السيدات والسادة نشكركم كثيراً على حضوركم هذا اللقاء التنويري الموجز حول الأعمال المتعلقة بالألغام التي تؤديها الأممالمتحدة. اسمي ماكس كيرلي وأشغل منصب مدير دائرة الأممالمتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام. أود أيضاً أن أقدم لكم السيد / ناجيل فورستال وهو يشغل منصب مدير مكتب دائرة الأممالمتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في السودان. تزاول دائرة الأممالمتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام نشاطها في السودان منذ عام 2002م حيث تم آنذاك تأسيس البرنامج الطارئ لنزع الألغام لدعم أنشطة نزع الألغام في جنوب كردفان. استطاع البرنامج منذ ذلك الوقت أن يتقدم بخطى ثابتة نحو نزع الألغام الأرضية والمتفجرات التي خلفتها الحرب في جميع أنحاء السودان. إضافة إلى ذلك، ساعدت عملية تطبيق اتفاقية السلام الشامل في توسيع أنشطة نزع الألغام التي تنفذها دائرة الأممالمتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في جميع بقاع البلاد. لقد سعدت بوجودي هنا في السودان في هذا الوقت المهم والذي يسبق إجراء الانتخابات والاستفتاء في البلاد. زرت خلال الأيام العشر الماضية ولايات النيل الأزرق وكسلاوجوبا ودارفور للاطلاع على الأنشطة والأعمال التي نقوم بها هناك بما في ذلك إجراء مسوحات لمناطق انتشار الألغام والمناطق التي نزعت منها والتوعية بمخاطر الألغام ومساعدة ضحاياها وتحديد السبل المثلى التي يمكن لمكتب الأممالمتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام اتباعها لمساعدة حكومة السودان بشكل أفضل في الوفاء بالتزاماتها تجاه معاهدة أوتوا. عقدت أيضاً عدداً من الاجتماعات مع شركائنا في مجال نزع الألغام والسلطات السودانية العاملة في هذا الجانب في شمال البلاد وجنوبه. تجدون بالورقة المرفقة أهم الإنجازات التي حققتها دائرة الأممالمتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام ولكن دعوني أسلط الضوء على بعض منها بالإضافة إلى الحقائق التي جمعتها خلال زياراتي إلى تلك الولايات. عملت الدائرة في ولاية النيل الأزرق مع شركائنا في تنفيذ الأعمال المتعلقة بالألغام في فتح وتعبيد طرق يصل طولها إلى 13.000 كيلومتر تقريباً الأمر الذي سهَّل إحداث تنمية اجتماعية واقتصادية في المناطق التي زرعت فيها الألغام وترحيل النازحين واللاجئين. ساعدت هذه الطرق أيضاً عمال الإغاثة في تقديم خدمات حيوية بشكل أفضل للمحتاجين في تلك المجتمعات. قابلت خلال زيارتي لمدينة الدمازين نائب حاكم ولاية النيل الأزرق وأحطته علماً بهذا الإنجاز الكبير، وقد عبر السيد / نائب الوالي في الاجتماع عن سعادته بوصولنا إلى ولاية النيل الأزرق وشدّد على أهمية استمرارية هذا العمل المهم لأن الكثير من المناطق بالولاية لا تزال حبيسة الألغام الأرضية والمتفجرات التي خلفتها الحرب مؤكِّدًا على أنه سيُقدِّم كل الدعم لضمان تسهيل إنجاز ما نقوم بها من أنشطة وأعمال. اطلعت خلال زيارتي لولاية كسلا على نشاط الوحدة المشتركة المدمجة لإزالة الألغام بمساعدة ودعم أحد شركائنا في تنفيذ الأعمال المتعلقة بالألغام. سيتم قريباً اعتماد الوحدة المشتركة المدمجة للقيام بعمليات نزع الألغام وفقاً للمعايير الدولية وهو تطور مشجع في مجال نزع الألغام بالبلاد حيث تعمل دائرة الأممالمتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام مع السلطات السودانية لتسليمها جميع مسؤوليات نزع الألغام بنهاية شهر يونيو 2011م بالتزامن مع انتهاء تفويض بعثة الأممالمتحدة في السودان الأمر الذي سيمكن الوحدة المشتركة المدمجة لنزع الألغام والجهات الوطنية الأخرى من التعامل مع بقية المخاطر التي تشكلها الألغام الأرضية والمتفجرات التي خلفتها الحرب بعد شهر يونيو 2011م. لا تقوم دائرة الأممالمتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام ببناء القدرات الوطنية فقط بل تقوم في الوقت نفسه بتدريب وبناء قدرات منسوبيها المحليِّين، فعلى سبيل المثال التحق أحد العمال بمكتبنا الفرعي بولاية كسلا كسائق إلا أنه نظراً لتفانيه في العمل وعزيمته وإصراره على تطوير نفسه مهنياً تمت ترقيته ليشغل وظيفة مساعد بقسم ضمان الجودة حيث يتولى مهمة التأكد من توافر بيئةٍ آمنةٍ لفرق نزع الألغام بمكتب دائرة الأممالمتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام تمكنهم من أداء واجباتهم بفعالية وكفاءة. بالرغم من اتساع رقعة المناطق المتأثرة بالألغام والمتفجرات وصعوبة بيئة العمل في جوبا، استطاعت دائرة الأممالمتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام أن تحقق إنجازاتٍ مهمةً. فعلى سبيل المثال في شهر سبتمبر 2009م، كان عدد المناطق المتأثرة بالألغام والمتفجرات 1.436 منطقة مصنفة كمناطق خطيرة إلا أنه تم تنظيف وإغلاق 587 منطقة خلال الفترة من شهر أكتوبر 2009م إلى الآن. نحن واثقون ، بدعم ومساندة جميع الشركاء ، من امكانية تنظيف واغلاق المناطق الخطيرة المتبقية وعددها 849 منطقة بنهاية شهر يونيو عام 2011م وبأننا سوف لن نترك الا المناطق قليلة الخطورة التي يمكن للجهات الوطنية التعامل معها. زرت أيضاً مشاريع التوعية بتهديدات الألغام ومشاريع مساعدة الضحايا وهي تعتبر جزءاً مهماً من نشاط نزع الألغام. تعمل مشاريع التوعية بتهديدات الألغام على تخفيف وتقليل مخاطر الموت والإصابة وسط المواطنين الذين يعيشون في المناطق المتأثرة وكنتيجة لذلك انخفضت معدلات الوفاة نظراً لأن المواطنين قد أصبحوا الآن أكثر وعياً بالبقاء في المناطق الآمنة. تعتبر مشاريع مساعدة ضحايا الألغام والمتفجرات أيضاً جزءاً مهماً من نشاط نزع الألغام نظراً لأن الناجين ظلوا يعانون من آثار الألغام والمتفجرات التي خلفتها الحرب حتى بعد انتهاء وزوال جميع التهديدات التي كانت تشكِّلها. تعمل هذه المشاريع على إعداد هؤلاء الناجين ليكونوا أعضاء نشطين ومنتجين في مجتمعاتهم وذلك من خلال تدريبهم على رأس العمل وتزويدهم بالمعدات اللازمة كالمولدات الكهربائية وماكينات اللحام لتأسيس أعمال وأنشطة تجارية خاصة بهم. وبهذا المعنى، تحاول دائرة الأممالمتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام بذل كل ما في وسعها لدعم ومساندة الناجين من الألغام الأرضية وتشجيع السلطات المحلية لدمجهم في نظام الدعم الشامل للمعاقين. الأمثلة التي تناولناها في هذا اللقاء لا تمثل إلا الجزء اليسير من الإنجازات التي تمكنت من الاطلاع عليها خلال زياراتي لتلك الولايات وإنني على يقين بأنه لولا تطبيق اتفاقية السلام الشامل لما تمكنت دائرة الأممالمتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام من تحقيق كل هذه الانجازات. ويتحتم علىَّ أيضاً أن أشير إلى أنه لولا دعم ومآزرة الشعب السوداني والسلطات الاتحادية والولائية والدول المانحة وبعثات ووكالات الأممالمتحدة وشركائنا في أعمال نزع الألغام والمتفجرات والمنظمات الأهلية المحلية والعالمية لما تحققت هذه الإنجازات العظيمة. أود في الختام أن أعبر لهم جمعياً عن شكري الشخصي ونحن نستمر في عمليات نزع الألغام والمتفجرات التي خلفتها الحرب حتى انتهاء التفويض الممنوح لنا في هذا الخصوص.