أي مقدار من (الثلج) يحتاجه رئيس تحرير صحيفة آخر لحظة، الرفيق / أُسامة عبد الماجد، عندما يسأل رئيس دولة الأمر الواقع، عن حقيقة تمدد قوات الدعم السريع على حساب قوات الشعب المسلحة "استناداً على العلاقة الحميمة الناشبة بين الفريق البرهان والفريق أول محمد حمدان حميدتي"..؟ كم عدد قدور (المحلبية) التي تُرضي غرور الرفيق أحمد يونس وهو يناور للدخول على أسرار الانقلاب الاخواني، فلا يترك الطابق مستوراً، ولا يُفصح عن مكامن الداء، ثم يأتي البرهان كاسِحاً لمجاهدات الحركة الاسلامية و مشيراً إليها بنافلة القول، بأن من حق كل القوى ممارسة العمل السياسي في باحة الديمقراطية التي أتاحها مجلسه العسكري الذي أعلن انحيازه لثورة الشعب؟ (إن مشيت على شارعٍ لا يؤدي إلى هاوية، قُل لمن يجمعون القمامة: شكراً)!. في لقاءه برؤساء تحريره اعترف سعادة البرهان بصبر المواطنين، وقال إن مقتل السودانيين - في الابيض أو في غيرها - أمر مرفوض لكنه لم يستبعد حدوث ما حدث بذات اللهجة الكباشية!. جميعهم سأله عن نتائج لجان التحقيق في الانقلاب، وعن نتائج التحقيق في المجازر، واحدة تلو الأخرى، لكن البرهان أجاب، بأن كل ذلك مما يؤسَف له! هؤلاء رؤساء تحريره، وضعوا الكلمات على لسانه، لكنهم لم يسألوه عن توصيف نظامه، ما إذا كان انقلاباً، أم كان تسلُّماً لعُهدة الحِفاظ على "نِظام الإسلام/ الاخوان" بعد اصابة الفريق إبن عوف نِذراً كثيراً من تلك الحسنات! ثم أن البرهان وعد بالعدل والاحسان، كما أنه استنكر قتل التلاميد في الابيض، ولهذا صدحت مايكرفونات رؤساء التحرير ومن تبعهم بإحسان، صدحت بالدعوة الى طاعة ولاة الأمر، لما في ذلك من خير على البلاد والعِباد. بِأَيِّ لَفظٍ تَقولُ الشِعرَ زِعنِفَةٌ؟ وهل هناك يوم أسود مِن سواد هذا الليل؟ وأي هوان أصاب جيش السودان بعد أن اصبحت طلائعه تستجدي رضى المستجدين؟ أي كارثة يمكن أن تحرِّك سكون هذه الهيئة المُشرَّفة على مستقبل السودان في عهد الاخوان الجديد ، كي تدخل ذات مساء معتركاً يلامس أقوات الناس؟ جميعهم – البرهان ورؤساء تحريره - ينكرون علاقتهم بالتنظيم، وكلهم يتناغمون بالحديث، عما إذا كان الاعلان عن فشل المحاولة الانقلابية الأخيرة "هو البداية لتصفية وجود تنظيم الاخوان المسلمين في السودان"! استنكر جمعهم الغلاء، وأدان جشع التجار، لكن كيلو اللحم تعدى حاجِز الأربعمائة جنيه، وعندما تعود للبيت مساءً، سيرتفع الحاجِز وسيكون هناك سعر جديد لكل سلعة. وبينما كان أُنس مناديب التنظيم يمتد حتى "آخر الليل" في نكران ذاتٍ لا يُخفى على أحد، كانت جماهير "ناس الصبة، الراستات، والواقفين قنا" يبحثون عن ثورتهم................. فالعُهدة المتبقية من النظام السابق، كما هو الحال، لم تعلن عن تشكيل لجنة جديدة للتقصي في العنف الذي يقوم به المندسين .........لن تلتزم بالكشف عن الملثمين، أو أولئك الذين يلبسون الميري..................................... ومما يُحمد للفريق البرهان، أنه كلما أتى على ذِكر رئيس تحريره والقائد الأشهر بين جيوشه، استتبع ذاك الذِكر، بهزّة رأسٍ تحتوي الكثير من تمجيد الراهن...................!! قال درويش: إن صرخت بكل قواك، ورد عليك الصدى "مَنْ هناك؟" فقل للهويّة: شكراً.....!