نقلت الصحف أخيراً خبر السودانيين الذين قتلتهم قوات الأمن المصرية . وللغرابه لم يحدث أي تعليق أو رفض او إحتجاج أو مطالبة رسمية بالتحقيق او المحاكمة العادلة للمعتدين . في هذا الإطار يجب تذكير وزارة الخارجية ووزارة العدل بأن من البديهيات ومن صميم وظائف الدولة أنها مثلما أن عليها حماية الأرض فعليها بنفس الدرجة حماية المواطن . وظيفة الدولة هي حماية الأرض والمواطن ، وقد أصبح من حين الى حين كأنه قانون من قوانين الطبيعة أن يتعرض السودانيون في خارج بلادهم الى جرائم ترتكب ضدهم . في (براغ)قتل طالب سوداني . في (اوكرانيا) قتل طالب سوداني . في (لندن) قتل عبدالسلام حسن في شقته ، في ليبيا قتل السودانيون بالجملة في احداث (الزاوية)، في (لبنان) ضربت الشرطة اللبنانية السودانيين بأعقاب البنادق وأمطرتهم وابلاً من الإساءات والبذاءات العنصرية . وفي بعض هذه الاقطار وأقطار أخرى يقبع سودانيون في السجون فراراً من خسة السجان ، لايدري أحد على وجه التحديد كم يبلغ عدد هؤلاء السجناء السودانيون في السجون الأجنبية ، كما لايدري أحد ماهي المساعي الدبلوماسية الحميدة التي تمت لتخليصهم من براثن السجون واسترداد كرامتهم وإعادتهم الى وطنهم . أيضاً لايدري أحد إن كانت العدالة قد أخذت مجراها بمعاقبة قاتلي السودانيين في (براغ)و(اوكرانيا)و(لندن). في حالة أحداث (الزاوية)الليبيه تم (لفلفة)الموضوع . وأخفقت الدبلوماسية السودانية وسقطت في امتحان تعويض ضحايا أحداث (الزاوية) . ولايعلم أحد إن كان العنصريون في (براغ) عاصمة جمهورية التشيك ، (سابقة عاصمة جمهورية تشيكوسلوفاكيا)، قد نالوا جزاءهم العادل . ومازال السيد /عبد الرحمن عبد الرحيم علي صالح والد الطالب القتيل في أوكرانيا حزيناً مكلوماً على فقد ابنه النابه . ولم تهب وزارة الخارجية أو وزارة العدل لنصرته أو نصرة غيره ممن قتل في عواصم أوربيه أو أهدرت كرامته في عواصم عربيه .السيد / عبد الرحمن عبد الرحيم لم تلق أسئلته التي يطرحها جواباً . وهو كذلك لايعلم إن كان قاتلي ابنه قد نالوا العقاب المستحق .ومايزال الناجون من مزبحة (الزاوية)الليبية حائرين في الخرطوم والولايات ، وقد ضاعت قضيتهم بين الأوراق . في حادثه مقتل المواطن الامريكي (غرانفيل) في الخرطوم ظلت تتوالى التصريحات من وزارة الخارجية الامريكية ووزارة العدل الامريكية . وكان يتم بواسطة حكومة بلده متابعة ملف القضية على مدار اليوم والساعة . وصارت الصحف السودانية تنقل في الصفحات الأولى تصريحات والدة القتيل (غرانفيل). كما تنقل معها للأسف الشديد بعض الكتابات التي تتعاطف مع القتله ولاتحترم قدسية النفس الانسانية . وقد اعتادت الصحف السودانية نشر تصريحات والدة (غرانفيل) لكن لا الصفحات الأولى ولا الصفحات الداخلية في تلك الصحف ، تنشر تصريحات والد الطالب القتيل في أوكرانيا ، أو تصريحات عائلات القتلى السودانيين في براغ ولندن وغيرها ، كما لاتنشر إفادات الذين تعرضوا للظلم الشديد والاهانه والعنصرية والاحتيال ، سواء في ليبيا أو غيرها من البلدان العربية . فقد ظلت الصحف السودانية تخلو من افادات السودانيين من ضحايا عنصرية الشرطة في هذا البلد العربي ، كما تخلو من افاداتهم حول احتيال الكفيل وبيع الإقامات في ذاك البلد العربي ، وغير ذلك من إنتهاكات حقوق الانسان في بلدان المهجر . في ذلك السياق من إستضعاف السودانيين في الخارج ، قتلت قوات الأمن المصري أخيراً أربعة من السودانيين وفي رواية أخرى عشرين سودانياً ، ولم ينطق أحد رسمي في وزارة الخارجية أو وزارة العدل بكلمة واحده . قوات الأمن المصري التي قتلت هؤلاء لا تتجرأ على قتل إسرائيلي واحد!. هؤلاء الضحايا السودانيون في كل من البلدان يدقون على أبواب وزارة الخارجيه ووزارة العدل بدمائهم وأيديهم وكرامتهم الانسانية ، وهم هم يتساءلون لماذا نحن ضحايا ، نحن أحرار ولسنا سبايا، ومن واجب وزارة الخارجية بالشراكه مع وزارة العدل حماية السودانيين في الخارج . من صميم وظائف وزارة الخارجيه ووزارة العدل حماية المواطن السوداني في الخارج والدفاع عنه ، مثلما أن على الجيش حماية الارض والحدود والدفاع عنها .