لام الناس *لم نتمكن من تلبية دعوة هيئة شؤون الأنصار للاحتفال معهم مساء أمس الأول بمولد حبيب قلوبنا سيد الخلق وخاتم الأنبياء والرسل سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ولكننا تابعنا خطاب الإمام الصادق المهدي في البريد الالكتروني الذي رد فيه على الذين يقولون إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بدعة. *الخطاب تضمن إضاءات مهمة نبدأها بحديثه عن العادات باعتبارها متحركات تضبطها الخماسية الذهبية وهي الحكمة، العقل، المصلحة، المقاصد، الإلهام الصائب. وإن كنا نرى أن محبتنا للرسول الكريم وحدها كافية للاحتفال به، وإن كنا نحتفي به أكثر من خمس مرات في اليوم ونحن نصلي، ولكننا في مولده نستعيد سيرته ونكثر الأذكار عليه. *الإضاءة المهمة الثانية أوردها على لسان ابن القيم وهو يقول كل ما تحقق بالعدل هو شرع الله وإن لم يرد به نص، وكل مسألة خرجت من العدل للجور ومن الرحمة لضدها ومن المصلحة للمفسدة ومن الحكمة للعبث ليست من الشريعة. *الإضاءة الأهم التي وردت في خطاب الإمام الصادق المهدي قوله إن النهج البغيض هو التعصب لأنه نافذة للغلو والغلو من حبائل الشيطان وقوله أيضاً إن الخلافات في أمور الدين والدنيا لا يمكن حسمها بالقوة. *وقال أيضا: من حقهم أن يتمسكوا بظاهر النصوص، لكن مدخل الباطل أن يعتقدوا أن نهجهم هذا وحده الصحيح وأن فهم غيرهم باطل، وكيف أن البعض يتمادون في موقفهم فيكفرون من يخالف منهجهم؛ ولذلك اعتبر أن التكفير أسوأ مناهج الغلو. *الإضاءة التالية هي تأكيده أنه لا يجوز لأحد أن يفرض وصاية على الناس حتى وإن كان نبياً {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22)}"سورة الغاشية"، و{فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}"سورة الكهف". *الإضاءة الأخيرة في خطابه قوله: ليس المطلوب فقط ولاية الأمر عبر سلم الشورى وآلية الديمقراطية وإنما إدارة الحكم بما يكفل المشاركة والمساءلة والشفافية والكرامة وسيادة حكم القانون{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ}"سورة النحل" *إننا في أمس الحاجة لمثل هذه الإضاءات كي تنير لنا طريق المستقبل في بلادنا خاصة بعيداً عن التعصب والغلو والقهر والظلم ومحاولة إقصاء الآخر أو معاداة العالم المحيط.