لا جدال في أنَّ مباديء الحرية، العدل، المساواة و غاية الحياة بكرامةٍ وعِزَّة ٍ في ظل دولة ِ ُمؤسسات ٍ قانونية ديموقراطية عِلمانية يتساوى في ربوعها جميع السودانيون في حقوق المُوَاطنة كانت و لازالت هي البساط الجامع و المباديء التي قاربتْ (لا أقول) وَحَّدَتْ بين قوى النضال الوحدوية في الهامش في الجنوب ، الغرب ، الشرق ، الوسط و الشمال و دفعتها 2لى الثورة على المركز الإقصائي . 2لا أنَّ الواقع القانوني ، العسكري ، السياسي و الإقتصادي الذي أفرزته 2تفاقية نايفاشا الثنائية المبرمة بين 2نفصالي المركز بزعامة حزب المؤتمر الوطني و 2نفصالي الجنوب بقيادة حركة تحرير Southern People's Liberation Movement (SPLM) شعب الجنوب المُتدثرة برداء مُسَمَّى الحركة الشعبية لتحرير السودان، قد أكَّدَ بجلاءٍ على أنَّ التحالف الإستراتيجي بين قوى المركز الإقصائي التجزئيي و قوى الإنفصال الإقليمية في الجنوب يستهدف تفتيت وحدة البلاد و 2قتسامها بينهما وذلك بغية 2قامة دولة مستقلة في الجنوب تهيمن عليها حركة تحرير شعب الجنوب ، و أخرى (فيما سيتبقى من بلاد السودان) ينشأ فيها حزب المؤتمر الوطني 2مارته الإسلامية. ُ 2نَّ الإلتزام العملي و التنسيق و التعاون العلني و الخفي بين طرفي 2تفاق نايفاشا على التنفيذ الحرفي لجميع بنود الإتفاق قد وصل 2لى مشارف مرحلته الأخيرة التي تمثلت في 2حِكام قبضة حزب المؤتمر الوطني على السلطة و 2ضفاء شرعية ٍ دستورية ُصوَرية على هيمنته عبر 2نتخابات شكلية فاقدة الشرعية تمهيداً لترسيم الحدود بين الإقليمالجنوبي و ما تبقى من البلاد و 2جراء 2ستفتاء ٍ ُصوَري ٍ يتحقق بمقتضاه 2نفصال الجنوب و 2علانه دولة ذات سيادة تحت هيمنة حركة تحرير شعب الجنوب. 2ستناداً 2لى حقائق الواقع الماثل، يمكن القول و بجزم 2نَّ المُحَصَّلة النهائية لإتفاق نايفاشا تتعارض جدلياً مع المباديء و الغايات الإستراتيجية التي تأسس عليها التنسيق و التحالف النضالي المصيري وقتئذ ٍ بين مُسَمَّىَ الحركة الشعبية لتحرير السودان ( القناع الزائف لحركة تحرير شعب الجنوب) و قوى الهامش المناضلة في جنوب كردفان ، جنوب النيل الأزرق ، الشرق و دار فور و غيرها من قوى الهامش . 2نَّ تنصُّل حركة تحرير شعب الجنوب عن مواصلة النضال من أجل تحقيق مشروع مُسَمَّىَ السودان الجديد قد أكَّدَتْ عليه نظرياً و عملياً من خلال 2صْرَارهَا على فصل ملف الإقليمالجنوبي قانونياً عن ملفات الأقاليم المُهَمَّشة ِ الأخرى ، حيث رَكّزَت ْ بجلاء على تأمين ممارسة مواطني الإقليمالجنوبي دون غيرهم حق تقرير مصير وحدة السودان بتبني خيار الإنفصال عنه أو البقاء بعضا منه . 2نَّ الإنحياز المطلق لحركة تحرير شعب الجنوب لناصية المركز الإقصائي بزعامة حزب المؤتمر الوطني الإنفصالي و تحالفها الإستراتيجي معه و 2لتصاقها وصيرورتها شريكاً في سلطته اللا شرعية ، قد أحدث فراغاً نتج عنه 2ختلالاً في ميزان القوة العسكرية لصالح المركز الإقصائي ، 2ذ ْ حرم تخلي الحركة الفعلي (رغم مؤازرتها السياسية الصورية) عن مشروع مسمى السودان الجديد قوى الهامش المناضلة قوة 2سناد عسكري ، لوجستي و نفسي محلياً و دعماً دبلوماسياً على الصعيدين الدوليين الإقليمي و العالمي تمكنت بفضله من ُمنازلة المركز عسكرياً و كسر شوكته و 2رغامه على التفاوض صاغراً و 2نتزعتْ عنوة 2عترافه بحقوقها المشروعة. 2نَّ وقائع الحال تؤكد أنَّ 2نفصال الإقليمالجنوبي و من ثم صيروته دولة مستقلة أضحى حتمية أو مُسَلَّمَة لا جدال حولها ، الأمر الذي يثير تساؤلات حول مَاهِيَّة ِ الخيارات الإستراتيجية لقوى الهامش المناضلة التي لا زالتْ أصابعها قابضة على َقدَّاحات ِ ( أزْندُ ِ) بنادق الثورة ضد المركز المستبد . هل َستسْتسْلِمُ و تستجيب قوي نضال الهامش للإغراءآت المالية و الولايات السلطوية التي ُيمني بها حزب المؤتمر الوطني خصومه و يستميلهم 2ليه َفتضُافُ 2لى زمرة المؤلفة قلوبهم من جوقة السماسرة و الإنتهازيين المرتزقة و مماليك سوق النخاسة السياسة؟ أمْ سَتصَعِّدُ ِنضالها و تؤجِّجَهُ ضد المركز بكافة آليات النضال المتاحة حتى تنتزع حقوقها عبر التفاوض السلمي (رغم 2دراكها لخصال الغدر و المخاتلة و نفض العهود المتأصلة في ُخلق حزب المؤتمر الوطني و المجبول عليها وجدانه) أوْ ستعتمد الخيار العسكري كآلية لتحقيق أهدافها الإستراتيجة؟. 2نَّ الخيارين النضاليين السلمي و العسكري السبيل 2لى تحقيقهما يقتضي بالضرورة التنسيق الإستراتيجي و تحالف جميع قوى الهامش المناضلة 2نْ لم يكن وحدتها الآنية الفورية . َ2نَّ التعاطي الموضوعي مع حقائق الواقع الماثل ، ُيحتم على قوى ثورة الهامش الوحدوية (في الجنوب، دار فور ، كردفان ، النيل الأزرق ، الشرق ، الوسط و الشمال) مواجهة ومن ثم مكاشفة حركة تحرير شعب الجنوب بلا مواربة ونصحها بضرورة خلع قناع الزيف و المخاتلة الذي أستترتْ خلفة لعقود مضتْ ، 2ذ ْ أنه في مقدورها خداع كل الناس لبعض الوقت و لكن ليس في مقدورها خداع كل الناس كل الوقت، فقد آن وقت المصارحة العلنية و من ثم و حان أوان التحلل من كافة قيود 2لتزامات الماضي و التحرر من 2سار التبعية و وصاية الحركة . على قوى ثورة الهامش أنْ تعتمد على قدراتها الذاتية دون أنْ تراهن على تضامن حركة تحرير شعب الجنوب الإنفصالية وذلك للمعطيات الموضوعية التالية: أولا: ب2جراء الإستفتاء حول تقرير مصير الإقليمالجنوبي و 2علان 2نفصاله و صيرورته دولة ذات سيادة، تصبح حركة تحرير شعب الجنوب كياناً سياسياً أجنبياً ، فأي تنسيق ، تقارب أو تضامن معها تبتدره أي فعالية سياسية دون الموافقة المسبقة للمركز يُعَّدُ تدخلاً في الشئون الداخلية أنْ لم يعتبر عملاً عدوانياً َيمسُّ سيادة دولة المؤتمر الوطني (فيما سيتبقي من السودان) . ثانياً: 2نَّ أيَّة َ تنسيق أو تقارب أو 2رتباط بين قوي الهامش و حركة تحرير شعب الجنوب دون الموافقة المسبقة من المركز قد يُعَّدُ بمثابة العمالة السياسية لقوي أجنبية ، من المنظور تكييفة قانونياً كجريمة خيانة عظمى . في ظل هذه المعطيات ، يصبح أي تنسيق أو تضامن ُمستقبلي بين قوي الهامش ( في أقليم كردفان ، النيل الأزرق ، دار فور ، الوسط ، الشرق و الشمال) و مُسَمَّىَ الحركة الشعبية لتحرير السودان في أروقة برلمان الزيف اللاشرعي أمر لا يعدو أنْ يكون بمثابة تعاون تكتيكي تستهدف من ورائه الحركة تأمين 2ضفاء شرعية دستورية على عمليتي 2جراء و 2عتماد نتائج الإستفتاء حول تقرير المصير كمدخل 2جرائي للإنفصال و 2علان دولة الجنوب ، 2ذ ْ بمقتضى أحكام مُسَمَّىَ الدستور الإنتقالي يصبح جميع النواب البرلمانيين الجنوبيين تلقائياً في حكم المُسْتقيلِينَ 2ثر 2ختيار الجنوبيون الإنفصال ، عندئذ ٍ يصبح النواب عن قوى الهامش في برلمان الزيف أقلية هامشية سالبة الإرادة مُسَخَّرة من قبل الأغلبية الميكانيكية لمماليك حزب المؤتمر لتمرير و المصادقة على قرارات و سياسات حزب المؤتمر الوطني المعادية لمصالح المهمشين و 2ضفاء الشرعية عليها . 2نَّ الإستسلام لمعطيات الأمر الواقع و الإعتراف و قبول نتائج 2نتخابات معيبة شهد العالم بعدم نزاهتها ، و الصيرورة بعضاً من رموز برلمان زائف يعني بالضرورة 2ضفاء شرعية على سلطة المركز الإقصائي ، الأمر الذي يمثل عملياً 2نحيازاً صريحاً و مولاة ضمنية لحزب المؤتمر الوطني و تعزيزاً لهيمنته و تجذيراً لنفوذه في البلاد. أيها المناضلون لقد 2جتبتكم جماهير المهمشين و واثقتكم و والتكم على غيركم ، و خصتكم بتأييدها، أنحازوا لناصية الثورة و رابطوا في خنادقكم ، ظلوا كما كنتم ، ُحداة ٌ أنشودة الحرية و رماحها المشرعة و دروعها الواقية يكون لكم الخلد في وجدانات جماهير المهمشين. لا تغرنكم أحابيل المركز و مخاتلته فتكونوا في وضاعة ُمحلل الطلاق البائن، لا تكونوا منْ َجوْقةِ المدجَّنيينَ المؤلفة قلوبهم من أوباش سماسرة السياسة الوضعاء ، الذين توطن في قلوبهم الصغار ، و أستحوذ على نفوسهم الجشع و أعشى بصائرهم رنين المال و أثملهم جاه السلطان ، فتصبحون ُمدَى ُتحزّ بها مفاصل الوطن و دِرَرَ اً ُتلهب بها ظهور المهمشين ب2سم شرعية مزورة. أبقوا بين جماهير المهمشين فهي كهفكم و ظهيركم و حصنكم المنيع و صَعِّدوا نضالكم حتى النصر المبين الذى بدأت تباشرة تلوح في الأفق. 2نَّ واقع تخلي حركة تحرير شعب الجنوب عن مشروع السودان الجديد و جنوحها 2لى الإنفصال و 2نحيازها الطوعي لناصية المركز قد أكَّدَ بجلاء ٍ حقيقة أنْ لا حليف للمهمشين 2لا أنفسهم فهلا أدركتْ و وعتْ قوى ثورة الهامش هذه الحقيقة؟. 2نْ حتمية 2نتصار ثورة الهامش على المركز الإقصائي و الإبقاء على وحدة السودان تقتضي بالضرورة وحدة قوى الهامش الثورية الوحدوية في 2قليم الجنوب ، دار فور، وفي كل 2قليم كردفان لا جنوبه فقط ، في 2قليم النيل الأزرق في كليته لا جنوبه فقط ، و في 2قاليم الشرق ، الوسط و الشمال. خاتمة القول ، 2نَّ اللحظات لا الأشهر القليلة المقبلة ُحبْلى بأحداث جسام و ُمتخمة بفواجع الأمور، عليه، أقول الآن قد آن أوان التقرير في مصير وحدة السودان ، فعلى قوى ثورة الهامش الوحدويه أنْ تختار أنْ لا نكون أو أنْ نكون أمة ً جديرة بالحياة في ربوع وطن ٍ واحد ٍ نتساوى فيه جميعنا في حقوق المواطنة في ظل دولة ِ ُمؤسسات ٍ قانونية ٍ ديموقراطية ٍ علمانية ٍ ُتعزَّزُ فيها الحرية و ُتنجز العدالة و تسود المساواة و ُتصان فيها حقوق الإنسان و ُتبجَّلُ حُرِّياته الأساسية، لا سبيل 2لى تحقيق ذلك 2لا بالالتحام الفوري لقوى ثورة الهامش الوحدوية و 2نتظامها ( 2نْ لم يكن 2نصهارها) في كيان ٍ فِدْرالي ٍ يحفظ لكل ِ َفعالية ٍ ثورية كينونتها و خصوصيتها الذاتية . 2نَّ وحدة قوى ثورة الهامش لا ُتنال بالتمني و الآذانُ 2ليها و الحداءُ ِبها ، بل بطلبها و السعي الحثيث في دروبها. على حُدَاة ِ الوحدة الصيرورة ِجسرَ وصل ٍ َيرْبطُ شتات قوى ثورة الهامش بعضها ببعض ، فلننفر خفافا ، نختزل الزمان و نقارب المكان ، فقد آن أوانُ العمل فهل للنداء من ُمجيب ؟