الحرب هي الألم الوحيد الخالص الذي تفنن الأنسان فى ابتداعه . من بين جميع الآلام المكتسبة المعروفة من آلام الولادة ..آلام الفقد ..آلام المرض..آلام الحب..آلام الموت..وحتى الوجود ..تبرز الحرب كألم أكبر يصعب تأويل أديولوجيته..الم تنصهر وتزوي فيه كل الآلام الأخرى..آلة بدائية متخلفة بيد الأنسان نفسه ضد انسانيته وحضارته ومستقبله ,لا تحسن قتله كأي آلة حربية حديثة ولكن تتفنن فى ايذائه بشفرة صدئة ولأطول مدى زمني ممكن ,تعتصره لآخر قطرة من العذاب..الم يلتهم سعيره المتأجج أوهام الوجود والخيبات ليصهر ويلمع أوهام الخلاص ..الهروب الأكبر من الجحيم المشهود. الحرب ..الاتفاقيات والمعاهدات ..السلام ..الحرب مرة أخرى..متوالية مضجرة ..آلاف الموتى هنا وهناك..الف والف حشا محروق..وما أبلغ هذه العبارة..الف والف قلب يُفرم بأسنان الهتافات ثم يبصق بغلظة على أسفلت الوحدة والفقر ..الف والف طفل تٌشوه طفولته وتلقى فى قمامة التجاهل والجهل والمرض والجوع ..والف أخير يستحيل الى مخلوق آخر لا يمت الى الأنسان بصلة مملوء عن آخره بالكراهية والحقد...لا نحسب الخسائر الأخرى ففى هذه اللحظة الأنسان هو الأهم هو الذي يصوغ الأقتصاد والتنمية والتاريخ هو الذي يعمر هو الذي يسعد ويحب ويربح. أتت كل القوانين والشرائع..ابتدعت الآلهة منذ العصور الأولى ..ابتعث الرسل فى كل مجتمع سادت فيه الفوضي ,اندثرت فيه الأخلاق,أو تحول الى مجتمع مسخ لا نسميه حيواني فالحيوانات لها قوانينها التي تحكم عشائرها المختلفة .. كل هذا لصون حياة الأنسان من الأبتذال الأخلاقي والجسدي وصون لأنسانيته وحياته..الأنسان هو القيمة الأكبر هو موئل الثروة المطلقة ما دام التوالد مستمرا الى ما شاء الله. مذهب الكونفوسوشية الاصلاحي فى مجال المجتمع والأخلاق والسياسة (722-464 ق.م) اعتبر جور السلطة الحاكمة مصدرا لمشكلات الشعب وتجردها من مبادئ الأخلاق وأن استيلاؤها على الحكم لغرض تحقيق مصالحها أفرادا وجماعات.نحن الآن 2012م..لا يعقل أو يستقيم أن يكون الحال والوصف هو نفسه ..لا من قبل السلطات ولا الشعوب ..لا نبتغي أن نكون تروسا فى آلة لا ندرك ماهيتها فقط كل ما نعلم هو متوالية تشغيلها حرب ..معاهدة ..سلام..حرب ..الخ..مسؤلية صون الانسانية فى يد علمائها ومفكريها وفلاسفتها..و انسانها البسيط الواعي. المسؤولية الأكبرفي يد من ارتضوا أن يكونوا ولاة أمر مجتمع ما فى الزمان والمكان .. الذى نحن به غرباء ..أحزفوا بالله عليكم مفردة الحرب هذه وسنستمر تروسا لآلاتكم الأخرى ما بقي السلام.