عزلنا العنصري في القرن 21 : لا يزال العرق يقسّمنا – بقلم : رينيكوا الين صحيفة القارديان البريطانية – ترجمة محمد السيد علي الكثيرون من الأمريكيين لا يرغبون في الإقرار بذلك لكنني سأفعل. لا يزال العزل العنصري يسعى بيننا ، أحيانا عن قصد وأحيانا بالإختيار. دعني أكون واضحة ، إنه ليس ذلك العزل الذي عاصره والدايّ ، هو ليس ذاك المصرّح به من قبل القانون ومدعوم من قبل شخصيات عامة أمثال جورج والاس حاكم الاباما السابق صاحب المقولة الشهيرة عام 1963 (العزل العنصري اليوم ، العزل العنصري غدا ، العزل العنصري للأبد) مقولة وجدت صدى لها بالتصفيق الداوي. إنه عزل يظهر في أنظمة مدارسنا ، مجتمعاتنا وسجوننا . إنه يتغلغل في مجتمعنا بطرق لا نستطيع حتى استيعابها. إننا في حاجة إلى مواصلة الحديث عن العزل الصادم في مدارسنا وفي الجوار . وفقا لدراسة أجريت العام الماضي فإن 43 % ممن هم من أصل لاتيني و 38% من السود ذهبوا إلى مدارس تقل فيها نسبة البيض عن 10% . لكن ما وراء ذلك فإننا نفشل غالبا في الحديث عن تأثير هذا العزل علينا شخصيا . إنه أمر لا يستشري فقط في مؤسساتنا الرسمية والخاصة ، بل في الثقافة الأمريكية على نطاق واسع . إن هذا العزل الثقافي والإجتماعي ليس قاصرا على الأشخاص غير المتعلمين في الريف بل هو ظاهر بشكل متساو بين المتعلمين والأذكياء ممن يفترض فيهم أن يفهموا أفضل ، أشخاص درسوا مسألة العرق ، قضوا شهورا في الخارج في الهند وأفريقيا ، قرأوا لكل من رالف إيليسون ، جيمس بالدوين ، بابلو نيرودا ، لكنهم لا يزالون يتصرفون على كون ان المجتمع في مدنهم أو بلادهم لا يحفل بالتنوع . إنه من المفهوم أن لا تسمع كثيرا عن هذا النوع من التقسيم . إنه بالنسبة للكثيرين أمر شخصي جدا . إنها ظاهرة يصعب تحديد حجمها ، مع أن البيانات تفيد بأن 15% من البيض لهم علافات صداقة مع الأعراق الأخرى وذات النسبة هي نسبة الزيجات بين الأعراق ، كما أن هناك قضايا تتعلق بالتمييز في أماكن اللهو ، إلا أننا لا نعتمد بشكل رئيسي على المعلومات الطارئة للحديث عن العزل الثقافي . لقد كان (سام سيفتون) أكثر شجاعة من الأخرين حينما ذكر في النيويورك تايمز : ( لقد إعتاد سكان نيويورك على إظهار التنوع في ممرات المشاه ، في قطارات الأنفاق ، في صفوف البنوك ، غير أن الحياة تأخذ مظهرا أحادي اللون في المطاعم والكنائس والملاهي ). لكن الحديث وحده لن يغيّر الكثير. إن كثيرا من السود ، البيض ، اللاتينيون والأسيويون يجدون أنفسهم مقيدون بهذه التوجهات وبخاصة في مدينة نيويورك في أمريكا التي يفترض أن تكون بوتقة إنصهار كبرى للجميع ، حيث لا تزال هناك أمريكتان واحدة للسمر وأخرى للبيض وكلاهما منعزلين بشكل قوي . إذا ما أصبحت عوالمنا الإجتماعية متكاملة فإننا قد ندلف إلى طريق يحكمنا يقام فيه العدل . إذا كان هناك نوع ما من الترابط فإن الخبرة المشتركة هي الطريق الوحيد لتقدم لنا سياسيين ، ضباط شرطة ومواطن يتفهم حقا مسألة العرق . إن الحديث عن العزل في القرن ال 21 ليس فقط عن عزل قانوني ومادي ، بل هو عن عزل ثقافي يمنح شعورا بأنه يقسّم أكثر مما يوثق . Mohammad Elsayed [[email protected]]