يضطلع قطاع رجال الأعمال بقيادة رجل الأعمال سعود البرير بدور رائد فعال في الترويج لتشجيع رجال الأعمال من الدول العربية الشقيقة في الولوج والمساهمة في الأستثمار بالسودان , ولا يفوتنا أن نشيد بالدور الرائد الذي أضطلع به وزير الأستثمار السوداني الدكتور مصطفي عثمان إسمعيل الذي نجح في توظيف صفته الدبلوماسية في خدمة الأستثمار السوداني , حيث نجح في تاسيس بنية تحتية ممثلة في إصدار القانون الجديد للاستثمار بحيث تناول هذا القانون كل صغيرة وكبيرة تخص شئوون الأستثمار بالسودان . ولا يفوتنا الإشادة بوزارة الكباري والسدود والتي نجحت في تشييد سد مروي العملاق ومن ثم مدت كل إراضيه الزراعية بالإمداد الكهربائي , ونتمني الخطوة التالية بأن تعمل علي إمداد كل الأراضي التي سوف يرويها مشروع تعلية خزان الرصيرص بالأمداد الكهربائي حتي يتسني للمستثمرين التوجه للمكان الذي يختارونه . من هذا المنطلق فقد مثل السودان في مؤتمر الرياض العربي للتنمية بوفد كبير بقيادة الرئيس عمر البشير وقدم إقتراحا للدول العربية لتستثمر بالسودان لا سيما وإن إراضيه البكر جاهزة للزراعة وتزويد كل العالم العربي بالمواد الغذائية التي بدات أسعارها في الزيادة بصورة متصاعدة يوما بعد يوم . والسودان موعود بثروات معدنية هائلة بأذن الله تعالي وخاصة في مجال النفط والغاز بجانب الذهب , ولكن لدي أهل السودان القناعة بأن أعظم ثروة نمتلكها هي الزراعة , ولذا فلا بد أن نعمل كل جهدنا لأجل السمو بهذه الثروة الغالية و العمل علي ترقيتها لأن معظم أهل السودان يمتهنونها . وفي مايو المقبل يستضيف الأتحاد العام لأصحاب العمل السوداني فعاليات" منتدي الأمن الغذائي العربي وصحة وسلامة الغذاء" , وسوف يعقد المؤتمر بمشاركة إتحادات غرف التجارة والصناعة والزراعة بالدول العربية بجانب بنك الأستثمار الأوربي ويعزز ذلك حضور كبار رجال المال والأعمال بالدول العربية . وبقبول السودان لهذا التحدي الكبير والذي ألقي علي القائمين علي هذا الأمر مسؤوليات عديدة من ضمنها ضرورة الألتزام بتوفير المناخ الملائم للمستثمر لكي يعمل في أمن وسلام . ضرورة الإلتزام بتطبيق كل ما جاء بالقانون الجديد للأستثمار الألتزام بعدم تغيير نصوص هذا القانون لمدة عشر سنوات حتي لا يفاجأ المستثمر بعد ولوجه مجال الاستثمار الضخم بتغيير قد يضر بمصالحه . تدريب الكادر البشري لأدارة العمليات الأدراية والحسابية بحيث يراعي مصلحة السودان والتي تتوافق مع مصلحة المستثمر وألا يحيد البته عن هذه الشعارات , مع التسلح بسلاح الإيمان القوي ." ضرورة حلف القسم علي حفظ الأمانة ". ضرورة توفير المعلومة الموثقة حول الأستثمارات المعروضة للأستثمار , مثلا يجب مسح كل الأراض المعروضة للأستثمار والتأكد من وجود الأمداد الكهربائي والري مع توفر كل البنيات التحتية من ربطها بشبكة الطرق العامة . ضرورة مسح كل الأراضي الخاصة بالأستثمار الرعوي والتعدين وتوثيقها في كتيبات توضح موقعها ومساحتها مع توضيح كل الأطر الخاصة بالتعامل التجاري والأقتصادي مع بنك السودان . ضرورة ربط المستثمرين بالجوانب التقنية والتكنولوجية في تلك المشاريع من خلال العمل علي إلزامهم بتوفير قطع الغيار وورش التدريب الميكانيكية الخاصة بتلك الآلات .
كل هذه العوامل التي ذكرناها تشجع علي الأستثمار ولكن أهم عامل هو العامل البشري , فالمستثمر وقع إختياره علي السودان لتيسر ظروف الأستثمار ممثلا في العوامل الطبيعية المتاحة من أرض مسطحة بكرة بجانب المياه العذبة المتوفرة طوال العام , بالتالي يتحتم علي الكادر البشري العامل أن يعمل علي كل ما يمكن توفيره من مناخ يساعد علي بقاء هذا المستثمر وألا يقف حجر عثرة في سبيل تقدم وأزدهار مشاريعه المعلنه , ومن يتهم بوضع العراقيل في وجه المستثمر يجب أن يحاكم بتهمة الخيانة العظمي للوطن , لأن يقف في وجه الأعمار والتقدم والأزدهار لوطننا الغالي . فالمستثمر اختار السودان لكي يستثمر أمواله ومما لا شك فيه فان الأموال تعتبر بالنسبة له أعز ما يملك , فالسودان ممثل في أبنائه يعتبر مؤتمنا علي هذه الأموال لذا كان لزاما علي كل من له صله بهذه الأموال أن يعمل علي تنميتها وتعزيز قوتها بكل صدق وأمانه . إذا وجد المستثمر ضالته في إستثماره هذا ,سوف تنفتح شهيته وبالتالي سوف تتوسع أعماله لتشمل إستثمارات جديدة وبالتالي تشجع الآخرين من أبناء جلدته للولوج في غمار هذا الأستثمار , ومن هذا المنطلق سوف يشهد السودان وأهله مزيدا من التقدم والازدهار بأذن الله تعالي . ولا يفوتنا التنوية للقوانين الخاصة بالتصدير والأستيراد الخاصة بتلك الأستثمارات , يجب أن تتصف بالمرونة والسهولة وأن تنحو نحو السرعة في أتخاذ القرار وأن تبتعد عن الروتين القاتل وألا تنحو نحو عوامل التأخير والتأجيل مما يعرض منتجات المستثمرين للتلف والهدر. ما أكثر بلاد العالم التي جذبت المستثمرين بتسهيلاتها وسلاسة قوانينها وسماحة أهلها مما جعلهم يتناسون بمرور الوقت بلدانهم الأصلية ويرتمون في أحضان تلك البلدان الدافئة مما يجعلهم يتمتعون بصفة المواطنة الصالحة لتلك البلدان !