17 فبراير 1990 أغتيل في موسكو الكاتب والمؤرخ الروسي المعروف ( إفغيني سيمنوفيتش ) أحد أكثر الكتاب الروس مناهضة للصهيونية وأكثرهم تأييدا للقضية الفلسطينيه . وقد عبر الآلاف من محبيه عن تنديدهم بالجهة التي اغتالته في اليوم التالي لرحيله عندما تجمعوا أمام مبني التلفزيون وهم يرددون ( الصهيونية لن تمر ) و ( الموت للصهاينة ) وقال صديقه المؤرخ الروسي المعروف ( رومانينكا ) في الكلمة التي القاها ( هل الديمقراطية والتعدديه للصهاينة والموت لنا ؟ ) كما جاء في البيان الذي اصدره اتحاد الكتاب الروس في موسكو اتهامات صريحة للصهاينة بأنهم كانوا وراء تدبير وتنفيذ إغتيال افغيني . والمعروف انه في عام 1956 م تبلورت في الاتحاد السوفيتي عدة أشكال ومؤسسات عملت لتعميق الصداقة والتعاون مع البلدان العربيه من ناحية ، وتناهض الصهيونية والأعمال العدوانية الإسرائيلية من ناحية اخري . وبرز في ذلك الوقت العديد من الكتاب السوفيت الذين ساهموا مساهمة عظيمه في الكشف عن جوهر الصهيونية واعمالها التخريبية في المجتمعات المختلفه ، الأمر الذي ساهم في تعبئة الرأي العام ضدها ، وخلق مناخ دولي مؤيد للقضايا العربيه وخصوصا القضية الفلسطينية . الجدير بالذكر انه وقبل اغتياله بعشرة ايام وزعت وكالة تاس بيانا اصدره الجنرال اليهودي ديفيد دراغونسكي هاجم فيه افغيني واتهمه بمعاداة الساميه وإثارة الأحقاد ضد اليهود . وقد رد عليه الكاتب والمؤرخ افغيني برفع دعوي قضائية ضد الجنرال اليهودي وضد وكالة تاس بتهمة تشويه السمعة وطالب بمواجهة صحفية علنية لتحديد من يقوم بعمل هذه النعرات . وقد قبلت المحكمة الدعوي وحددت يوم 22 فبراير 1990 موعدا للجلسة الأولي غير ان الدعوي سقطت بوفاة صاحبها يوم 17 فبراير أي قبل ستة أيام من موعد النظر في الدعوي . هذا وقد ترك مجموعة هامة من الكتب ( الصهيونية بين النظرية والتطبيق ) التخريب الفكري الصهيوني ) ( الصهيونية والعرب ) ( الفلسطينييون شعب لن يقهر ) ( فلسطين في شراك الصهيونية ) ( فلسطين فوق مشنقة اليهود ) وكثير من الكتب إضافة الي عشرات المقالات والدراسات وسيناريوهات الأفلام الوثائقية . وكان يقول لإصدقاءه العرب ممازحا .. كيف أكون معاديا للسامية وأنا أحبكم كل هذا الحب ؟ يبدو ان الصهيونية تريد ان تحتكر سلالة سام لوحدها ، اليست هذه سرقة للتاريخ ؟ وقد قالت زوجته قبل إسبوع من إغتياله .. هذا المجنون يحب العرب ، سيقتلونه كما قتلوا كثر من قبل . وقد عقب علي ذلك قائلا .. إن القوي الفاشية والعنصرية لا تحاور .. بل تقاتل .. وإنني لأعجب كيف ان بعضكم قد ينسي هذه الحقيقة . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.