تطالعنا الاخبار بالزيارة المرتقبة لرئيس حكومة جنوب السودان لمناقشة القضايا العالقة وبوجود الوساطة الافريقية فى الخرطوم وتأتى هذه الزيارة بعد عودة رئيس حكومة الجنوب من امريكا وفتح الموساد مكتبا له فى جوبا والدعم اليوغندى المشروط للجنوب وتغير وزراء الحكومة الشمالية . ياترى ماذا خلف هذه الزيارة ؟؟؟؟ وما المتوقع منها ؟؟؟ ولماذا يزور سلفاكير الخرطوم بعد عودة من امريكا ؟؟؟ ماذا فى ملفاته من تمرد كردفان والنيل الازرق ؟؟؟ لا اريد ان أنظر كما ينظر اخى شوقى ولا اريد ان احذر كما حذر أخى الطيب مصطفى ولا اريد ان اصرح كما صرح السيد قطبى ؟؟ ولكن اريد أن اذكر لعل الذكره تنفع الحكومة والاحزاب. الحكومة المتمثله فى حزب المؤتمر تعلم بمكر وخداع سلفاكير أكثر مننا وتعلم كم استلم سلفاكير عندما كان له مكتبا فى القصر وكم استلم مناوى بعده وماذا كانت النتيجة ؟؟ ومنظر السياسة التشاوريه الدكتور غازى يعرف ما تخبيه زيارة سلفاكير للولايات المتحدة وأقناعها له بالتفاوض ، والدكتور مصطفى اسماعيل له الدبلماسية التى تجعله يقرأ الاحداث وتطوراتها ، والقوات المسلحة تريد من يعيد لها مجدها حتى تُخلص لوحدة ما تبقى لهذا البلد بعد ان عملت الحركة على تشتيتها فى كردفان والنيل الازرق ودارفور وحركت بما يسمى قطاع الشمال والشويعى والشعبى ليضربوا فى كل الاتجاهات وتسقط العاصمة والولايات . ماذا لدى السيد الرئيس ليناقشه مع سلفاكير ؟؟؟ وماذا الكم الهائل من الوزراء من الجانبين ليبحثوه ويناقشوه ؟؟؟ ومن هى الاطراف الخارجية المؤثرة فى انجاح وفشل هذه المفاوضات ؟؟ وما هى التنازلات والوعود ليخرج هذا الاجتماع بقرارات ما تلبث شهرا حتى تعود الحال كما كانت قبله ؟؟؟ ومن الذى يحضر هذا الاجتماع من الاحزاب الاخرى ؟؟؟ . لينجح هذا الاجتماع والمباحثات يجب على الحكومة ان تدعوا كل ممثلى الاحزاب بالسودان لان القضية هى قضية الوطن . وعلى الحكومة والرئيس شخصيا ان يضع لهذا الاجتماع ثلاثه شروط رئيسيه وهى : القبول بالتفاوض والجدية وعدم الانصياع لدول الخارجية لتنفيذ اهدافها والقبض على كل متمرد لجأ للجنوب وتسليمه للشمال . ثانيا : عدم التنازل عن أبييى وجنوب كردفان والنيل الازرق وحرية الرعى والتنقل لمواطنى الدولتين . ثالثا : الغاء اتفاقية نيفاشا والرجوع لما قبل عام 2005م فى حالة فشل المفاوضات . تلك تكون هى الاهداف الرئيسية لهذا المباحثات ومن ثم تبدأ اللجان فى مناقشة البنود بعد القبول باحدها من رئاسة الحكومتين . مشكلة الجنوب هى عدم الاستقلال بقرارهم والرجوع عن ما يقرونه ويلتزمون به وهم الآن يعلمون بأنهم يعانون من مجاعة ومن حروب وتمرد وعدم التنمية وأن الدول التى وعدتهم لا تستطيع تنفيذ وعدها كما فُعل سابقا عند توقيع الاتفاقية المشئومة ومؤتمر دارفور والشرق لان ظروفها لم تكن أفضل من السودان ؟؟؟ ووعودها من اجل مصالح ومطامع فقط وليس من اجل الانسانية والديمقراطية والعدالة كما تدعى . حكومة سلفاكير التى لم تراعى عُشرة عشرات السنوات ولم تقدر الملح والملاح (مثل ما نقول نحن السودانين ) فكيف نضمن مكرها وخداعها وهى مدفوعة من اسرائيل وامريكا ويوغندا وقد شاهدنا خباثتهم وخيانتهم فى تمرد كردفان والنيل الازرق وترويج العملة ومعاملة التجار الشمالين وفى أبييى وتماطلهم فى ترسيم الحدود قبل الاتفاقية وبعدها ؟؟؟ هل نجد عاقلا وشجاعا فى حكومتنا واحزابنا ليقول لا تنازل ولا تفاوض فى الثوابت والمحارم والاملاك ؟؟؟ هل وقفت احزابنا لمصلحة الوطن واعادة وحدته ؟؟؟ هل تجرأت حكومتنا وضربت بالشروط الامريكية والاممية السرية عرض الحائط وعملت لمستقبل وطنها واجيالها ؟؟؟ حتى يتلقن سلفاكير درسا لانه اليوم هو احوج للشمال لتخفيف المجاعة ولضمان عدم وجود ارض لتمرده ولكسب البترول الذى دفع رسوم انتاجه كل مواطن شمالى وجنوبى .