التاسع عشر من ديسمبر من السنه الثامنه عشر بعد اﻻلفيه الثانيه يعتبر تاريخا مفصليا يمايز بين حقبتين..احداهما عرف مابها وماعليهافلقد خبرها الناس منذ اﻻستقﻻل..خبروا شخوصها الفاعلين..وخبروا رؤيتها وبرامجها وخططها للبﻻد والعباد..وجربوا وعايشوا تنزلاتها علي الواقع ومآﻻت تلك التنزﻻت وآثارها والمحطة التي اوصلتنا اليها..اذن حقبه تأسيس المشروع الوطني في نسخته الراهنه التي تلت اﻻستقﻻل.. يخبرك راهننا السياسي واﻻقتصادي واﻻجتماعي عن مدي جدواه ونفعه..فلقد عجز مشروعنا الوطني وسدنته عن اﻻجابه عن اﻻسئله الصعبه والشائكه التي تعرقل بناء وطن يمكن ان يطلق علي ساكنيه او يصح بصددهم مصطلح امه..عجز اﻻباء المؤسسين عن اﻻجابه عن سؤال الهويه بمفهومها الواسع..وعجزوا كذلك عن اجتراح رؤيه ذكيه تدير التنوع الكثيف الذي تتميز به البﻻد..فأضحي هذا التنوع عامﻻ سالبا تترست بسببه البﻻد وتأخرت ووحلت في تخلفها مقارنه برصيفاتها الذي غادر المستعمر ديارها في نفس توقيت مغادرته لديارنا..فبدﻻ من ان يكون التنوع عامل ثراء واثراء وتنميه وتقدم صارعنوانا للفشل بكل تجلياته السياسيه واﻻقتصاديه واﻻجتماعيه..وعجزت نخبتنا المؤسسه بشقيها الحديث والتقليدي..عجزت كذلك عن ايجاد صيغه مثلي لتداول السلمي للسلطه..تكون تراضيا بين المكونات السياسيه التي تمثل كل الوان الطيف السوداني بمختلف مدارسه وتوجهاته ويشبع رغبات ويلبي طموحات الجميع فيتحقق الرضا النفسي واﻻجتماعي ..ويشعر الجميع بان هذه اﻻرض ارضهم..وان التراب ترابهم..وان خيرها وريعها للجميع يعم كل اهله ﻻ تستأثر به فئه دون اﻻخري. وﻻطائفه او قبيله دون سواها.وان الدفاع عنهاوعن حياضها هوكذلك واجب ومسئوليه الجميع.. ان متواليه الفشل هذه تتجلي اﻻن في حاله العجز وانسداد اﻻفق وضبابيه المشهد الماثل اليوم..فبعد طول مكوث وافراغ ما في جعبه الناس من صبر..هاهي التجربه الثالثه في الخروج علي اﻻوضاع البائسه والسياسات الخرقاء التي ترتكبهاوتخلفها الحكومات تباعا منذ ذلك التاريخ الي يوم الناس هذا.. فلقد كانت اسباب ثورتي اكتوبر وابريل هي نفسها اسباب ثورة الشباب في التاسع عشر من ديسمبر الماضي..في سماتها العامه و الرغبه في تحقق الشعار السرمدي.(الحريه..العداله..السﻻم)..ولكن اﻻختﻻف هذه المرة يكمن في الظرف التاريخي واﻻجتماعي..فإذا كان الفشل قدكان السمه البارزه والﻻزمه لعهود مابعد ثورتي اكتوبر وابريل وعدم استطاعت الحكومات التي تلت الثورتين من تلبيه طموحات واشواق الثوار..اذا كان كل ذلك مفهوما ومبررا انئذ..اﻻ ان الوضع اﻻن مختلفا اختﻻفا جذريا..وهذا ماعنيته باختﻻف الحقبتين ماقبل وبعد التاسع عشر من ديسمبر...فمهما كانت اﻻوضاع والنهايات التي تستقر عليها اﻻمور عقب هذا الحراك ..والسيناريو الذي يشكل مستقبل البﻻد وآليات تنفيذه.. فإنه دون جدال يجب اﻻ يسمح بشكل قاطع وحاسم بتجريب المجرب الذي اوردنا موارد التهلكه عقب ثورتي اكتوبر وابريل..فﻻبد لنا من عوده لمنصه التأسيس الوطني..واليرفع الشعب صوته عاليا كما كان يرفعه وﻻيزال: -الشعب..يريد..اسقاط ديمومه الفشل والعجزوالاحباط التي صبغت ووسمت حياتنا بكافه تفاصيلها. -الشعب .. يريد.. مشروعا وطنيا يستظل الجميع تحت رايته دون اقصاء ﻻحد ودون محاباة لكيان اوقبيله اوجهه اوطائفه اواثنيه. -الشعب..يريد.. برنامج الحد اﻻدني..المتفق عليه من كل مكونات القوي اﻻجتماعيه والسياسيه في البﻻد بكل عناوينها واتجاهاتها..سدا لباب الحجاج واللجاج.. -الشعب..يريد رؤيه ثاقبه من النخبه لكيفيه تداول السلطه في مابين مكوناته السياسيه..وحمايه هذه السلطه من مزاوليها ومن المغامرين كذلك الذين يتذرعون دائما بسوء الممارسه واﻻداء للسلطات..واقول تداول وليس صراعا..تخفيفا لحموﻻت مصطلح صراع -الشعب ..يريد..كذلك التعافي النفسي والتصافي الروحي بين مكوناته وﻻسيما نخبه..فلقد فعلت فينا الضغائن الممتده واﻻحن المركوزه اﻻفاعيل..وقضت علي اﻻخضر واليابس واخذت معها انفسا بريئه.ﻻذنب لها سوي ان حظها العاثر اوقعها ضمن هذا التيار اوتلك القبيله اومع هذه الطائفه..فسفك الدم وازهقت اﻻرواح لمواجد خاصه لقيادات بينهم تنافس وصراع اﻻتراب..في الجامعه او الحزب او القبيله. -الشعب..يريد..تنميه اقتصاديه واجتماعيه متوازنه تحددها الحاجه والضرورة القصوي والمصلحه العامه..حتي ينهض البلد من أطرافه. ويعم الخير مركزه وتندثربذلك ثنائيه الهامش والمركز -الشعب..يريد..بناء عﻻقات خارجيه واقعيه ﻻتتجافي عن المبادئ المتفق عليها وﻻتتصادم مع مصالحنا القوميه..عﻻقات تسند ظهرنا عند الحاجه للسند والاستظهار وﻻتخضعنا لﻻبتزاز بسبب الحوجه..وهذا يقودنا لضرورة اﻻستفادة القصوي من مواردنا اﻻقتصاديه والسعي لتعافي اﻻقتصاد من رقدته التي طالت واستطالت..فالقوة اﻻقتصاديه والقدرة الماليه يحددان مكانه الدوله وتأثيرها اقليميا ودوليا..سوي كانت هذه المكانه في القمه او القاع..ولهذا موقفك اﻻقتصادي له اﻻثرالبالغ في سياستك الخارجيه وعﻻقاتك الدوليه.فالنخترمكاننابين اﻻمم -الشعب ..يريد..تعليما مجديا..وخدمات صحيه متوفره وجيده ومجانيه للفقير .ومعقوله التكلفه للمستطيع. -الشعب..يريد لحركه الفنون ان تنهض وتستقيم..تشذيبا ووحده للوجدان وتهذيبا وتقويما للسلوك واظهارا لخصائصنا الثقافيه واﻻجتماعيه وتعددها وتنوعها -الشعب..يريد مشاريع للشباب تنهض بهم..تمسك بيد المبدع وتفتح له افاق التطور واﻻبداع..وتوفرلهم فرص عمل للغالبيه العظمي منهم وتساعدهم علي اﻻستقرار النفسي واﻻسري والمهني نفعا لهم ولبﻻدهم لتلحق بركب بﻻد سبقوها علما ومعرفه..كانت بﻻدنا بالنسبه ﻻخرين قدوة..فأصبحنا اليوم اضحوكه يتندر علينا من علمناه حرف القلم وحرفه المهنه وحرفيتها وحرفنه الكفر وبعض من وتر..كل ذلك حدث بسبب غفلتنا ومماحكتنا وضبابيه رؤيتنا..واﻻن بهذا الحراك الجماهيري واتتنا الفرصه لنعود لمنصه التأسيس اﻻولي لنصحح المسار ونقوم المعوج ..والبﻻد الملهمه والقدوة في النهوض من كبوتها وتصحيح مسارها اكثر من زبد البحر..من الصين مرورا باليابان..وماليزيا..وانتهاءا بقارتنا السمراء..جنوب افريقيا في التصافي والتعافي..اثيوبيا في النهوض بالخطط والبرامج..ورواندا..في التسامي علي جراحات القتل والدم ..اذن التجارب ماثله بائنه للعيان لمن اراد اﻻستفاده واﻻستزاده من الدروس...فالتحدي تحدي فروض ﻻواجبات..السعي ﻻسترداد الحريه وحقوق اﻻنسان..واجب يجب ان نسعي اليه جميعا ونقاتل من اجله..ولكن اﻻستفاده من مناخ الحريه في تفجير الطاقات وشحذ الهمم فرض عين ﻻداءه والعمل به..ﻻن الحريه ليس طق حنك وتبطل عن العمل وافراغ شحنات الضغائن المتبادل بين الفرقاء والخصوم كمادلت الممارسه السياسيه في التجربتين السابقتين...هاهي فرصه واتتنا لتصحيح المسار فالنغتنمها ونعض عليها بالنواجز..فالفرص الثمنيه نادرة في حياة الشعوب ﻻتأتي اﻻ لماما..فهﻻ فعلنا..لنري ذلك من مسارات اﻻحداث وصيرورتها. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.