بسم الله الرحمن الرحيم المؤتمر الوطني ، أوالإنقاذ .. أوكما يسمي نفسه، هو المرشح الأول- كما يدعي- للفوز الكاسح في الانتخابات، وكما هو واضح ، يبذل قصاري جهده ليفوز بها ، ليس بالتمني ، ولكن...غلابا !!. المؤتمر الوطني ، أو الانقاذ ، أو كما يسمي نفسه ، لديه خبرة تمتد الي أكثر من عشرين عاما ، في ادارة شؤون حزبه من خلال دولة تسمي السودان ، كون فيها نفسه وتمكن من كل أجهزة الدولة ..كلها ..الا أرواح ونفوس العباد، فهي ملك "لله" وحده ، وهي البقية الباقية من اثر هذا الشعب المسكين. المؤتمر الوطني ، أو الانقاذ ، أو كما يسمي نفسه ، يعرف أن الشعب السوداني لديه من الخصائل ما يلعب عليها خاصة في الدعاية الانتخابية ، أهمها: 1- أنه شعب عاطفي جدا ، خاصة في مسألتي المروة والشهامة ، ومنهما تنفتح أبواب العفو ، والمسامحة ، وفي أحسن الأحوال " دق الطناش". 2- أنه شعب حساس جدا في مسألة الدين ، ويمكن استثارة عواطفه من هذه الناحية بسهولة. 3- أن أغلب الشعب " جاهل" وعلانياته ، يصدق أي شئ وغير مستعد للتبين والتمحيص ، ولا يأخذ بالعبر والمواقف ، ولا يقرأ التاريخ ، ويمكن أن "يلدغ" من الجحر الواحد ألف مرة ولا يبالي. 4- أنه شعب مستكين ويخضع بسرعة لمجرد إرهابه. 5- أنه شعب يستسلم بسهولة لسطوة السلطة والمال ، ويمكن أن يبيع صوته لمجرد " المخارجة" أو جلب منافع شخصية . 6- أنه شعب " أحمق" ، ويكره " الحقارة"ويمكن أن "يركب راسو" في أي وقت ولأي سبب. 7- أنه شعب يعج بأولياء ودراويش وحيران ، واصحاب "خطوة"درجة اولي، يميزون الحاكم الصالح من الحاكم الطالح وفق معايير واختيارات "لدنية" " ، ويعطون البركة بغير حساب بموجب تفويض "خاص" كما يملكون أثر من"خصلات" من شعر نبينا الكريم صلي الله عليه وسلم ،ولا يهدونها الا للأولياء الصالحين لتتم البركة..!!! ، ليتهم أفرحونا بهذا الخبر "السار" قبل الانتخابات.!. حقا ..بكل الزيف والخديعة ..كم نري كيف يقحم الدين في العمل السياسي!!. المؤتمر الوطني ، أو الانقاذ ، أو كما يسمي نفسه ، لديه برنامج يعلنه ليل نهار في حملاته الانتخابية وهو عزمه علي تطبيق الشريعة ، بعد ما كثر الفساد في الأرض .والحقيقة أن الشريعة المقصودة هنا هي مجرد "مصطلح" سياسي مقابل لمصطلح " العلمانية" يستخدم فقط لاجهاض برامج المرشحين الآخرين وإرهاب الناس مما لا تعرف. المؤتمر الوطني ، أو الانقاذ ، أو كما يسمي نفسه عندما يسوق "بضاعة" تطبيق الشريعة، لا يعني الشريعة التي يعرفها أي مسلم عادي والتي مصدرها الكتاب والسنة ، وانما يعني "شريعة" الحزب فقط وهي شريعة "ميكافلية"،"استعلائية"، مختلفة تماما عن الشريعة الاسلامية ..جربها السودان طوال فترة حكمه "الميمون" وأمامنا الآن...بعض النتائج المتحصلة أهمها: 1- شعب فقير، بائس،محطم ومنهك بفعل الضربات القاسية التي نالها في الصميم ،والتي صوبت كلها – تحت الحزام- وعلي "اليافوخ"، طوال حكم المؤتمر الوطني ، أو الانقاذ ، أو كما يسمي نفسه. 2- مجتمع ينخر عظامه الفساد بسبب الانحلال الواضح والبين في كل مناحيه وبمعرفة وعلم الحكام ، الأمر الذي استلزمهم بعد كل هذه المدة من "الغفلة" ضرورة تطبيق " الشريعة" في هذا الوقت بالذات!!. 3- مشروعات قومية وبني اقتصادية وسياسية واجتماعية وتربوية وصحية ،وبني تحتية منهارة تماما بفعل " الخصخصة" والتخطيط العشوائي. ولعل هذا هو الشئ الوحيد الذي أفلح المؤتمر الوطني ، أوالإنقاذ .. أوكما يسمي نفسه، في تطبيقه تماما بدرجة "امتياز"مع مرتبة الشرف الحزبية". 4- بلد مهدد بالانفصال والتشرزم الي كيانات عرقية وأقليمية ، بل ومهدد باستقطاع مزيد من أراضيه من جيرانه ، مع وجود تدخل سافر من العالم الخارجي ، ورهنه "كأمنية" في عهدة الأممالمتحدة تمهيدا لتطبيق البند السابع إذا لزم الأمر. 5- بلد يتصدر قائمة الفساد علي اللائحة الدولية ، و "الطيش" علي لائحة الترتيب الأكاديمي العالمي والعربي والأفريقي ، وصفة " ارهابي" محتمل لكل مواطنيه. 6- بلد محاصر من كل العالم ، جواز سفره اصبح "شبهة" وغير " مرحب به"... تماما كالعملة الوطنية. 7- شعب تائه في بحر " الهوية" ، لا يستقر علي تعريف محدد بفعل " الفتنة " العرقية التي أحدثها المؤتمر الوطني ، أو الانقاذ ، أو كما يسمي نفسه. المؤتمر الوطني ، أو الانقاذ ، أو كما يسمي نفسه لا يستطيع أن يطبق الشريعة الاسلامية علي الناس في ظل هذا الوضع ، ولن يستطيع ، لأنه غير جاد في ذلك...ولأنه يعلم تماما أنه إذا طبقها كما ينبغي، سيكون أول المحاسبين بها إذا ما أعمل حد "السرقة " فقط وقطعت عندئذ الأيادي وهذا الحد يطال كل قياداته ومنسوبيه ، ولا يبرأهم إلا بتفعيل قوانين الثراء الحرام ، وابراء الذمة ، ناهيك عن باقي الحدود الموجبة التطبيق والتي يمكن أن تطالهم أيضا. نعلم أن هذه الحدود والقوانين معطلة أصلا بفعل " الحصانات" وهو دليل علي عدم وجود رغبة حقيقية لتطبيقها. زد علي ذلك أن القوانين المعمول بها الان جلها قوانين " علمانية" المصدر. وعليه... فلا حجر يرمي بعد الآن بعد ما أضحت كل البيوت مصنوعة من زجاج " علماني" . المؤتمر الوطني ، أو الانقاذ ، أو كما يسمي نفسه ، منذ استولي علي الحكم بدعوى " التمكين" ، تمكن فعلا من ثروات البلاد ورقاب العباد ، ولم يكمل متطلبات باقي الآية الكريمة ، لا أمر بمعروف ، ولا نهي عن منكر ، بل عمل عكس ذلك تماما ... وها نحن نعيش النتيجة . المؤتمر الوطني ، أو الانقاذ ، أو كما يسمي نفسه ، يعرض بضاعة بائرة ولا يفكر الا في انقاذ نفسه ، ولا يهمه السودان..لا من قريب أو بعيد ، وغير مستعد لمحاسبة نفسه أو أن يحاسبه أحد ،أو حتي الاقرار بخطاءه فهو فوق الجميع ، وسيظل هكذا لأنه يري أمامه شعب " جاهل" و " مغفل".!! فاذا كان هو علي حق ، فمؤكد ... نحن علي باطل ... فهل نحن حقا : شعب " جاهل" و " مغفل!؟. المؤتمر الوطني ، أو الانقاذ ، أو كما يسمي نفسه، قدم خدمة جليلة للشعب السوداني بأن أيقظ فيهم وعيا كان مغيبا لسنوات ، وحرك فيه رغبات كانت مكبوتة لم يفصح عنها من قبل ، وحري لجذوة الوعي هذه ألا تخبو بعد الآن ، لأنها المنارة الوحيد نحو الحرية والانعتاق ، وسوط "عنج" مسلط علي أجساد الحكام اللاحقين ، ومنصة قضاء للحكام السابقين . قال تعالي " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ان الله نعما يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا"النساء-آية58. المؤتمر الوطني ، أو الإنقاذ ، أو كما يسمي نفسه ، هو "المغيب " عن الحق ، لم يفعل في شعبه أي مما أمر الله به الحكام .. فعلام ننتخب " المغيب"!؟. الدمازين في :26/03/2010 محمد عبد المجيد أمين (عمر براق)