ظل النظام السوداني وعلى مدى سنوات الحرب في دارفور يصر على إن الأزمة في دارفور هي أزمة قبلية ، رغم إعترافه في عدة وثائق من ضمنها إتفاقية أبوجا إن هنالك ازمة سياسية نتجت عنها الكثير من الحروبات في ظل غياب الحل ومسئولية الدولة. وقد أوردت أوردت ال " بي بي سي " تحدياً جديداً للرئيس السوداني عمر البشير يؤكد فيه إن الحكومة لم تهاجم أي مواطن ولم تقتل ولم تشرد وإن المشكلة قبلية ، وبالتالي هذا التحدي هو عودة لإستراتيجية الحكومة التي سعت من خلال على التحريض القبلي وتسليح المليشيات من كل القبائل لكي يتفرق دم القتلى بينهم ، أو تحميله لقبائل بعينها والتخلص من دمهم. وقد كانت وما زالت هذه الاستراتيجية وحتى بعد فشلها الزريع هي خطة النظام للتهرب من مسئولياته في ما حدث بدارفور. وقد كان إعلام النظام منذ بدء الازمة يعمل على إبراز قبائل بعينها بإنها هي الطرف الاول في النزاع مقابل طرف آخر وإلتقى من جهات عديدة تسعى لتعريف الصراع في دارفور بإنه صراعاً بين " الزرقة والعرب " من اجل الارض وحيناً بإنه صراعاً بين الافارقة والعرب كطرفي نزاع ، متجاهلاً الاسباب التي أدت للإحتراب القبلي والتي تعتبر الدولة ونظام الانقاذ المسئول الاول عنها منذ ان بدأ في حشد القبائل ومبايعتها وتجنيدها للحروب الجهادية والسياسية ، ولن يتم التخلص من تلك المسئولية بالتحديات في وسائل الإعلام ويعلم الرئيس إن إثبات هذا التحدي لن يتم في وسائل الإعلام بل في ساحات أخرى لم يأتي وقتها بعد. أما مسئولية الجيس الرسمي والمليشيات التابعة له عن كل جريمة أرتكبت في دارفور فلن يغلب جهات التحقيق ولن يغلبنا متى ما طلب ذلك وفي المكان والزمان المناسبين. إن تحدي الرئيس ونفيه لإرتكاب قواته أي جريمة ورده للمشكلة على إنها قبلية يجب أن ينبه شعب دارفور لوسيلة النظام للتهرب من المسئولية ورميها في قبائل وكأن المشكلة صراعاً داخلياً بلا اسباب ، كما إن القوى السياسية التي سعت وتسعى لإتباع سبيل النظام في هذا النهج عليها أن تعود إلى رشدها ومعرفة حقيقة الازمة ونتائجها الفعلية ، ومن خلال عملنا اليومي من كل أبناء دارفور نستطيع أن نؤكد بإن المرحلة تجاوزت هذا التحدي وإن شعب دارفور بكل فئاته قد وعي لحقيقة ما يتم وقد فات أوان مثل هذا الخطاب الذي يعرف العالم كله إنه مجرد كلام لا يسنده شيئ وليس في مكانه المناسب ، وهذا التحدي سنتصدى له بكل الوسائل فقط لكي يعلم الرئيس إن إثباته لا يحتاج إلى كثير عناء وإن قبائل دارفور مهما تقاتلت فإن قتالها هذا هو مرحلة مريرة من تاريخنا سنتجاوزها يعزيمة وثبات وقدرة على صنع مستقبل خالي من الإحتراب فقط أرفعوا اياديكم عن شعبنا وتحملوا مسئولياتكم . يوسف عزت طرابلس 12 مايو 2009-05-13