أحاول أن استعرض معكم ما سيحدث في مستقبل السودان ,بناء على المعطيات الحالية قبل الانتخابات , فليعلم الجميع وليتفهم كيف تبنى الاحزاب القوية . في الولايات المتحد دائما ما يكون سباق الرئاسة اوالانتخابات التشريعية بين الحزب الجمهوري والديموقرطي وهناك أحزاب أخرى لكن تأثيرها محدود في تكوين الحكومة وخصوصا في منصب الرئيس. في المملكة المتحدة هناك نفس النسق مشاكسة سياسية من احزاب صغيرة و الغلبة للحزب المحافظ او حزب العمل المسيطر على الحكومة الان . وهناك امثال عديدة في دول متقدمة والساعية في التقدم والمتأخرة( حسب التصنيف العالمي) لمثل هذه السياسة الثنائية لتقرير مصير الامم . والذي يحدث في السودان لا يبعد عن هذا الواقع , سياسة التمكين التي اتبعها الاسلاميون عندما اتوا للسلطة في السودان , تجني ثمارها الان. مع الاسف الشديد حتى في الدول الدموقرطية هناك اسباب واقعية لنجاح هذا الحزب او ذاك بعيدة كل البعد عن حرية الراي والتعبير والدموقراطية. أنا لا أقول أن ليس هناك ديموقراطية في هذه الدول بل هناك فضاء من الدموقرطية للمحافظة عل حرية الفرد ومحاسبة الحكومة ومتابعة تنفيذ الوزراء والحاكم لواجباتهم ووعودهم ..... ولكن عندما يأتي الامر للحروب الانتخابية تكون المعادلة مختلفة . فالمال والمسيطرون على المال وأصحاب المصالح المنافع المادية وبعد ذلك الساسية هم الذين يخدمون ويسيرون العمليات الانتخابية. ولتستعرض عزيزي القارئ العديد من تلك الامثلة الدموقراطية والشمولية, ولكن ما أود أن اسلط عليه الضوء الان أن حزب المؤتمر الوطني قد وصل إلى هدف التمكين والسيطرة على الدولة وموارد الدولة , وأصبح أعضاء الموتمر الوطني أصحاب المال والنفوذ في السودان . أي أن ساسية التمكين نجحت والخطوة المقبلة انهم أصبحوا حزب سياسي قوي وفعال,وهزيمته انتخابيا صعبة أن لم يكن ضرباً من الخيال في الوضع الحالي ؟؟؟؟؟؟؟. ولنأتي للحركة الشعيبة وهناك نفس السناريو تمكنوا من حكم الجنوب وهم ليسوا الاغلبية وارتوا بحسابت النفط والثروة. وأصبح الهم حكم الجنوب فقط , والرغم من أحترامي للاستاذ ياسر عرمان ولكن الحقيقة أن الاخ ياسر ينادي بشعارات بعيدة عن أهتمامات قيادي حزبه. فالحركة اثرت الرحيل والانفصال ولا رجعة من ذلك. هي تلعب الان لعبة الحزب الثاني في التحكم في السلطة مع الاحزاب الاخرى , بل الادهى من ذلك أنها تلاعبهم لعبة القط والفار . تكونت قوى جوبا من أحزاب مختلفة لا يعرفون أن أراء اسياد جوبا غير أرائهم وهم فقط يلاعبونهم لصالح مصالهم وليس لصالح وطن ذوي الوجوه المحروقة. السناريو الان هو فوز حزب المؤتمر الوطني بالاغليبة في رئاسة الحكومة وفي الولاة والحكومات التشريعية مع سيطرة طفيفية لبعض الاحزاب في بعض الولايات , وأكيد أنفصال الجنوب في العام القادم ...... ولكن ماذا بعد هذا. السناريو المتوقع بعد الانفصال هو الخلاف بين الحكومة (المؤتمر الوطني ) وحكومة الجنوب على منطقة ابيي (طبعا هذا السناريو المطروح في حالة أنه لاتوجد الان صفقة سرية بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) , وطبعا النتيجة ستكون انقسام وطن وحرب طحون بين الشمال والجنوب على موارد الثروة والسلطة. طبعا هذا بخلاف السناريو الذي يمكن أن يشتعل في دارفور قربيا والشرق بعد ذلك , فأنفصال الجنوب سيكون هو البداية فقط لسودانيي العظيم. نحن الان ننظر الى الانتخابات والتنيجة معروفة , ولا تعتبروا ذلك إهانة الي أي حزب ولكن يجب الاخذ بالمعطيات وتحليل الوضع الراهن. د.خالد السنوسي المملكة المتحدة