)الرد على مقال مصعب المشرف) بقلم/شهاب فتح الرحمن محمد طه تحياتي لك الأخ مصعب المشرف ولكل المشاركين، الموضوع في غاية الأهمية وأتفق معك تماماً في ضرورة التمحيص والتدقيق قبل توقيع هذه الإتفاقية ( الحقوق الأربعة) أو غيرها وإستفتاء القدر الأكبر من الخبراء في كافة المجالات القانونية والأمنية والإقتصادية .....إلخ ثم كافة القوى السياسية وحتى ضرورة النزول إلى إستفتاء شعبي وحتى لا تنفرد جهة واحدة بإتخاذ القرار على غرار نيفاشا وحتى لا نعض أصابع الندم على هفوات قد ترى بسيطة وهي على الأوراق ولكن في أرض الواقع قد تكون نواة لحرب مستديمة شعواء وتلحق الضرر بالجانبين. قبل التوقيع على أي أتفاقية أخرى مع دولة الجنوب يجب أن تقوم حكومة السودان، عاجلاً، بعقد مؤتمر قومي جامع لمناقشة كل جوانب وتفاصيل أتفاقية نيفاشا وعرض الإيجابيات والسلبيات دون حساسيات أو لوم أو توجيه أصابع إتهام لجهة أو حزب أو أفراد. بفهم أن هذه الإتفاقية قد تم التوقيع عليها في ظروف إستثنائية ومعقدة للغاية. وأشدد على ضرورة أن يشارك في هذا المؤتمر نخبة من ساسة وأكاديمي دولة الجنوب عسى ولعل أن تكون هناك إمكانية لتدارك الكثير أو القليل من النقاط التي بمقدورها أن تؤدي لسلام وإستقرار مفقودين الآن. ويجب أن لا ننظر لإتفاقية نيفاشا على أنه كتاب رباني منزل لا يجوز التعديل فيه. حقيقة مؤلمة أن يصوت أهل الجنوب بنسبة تقارب ال 100% لصالح الإنفصال ولعل تلك النسبة كانت بمثابة جبل النار الذي يفصل بين الشعبين كما كان الوصف القوي والمعبر للكاتب مصعب المشرف. ورجوعاً للمدخلات والتعليقات على مقال الكاتب مصعب المشرف يجب التنبية إلى ضرورة التفاعل مع المقال الموضوعي والحساس للغاية بكل العقلانية ودون الإنزلاق في هوة السذاجة والعنصرية والذج بما هو عربي وأفريقي وإفراغ القضية من محتوياتها الحيوية. وفي هذه الحالة ليس هنالك ما يفيد بوضع علاقة مصر والسودان في طاولة الحوار في ما يخص علاقة الشمال بالجنوب. فمصر هي مصر والجنوب هوالجنوب و ليست مصر هي الجنوب ولا الجنوب هو مصر. للأسف الشديد تجد أن البعض يبدأون الردود بإساءات منفرة كالأخ أحمد عبد الدافع الذي يبدأ مخاطباً مصعب ب"صدقني أنت أعمى البصر والبصيرة" ومثل الإخ الذي يسمى نفسه الأصيل يبدأ ب"لم يفكر هذا النتن العنصري البغل" وقد يكون لصاحبي المداخلتين نقاط موضوعية ولكنها تفقد بريقها ومعانيها وتجر القاريء إلى التفكير في تصنيف عقلية ونفسية صاحب التعليق ونسيان جوهر الموضوع. تماماً كما نشاهد في القنوات الفضائية عجز المدافعين عن النظام السوري وقبلهم المدافعين عن القذافي ولجوءهم للإساة في مقارعة خصومهم. كما كان لشعب الجنوب الحق الحصري والكامل والمتفرد في تقرير مصير السودان كله، والذي كان دولة واحدة، وليس مصيرهم فحسب، فقد آن الأوان لأن يكون لشعب الشمال، كافة، الحق في إستفتائهم وسماع رأيهم في كل ما يتعلق بإتفاقات مع دولة الجنوب. وعلينا أن نتذكر أن الإتفاقيات والدساتير قد تدوم لقرون وأن الحكومات قد تزول بين ليلة وضحاها. فالقضية أكبر من أن تحصر في جدلية حزبي المؤتمر والحركة الشعبية. والسلام، شهاب طه