التنافس السياسي هو التنافس على السلطة السياسية والقدرة على التحكم فى شكل ومحتوى واتجاه السياسة العامة والتاثير فى صنع القرار او تحديد مهام الحكومة الرسمية والعمل على مسائل السياسة العامة ، من خلال هذا المفهوم اتجه الكيان الصهيونى لاقامة علاقات مع دول العالم. ومحاولة لايجاد مدخل للقارة الافريقية. والسودان بموقعه الاستراتيجى فى وسط القارة الافريقية وتمثيله حلقة وصل بين الشمال العربى والجنوب الافريقى بالنسبة للقاره الافريقية واراضيه الشاسعه ظهرت الاطماع الاسرائيلية فى المياه والنفط السودانى. حرصت اسرائيل على إقامة علاقات مباشرة أو غير مباشرة مع السودان من خلال استراتيجية إسرائيلية أساسية مفادها أن توثيق العلاقة مع الدول الأفريقية سيوفر مخرجاً ل»إسرائيل» من العزلة في المنطقة العربية، وذلك لإيجاد قواعد عسكرية وعلاقات تجارية وسياسية وأمنية تشكل بديلاً عن العلاقة مع الأطراف العربية.زمحاولة منها على العمل لاضعاف الامن القومى العربى ومشكلة اعادة ترتيب العلاقات بين اسرائيل والعالم العربى تقوم على التيارات الاصولية والتعامل بين مسلمين ويهود. ساعدت اسرائيل فى تأجيج الصراع فى جنوب السودان وذلك من خلال تقديم الدعم اللوجستى والمادى والتدريب العسكرى وتوفير الاسلحه وايصالها من خلال بعض الدول الاقريقية لجيش الحركة فى جنوب السودان ومما قوى الموقف اكثر اخيرا وجود عدد كبير من السودانيين اللاجئين في إسرائيل. يعتبر الموقع الجيوسياسي لدولة جنوب السودان ذو أهمية بالنسبة لإسرائيل وللدول الغربية بشكل عام، لوقعها في أعالي منابع نهر النيل. حيث توجد به الموارد الطبيعية خاصة النفط ومكانته الإستراتيجية الهامة بين الشمال العربي الأفريقي المسلم، والجنوب الأفريقي المسيحي ،ويكمن الخطر فى الوجود الاسرئيلى في احتمال وجود الدولة العبرية في دولة جنوب السودان. ولدولة جنوب السودان أهمية إستراتيجية بالنسبة لإسرائيل وذلك لأنها يمكنها أن تجعل الجنوب يرفض تنفيذ مشروع قناة جونقلي أو الدخول في أية علاقة تعاونية مائية مع كل من الشمال ومصر إلا بعد موافقة مصر على استئناف مشروع ترعة السلام الذي تم طرحه في عهد السادات والذي يقضي بتوصيل جزء من مياه النيل إلى صحراء النقب عبر خط أنابيب. ويمكن لإسرائيل ان تحرض دولة جنوب السودان على التوقيع على اتفاقية عنتبى والتي ترفض الاعتراف بالحقوق التاريخية المصرية السودانية فى المياه خاصة بعد ثورة يناير و الاحداث الاخيرة فى سفارة اسرائيل بمصر وما نتج عنه من اعادة قراءة ملف للعلاقات المصرية الإسرائيلية ولربما تعديل بعض بنود اتفاقية كامب ديفيد. و قيام دولة الجنوب الأفريقية المسيحية سوف يؤدى الى منع المد العربي الإسلامي من الشمال الأفريقي إلى الدول الأفريقية المسيحية جنوب الصحراء، منع العلاقات العربية الإفريقية من استعادة تاريخها السياسي خلال فترة الستينيات والسبعينيات وبالتالي انعزال تلك الدول مما يساعد على وجود آلية لسيطرة اللوبي الصهيونى والتاثير على متخذى القرار فى المنطقة ،ويمكن لاسرائيل ان تساعد على احتواء حركات المد الإسلامي خاصة في القرن الأفريقي لمواجهة نفوذ قوى الإسلام السياسي في الصومال وغيره. وذلك من خلال استغلال إنشغال الدول العربية بربيع الثورات العربية وحالة الفوضى التى عمت بعضها. وتوضح اهمية اللوبى الصهيوني لدولة جنوب السودان، من خلال الاهتمام غير المسبوق من جانب الإعلام العبري بمتابعة و بتغطية فعاليات الاستفتاء حول إنفصال الجنوب وإحتفالية الإعلان الرسمي عن دولة جنوب السودان، والذي انعكس من خلال التقارير والدراسات البحثية التى عبَّرت عن الارتياح الصهيوني لإقامة دولة جنوب السودان. وسماح السلطات الصهيونية للسودانيين المقيمين بها بالاحتفال بقيام دولتهم الجديدة، وان تكون "إسرائيل" نموذج لدولة جنوب السودان