فى لقاء جامع لقيادات صندوق بناء وتنمية شرق السودان, أطلعنا واستمعناعلى ما اعده الصندوق من خطط, وما بذل من مجهودات كبيرة وما قدمه من عطاء فى سبيل ارساء دعائم ر اسخة تبنى على أسس متينة تقوم على منهج علمى سليم فى خطط التنمية فى الولايات الثلاث, وذلك بعد اعداد الدراسات الممتازة التى اعدها خبراء الصندوق بقيادة الباشمهندس ابو عبيدة الدج ونائبه الاستاذ نافع أبراهيم ومن خلفهم خبراء من ابناء الشرق فى المركز والولايات وبالاستعانة ببيوت خبرة مشهود لها بالكفاءة فى هذه المجالات, مما يجعل المرء يطمئن على المستقبل الذى حظى به الشرق من عناية خاصة من قيادة الدولة التى برت بوعدها فى تنفيذ اتفاقية الشرق. لا شك أن المراقب يدرك أن إتفاقية الشرق تعد من أكثر الاتفاقيات التى تمت بسلاسة ويسر مما يعكس طبيعة أهل الشرق الذين قدموا موسى محمد احمد فى رئاسة الجمهورية بتواضعه وصبره على الشدائد التى يتصف به أهلنا البجا الذين لا يميلون للشكوى والجأر بها عندما تحيط الخطوب والمصائب بالوطن كما يحدث الآن بالرغم من الجراح الغائرة التى أصابتهم والمظالم التى لحقت بهم من عهد الاستعمار. ظلت قضايا الشرق تؤرقنا حتى رفع البعض منا السلاح وعندما جاء السلام المرجو ساهمنا جميعا فى السعي الى السلام ووضع البندقية لانه لا تاتي الا بالخراب كما حدث لأهلنا فى دارفور,إلا أننا لن نضع (القلم) لكي نطالب بل نساهم فى بناء السلام والتنمية, تلك التنمية التى كنا نتمسك بها لتكون عن طريق إنسان المنطقة وليس بالإستثمار حوله وعلى أرضه دون ان يكون هو شريكا او جزءا من العملية التنموية,وقد وضع الصندوق منهجه على هذا الأساس لتنمية هذا الجزء المهم من البلاد وانسانه الصابر صاحب التاريخ المجيد فى الدفاع عن السودان . لذلك كان حرص مولانا السيد محمد عثمان الميرغنى رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي(الأصل) أن يرد الخير لأهل الشرق فكيف لا وهو من سليل الدوحة النبوية الشريفة التى لا تطرح إلا الخير ليس للشرق وحده بل لكل السودان,حيث عمل على تحريك الجميع منذ أن وطئت قدمه ارض السودان وهو قادم من المدينةالمنورة وذلك ليشرك الجميع بالمساهمة فى اعمال مؤتمر تنمية واعمار الشرق المنعقد فى دولة الكويت فى الفاتح من ديسمبر القادم بدعوة كريمة بناء على دعوة كريمة لمولانا الميرغنى من أميرالكويت فلا يعرف الفضل إلا أهل الفضل, فمازالت مواقفه التاريخية مع حق شعب الكويت محفورة فى وجدان امراء وشعب الكويت الشقيق. وأذكر أن مولانا كان يحرص على دعم تلك العلاقات منذ وقت بعيد وذلك عندما كنت محافظا للبحر الأحمر حيث وجهنى باستقبال وإكرام سفير الكويت المرحوم(عبد الله السريع) رحمه الله والمشهور (بعبد الله جوبا) لما قدمه لاهل الجنوب من اعمال خيرية مقدرة ادت لتقوية صلة المسلمين والعرب بهذا الجزء العزيز الذى تتهدده الآن (أنواء الانفصال) تلك الأيام التى غرس فيها أمثال (السريع) بذرة الخير والتى اذا ما استمرت كانت ستنبت شجرة لا يمكن اجتثاثها مثلما حرر الأباء الأوائل السودان بدون انقسامات اوتشرذمات شرقا وغربا وجنوبا وشمالا. جالت فى ذاكرتى ذكريات تلك الايام العطرة وأنا اتابع واستمع الى العرض الشيق الذى قدمه الباشمهنس المدير العام وبحضور نائبه النشط الخلاق وبحضور لفيف من قيادات الشرق وقيادات الحزب ورجال الاعمال الوطنيين فى تلك الامسية المباركة وفى دار (ابوجلابية) العامرة ,حيث قدم السيد مدير عام الصندوق ورقة شاملة لملخص المشاريع التنموية والاستثمارية والخدمية للولايات الشرقية الثلاث التى شاركت فى اعدادها بيوت خبرة بالاضافة لأهل الكفاءة من إدارات الصندوق. وكعادة آل البيت استمع مولانا واستلم الملف الخاص باوراق المؤتمر, وبعد الضيافة اللائقة للضيوف وجه سيادته كلمة ضافية فيها النصح والارشاد مستدلا بآيات من القرآن الكريم وكلمات صادقة فى حق الوطن والمواطنين فى كل السودان حيث يحرص دائما على وحدة أهل السودان فى شماله وجنوبه ويسعى لما يحقق الخير والسلام فى البلاد والأمن والنماء للعباد 00 والى الله قصد السبيل osman fagray [[email protected]]