[email protected] وأخيرا تنحي الرئيس المصري تحت ضغط شعبه الذي رفض كل خطاباته بما فيها من تنازلات وإستدرار للعطف وتمترس خلف تاريخه في الحرب والسلام ولكن الشعب يرفض ويتمسك بمطلبه الداعي لرفض كل تنازلات الرئيس والضغط عليه بالتنازل عن السلطة ليأتي النصر بعد ستة عشر يوما كانت بعمر العاشقين والمتطلعين للحرية سنينا وأكثرا . والشعب المصري تعمه الفرحة بتنحي الرئيس فالثورة الشعبية قد آتت أكلها وجنت ثمارها وغيرت مجري التاريخ بالصمود القاطع وبتوحيد المواقف ورفض كل التنازلات الملتوية من القيادة البائدة لزعزعة ذلك التوحد القومي بكافة الأساليب ولكن الشعب الواعي يفطن للخديعة ويقف في وجه كل تلك المحاولات بغاية لاتعرف التزعزع ومطلب لايعرف العاطفة ولا التحاكم للتاريخ والشعب يريد أسقاط النظام. والأزمة المصرية تشغل العالم بأسره من مشرقه الي مغربه ومن شماله الي جنوبه بأحداثها الجارية فلاغرو فلمصر دورها المحوري وتأثيرها علي العالم بما تلعبه من أدوار وتضطلع عليه من مهام وبقدر التأثير يكون أنشغال الجميع بأحداثها ومايعتورها من مظاهرات لم تعرف لها الدولة مخرجا فكل الحلول المفضية للهدوء والأستقرار كانت تقابل بشئ من التعنت المتشابك الذي أن أرضي بعض أحزاب المعارضة بالجلوس للحوار مع الحكومة يقابل عند أطراف أخري بتعنت متطرف لايحتمل انصاف الحلول وأنما تبقي الغاية في رحيل النظام ورأسه ومحاسبة منسوبيه والرئيس أخير يستجيب لنداءات الجماهير وشعارات الشعب الداعية له بالمغادرة والتنحي من حق الشعب المصري أن يفرح فالأنجاز لم يأتي بالأهداء والتراضي وأنما كان مهره مجموعة من الشهداء سقطوا في معركة التغيير التي أبتدأت بالشباب وبثورتهم المجيدة والتي تداعوا أليها بعد أن قاربت بينهم الظروف وتشابهت معاناتهم وشكواهم من واقع البلاد الذي أنتشرت في جنباتها أساليب الفساد الفاشية والمحاباة الفاضحة التي لاتعترف بالجهد الشخصي ولا المجهود الشعبي وأنما بقدر المحسوبية تكون الحظية والشباب يتداعون عند ساعة الصفر خروجا الي الشارع بحثا عن العدالة الأجتماعية ومطالبة بالتغيير وكان الموعد في الألتحام العفوي مابين الشباب وشرائح الشعب الذين جمعت بينهم الظروف المتشابهة والمطالب المختلفة والغايات المشتركة في أسقاط النظام والبحث عن الحرية المفقودة والتغيير المنتظر والسعادة العاجلة . تشابهت النهايات في تونس ومصر وكانت الفائدة الكبري التي جنيت من تلك الأحداث هي وعي الشعوب وصحوتها التي قادتها الي الأنتفاضة والتغيير فهي وأن تأخرت بعض الشئ حتي فتح المراقبون أبواب الظن عليها بالتخاذل الصريح والجبن الفاضح والأنقياد لظلم الحكام الا أنها قد رسمت خارطة طريق في مستقبل الأيام بأن الشعب هو مصدر السلطات وأليه تؤول الأمور في التنصيب والعزل . وعاصفة التغيير صارت تنتظم دولا عديدة تشابهت ظروفها مع تونس ومصر في المطالب والغايات والمظاهرات تنتظم عواصم تلك الدول للوصول الي الغاية وكما قلت فالظروف والأحوال متشابهة الي الحد البعيد وحتما سيتكرر السيناريو بمقدار وعي شعوبها وتوحيد صفوفهم للوصول الي الغاية المرجوة . هرب زين العابدين باحثا له عن ملجأ آمن فكتب النصر لثورة تونس الخضراء وتنحي مبارك ليجعل من الثورة المصرية فوق كل الثورات التي أنتظمت الشعوب في الصبر والمرابطة وتحقيق المطالب وعيون العالم تتحول بأبصارها لحدوث معركة تغيير أخري –في ساحة أخري - فما أكثر الدول التي تحتاج لسيف الشعب وسطوته في أحداث الأصلاح ومحو القساد فما عادت تلك الأنظمة ذات حصانات بمأمن من محاسبة الشعوب و الرقابة عليها .