنا وسنبدأ منذ الغد فى تركيز الجهود لتطوى صفحة الحرب فى دارفور كما طويت صفحة النزاع والقتال فى الجنوب وفى النيل الأزرق وفى جنوب كردفان سنعمل بذات الإرادة والتصميم أن نطفئ نار الحرب وكلما وأوقدها الشيطان وأهل الكفر وأهل المكر بالسودان فى ساحة من ساحات وطننا أطفأها الله بنور اليقين وبثبات الإيمان وبوضوح البصيرة وبتصميم المخلصين من أبناء السودان سنطفئ كل نار للحرب وكل نار للشقاق وكل نار للصراع لنحيل مكانها نور الأخوج والمحبة والعدالة والمستقبل المشترك لكل أبناء السودان وبمثل ما كان السلام صفحة مع إخواننا فى دول الجوار فإن من أولى ثماراته أيضاً أن نطوى صفحات العداء والخصام والشقاق مع كل جيراننا وأشقائنا ليكون السودان فى كنف من الجوار الإقليمى مبنى على الإحترام وعلى السلام وعلى التعاون فى ما ينفع الناس هذه روح السلام الجديدة وتلك أهدافه التى تنتظر منكم التفعيل والنظر المتعمق وشحذ إرادة وجمع الصف والله غالب أمره والعزة للسودان.