لو كان الرئيس.. المطلوب لدي الجنائية الدولية قريب من شعبه وعايش معاناته لما تجرأ بقفل ماسورة قوته. لو كان الرئيس.. يقدر المسؤلية ويعرف قول امير المؤمنيين : لو عثرت بغلة في العراق... (شعبك يتعثر علي بعد امتار من قصرك) ارحمه وتنحى. لو كان الرئيس.. يرى البؤس وآثار قراراته وفساد اركان دولته في وجوه ابناء احبائه واهله وسدنته لقدر مسؤلية الحكم وتنحى. لو كان الرئيس.. يعرف ويعيش حال مواطن لم يتمكن من الحصول علي جرعة دواء بجنيهات لأبن، او زوجة، او ام، او اب، او اخت، يصارع المرض امام عجز ارادته التي سلبها بالقهر والفساد لتأسف عن ذلك وتنحى. لو كان الرئيس.. يسير في شوارع وطرقات بلاده مع شعبه لكان تلمس مواطن ضعفه وقلة حيلته وهوانه بسبب حكمه ودولته البائسة ولملم متاعه وتنحى. لو كان الرئيس.. ينام علي شكوى الثكالى وانآت الايتام والمحرومين بسبب حكمه، ولندم علي فعلته الدنيئة وتنحى. لو كان الرئيس.. ينظر لنفسه وحاشيته وسدنته ويعقد المقارنة بينهم وبين من يحكمونهم باسم الله والدين لتاب الي الله واستغفر وتنحى. لو كان الرئيس.. في كامل قواه العقلية والنفسية لتاكد له انه من غير المشرف ان يحكم امة لا تحترمه وتلعنه اينما كانت. لو كان الرئيس.. في قلبه ذرة من الرحمة، لبكى طول عمره علي ما تعرض له الشعب السوداني في عهده حيث القتل، والتقسيم، والكراهية، والاغتصاب، والابادة، لتنحى. لو كان الشعب السوداني... بعافيته ووحدته لما تمكن الكهنة تجار الدين من العبث بهذه الدرجة بالامة السودانية، ولنا في اكتوبر وابريل المثل والقدوة. من المؤسف ان يصبح قوت المواطن البسيط ومصالحة لعبة، في يد ادارة رعناء لا تأبه باصول العمل السياسي، الذي هو في الاساس الهدف منه تيسير حياة الناس، وتقديم الخدمات في اروع واجود صورة. من مفارقات الامور في بلادي، ان قوت الشعب وموارده هي كروت سياسية، يستخدمها النظام للضغط والكسب السياسي، لو افترضنا جدلا ان الجنوب يدعم الجبهة الثورية، فأين مسؤليتك كرئيس في تأمين حدود دولتك، هل الجنوب مسؤل ان يؤمن حدودك بالانابة عنك؟ لماذا يسخر الكهنة تجار الدين بالامة السودانية والي متي سيستمر هذا العبث؟ في كل بلاد الدنيا يصارع الحكام من اجل توفير سبل العيش الكريم لشعوبهم، السؤال المؤلم هل للبشير او سدنته ان يتحمل ابنائه او احفاده الجوع والصبر علي المرض بلا دواء، او يمكنهم تحمل ليلة واحدة في ظل الحرب العبثية التي يديرها نظامهم المتعفن في دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان. قبل ان تترجل يا ريس اركب فارهاتك، وتجول في شوارع وحواري ،شعبك لتعرف انك فاشل، ويجب عليك ان تقيم حد الحرابة علي نفسك، و سدنتك وكل من طواطأ معك في قتل وافقار الشعب السوداني بالفساد، والنهب، والجهل، والمرض، حتي تتطهر. اثق انك لا تسمع ولا تبصر، كما كان مبارك مصر، وقذافي ليبيا، وزين تونس، وعلي اليمن، جميعهم يحسبون شعوبهم جرذان يمكن ان تتسلى في قاذورات صنيعهم، لأنهم جهلوا بموعد قطار التغيير الذي كنسهم جميعا غير مأسوف عليهم، وسيلحقك بهم ان شاء الله شباب السودان الفتي، شذاذ افاق التغيير والدولة السودانية الواحدة الموحدة ارضا وشعبا، ارحل... ارحل... ارحل... اكرم لك من ان تداس بأقدام من ولدوا في عهدك فقراء اعياهم المرض وفساد حكمك البغيض، ارحل........فالرحيل هو المصير فعليك ان تختار الكيفية.