لا اعلم ما الجنحة التي ادخلت الدكتور الترابي الي المعتقل ،وطبعا لم تقل لنا الحكومة "كعادتها "سبب اعتقال التربي وثماني من قيادات حزبه .ان الاعتقال في حد ذاته ليس الموضوع ولكن خلقيات الاعتقال ودائما لخلفيات اعتقال الترابي ،شائعات واجواء منذرة بسؤ التصرف القادم . والسؤال لماذا تم اعتقال الترابي ليس بذي اهمية اكثر من "من اعتقل الترابي ؟" للاجابة علي كلا السؤالين لدينا فرضيات بعينها اولا لنثبت الاهمية التي يمثلها الترابي من حيث ثقله السياسي او تاثيره في الحياة السياسية ,وثانيا لفتح حوار في طريقة تفكير المؤتمر الوطني.ولمعرفة ذلك علينا ان ننشئ الفرضية التالية "ان الترابي بالنسبة للحكومة يمثل الغول الذي لا يمكن ان تتنبا الحكومة بخطوته التالية علي الاطلاق فهو دائما يعتقل ايام "دربكة الحكومة "وعماها الليلي والنهاري احيانا .لسبب ما تتصور الحكومة او حزب المؤتمر الوطني ان الترابي وحده دون غيره من القوي السياسية والحركات المسلحة والجبهات العريضة والثورية القادر علي اذيتها ،هو وحده دون الخلق والعالمين قادر علي خلق اشتباك نظري وعملي بين اجندة كثيرة داخل الوطني .نقول هذا ونحن حقا لا نفهم غير حيثيات عامة لدلالة علاقة التربي بالاسلاميين الحاكمين\المعارضين ،لكن بوجهة نظر عامة هناك امر ما "دافننوا الاسلاميين معا ودائما يُخشي ان الترابي قد يكشف المدفون فتنهار السلطة . منذ ان خرج الترابي علي الاسلاميين في 1998 ظل يتحرك في مساحة "تغيير النظام "حتي ان احدهم اقسم لي مرة ان الترابي بره بسر قبل انقسام رمضان حينما قال له "ان العسكر والامن يريدون التامر عليه ووقتها اقسم ان يريهم النجوم عز الظهر "ان صحت هذه الرواية "تكون ياربي "هي من تسببت في خلعة المؤتمر الوطني كلما ادلهمت الامور وضاقت عليهم هرعوا الي اسطورة "الراجل قبل كده حلف " ليس من سبب سياسي كافي لاجراء اعتقالات الان فالحكومة بجهة تفاوض العالم لتكسب نقاط دولية بعد التوقيع علي ورقة الاستفتاء ،ونقرأ في الاخبار يوميا عن الاجتماعات التي تعقدها الحكومة مع جهات دولية نافذة لرفع السودان من قائمة الارهاب ولتسوية قضية المحكمة الجنائية ولتخفيض الديون والوقوف بجانبها في ظل ازمة يسميها سيناريو خالد التجاني "الاسوأ ..قادم "والحكومة تعرف ان كل هذه القضايا تحتاج الي ظهور بمظهر لائق "لا اعني البدلات الانيقة التي يريتديها موظفي الخارجية !وانما اعني صورة النظام في الاصلاحات التي يقوم بها لكسب ثقة العالم ،ودعونا نقول اين يقع اعتقال الترابي ضمن تلك الاجندة ؟لا تقولوا لنا ان الترابي رجل مكروه من الغرب وسيبرر ذلك علي انه كبح جماح التطرف والاصولية الاسلامية ،سنقول الغرب ليس اعمي وادلكم علي دراسة يعدها باحثون عن محمد عبدالكريم امام مسجد الجريف وجماعته ،دعونا نقول باختصار ان لاعتقال الترابي دلالة مرتبطة بالداخل وسنقول ذلك لاننا ما زلنا نفترض ان في النخبة الحاكمة رجال يفكرون كيف يمكن تفسير اعتقال الترابي ؟هل له علاقة بدارفور ؟ابداً.هل له علاقة بمحولة انقلابية ؟القوم لم يقولوا بذلك اذن واضح ان الحكومة خائفة من تحريك داخلي وسنردد مرة اخري ان التفسير الوحيد الذي وجدناه مقنعا ان "جماعة الامن "داخل السلطة (بالمناسبة عجبتني كلمة جماعة الامن دي عليكم الله خلوها)قد قدرت ان الظروف العامة مهيأة لانفلات امني متوقع ليس بسبب الاستفتاء والجنوب ولكن هناك بؤر داخلية متوقع ان تدخل في موجة تمرد علي السلطة المركزية فالانباء تاتي من برتسودان او من كاودا ،وبافتراض ان الامر جرت علي هذا النحو اي ان "جماعة الامن "قدرت الموقف علي هذا النحو تكاملت هذه التقارير مع تقارير الامن الاقتصادي والتنبؤ بموجة انهيار اقتصادي حاد في هذا الظرف بدلا من ان تتجه الحكومة للمشكلات ومخاطبتها مباشرة "تقوم الشليقة تتذكر الغول .....واين هو الغول ؟؟" الغول يا سادتي شيخا في الربع الاخير من عقده الثامن وهو كشأن البشر تضعف فيه السنين العظم واللحم "صحيح هو رجل سليط "لكن بدنه تعب كشأن البشر واجسادهم ".تظن الحكومة انها باعتقال الغول تبطل مفعول الازمات وهذا خطأ استراتيجي لا اعرف لماذا تقع فيه الحكومة باستمرار "بالمناسبة جهاز الطوارئ او ايا كان اسمه متعطل في هذه الحكومة ودعوني اخبركم امرا متي ما قالت الحكومة ان لديها خطة طوارئ او وردت هذه الكلمة علي لسان اي مسؤل اعلموا انه يتجمل ...اقول ليكم حاجة اعلموا انه يكذب عديل ..لا يوجد طوارئ ولا يحزنون ..دي قصة سَهَلَة ساي الامر المهم هنا ان اعتقال الترابي ان كان لانه يمثل خطرا علي الامن القومي وان بقاء الحركة الشعبية في الشمال بعد الانفصال هو ايضا تهديد امني بحسب مدير جهاز المخابرات ؟ وفي نفس الوقت تكون مسالة ترسيم حلايب داخل الحدود المصرية في اطار اتفاق مع السعودية هي مجرد "شان سعودي\مصري "فانه لن يتبقي لنا الا القول "والله الحكومة جنت عديييييييييييييييييييييييييل