شعار طرحه شركة عاملة في مجال نقل الركاب (سابتكو) اخذ رواجه الإعلامي أكثر من شهرة ورواج الشركة ذاتها . وما يجري في الساحة السياسية في الشارع المصري اقرب في تصوري الشخصي إلى ذاك. وأن لسان حال العسكر في مصر هو ذات الشعار بمضامينه . أولا مما لا شك فيه أن من أطلقوا على أنفسهم اسم (الإخوان المسلمين) عاثوا في الأرض فسادا باسم الدين .. لا نتفق معهم في كثير من تصرفاتهم ووسائلهم المستخدمة . ولكن لنا أن نعترف بأنهم كانوا وما زالوا شريحة من إفرازات المجتمع المصري الذي عانى كثيرا من قبضة السلطات الأمنية التي تربعت على عرش السلطة على ما يزيد عن نصف قرن . بل أنهم فوق ذلك مارسوا عملية المعارضة السياسية بأساليب مختلفة ..منها ما كان تحت مسميات بمشروعية سياسية كانت تبيحها السلطات وفقا لمصلحتها . ومنها ما كان تحت ظروف قهرية مفروضة عليهم . فمارسوا خلالها كل ما هو متاح لهم من ممارسات منها ما كان مقبولا ومنها ما كان مرفوضا . بل وسعت دائرة الممارسات الخاطئة لديهم . فأقاموا تنظيماتهم السرية بفكرة ومنهجية القيادة بنظام السمع والطاعة. حيث تولدت الفكرة لديهم وترعرعت في ظروف قاهرة كانت مفروضة عليهم (لا ابرر لهم هنا فعلتهم بقدر ما أوصف حالة كانت لها إفرازاتها ) . إلى جانب ذلك سعت السلطات في إظهار الوجه القبيح لهم إعلاميا . و كثفت الآلة الإعلامية بكل نوافذها وروافدها المملوكة للدولة في إظهار الفواحش ما ظهر منها وما بطن. وفي غياب واجهات سياسية وقيادات وأحزاب لها كينونتها قامت ثورة 25 يناير فكانوا هم الأقدر على المنافسة لوجود تنظيماتهم التي كانت قائمة . لا أود هنا أن أسهب وأطيل ولكن في ظروف غامضة وبمساعدة عدة عوامل كان لهم الوصول إلى سدة الحكم . نعم وصلوا إلى سدة الحكم بما كان متاحا لهم من تنظيم وحركة وظروف وملابسات مختلفة . فبالرغم من أنهم كانوا هم الأكثر تنظيما كانوا الأقل خبرة في ممارسة حكم دولة لها أركانها لان أسس وقواعد كيانهم كان قائما على التنظيم الداخلي لصفوفهم بنظام السمع والطاعة وتنفيذ المخططات (سواء أن كانت تخريبه أو معطلة لنظام الحكم القائم) . واكتشفت القوى السياسية والكيانات والجهات التي من المفترض أن تكون هي المنافسة في الانتخابات (الوسيلة الوحيدة التي تقر بها الأنظمة الديمقراطية ) أنهم غائبون من الساحة . فسنحت الفرصة لفلول النظام السابق وأجهزتها الأمنية أن تراقب الموقف عن كثب وتراجع حساباتها وما اقترفتها من أخطاء عندما سمحت لجهات أن تمارس أو تنافسهم في أسلوب القيادة بمنهجية السمع والطاعة فأرادوا أن يجتثوهم من الجذور لكي تكون الساحة خالية لهم . دعوا القيادة لنا واستمتعوا بالرحلة هذا تقريبا هو لسان حال العسكر للشعب المصري..ولكن خرج مغلفا في صورة طلب تفويض عام وفي تاريخ له دلالته المعنوية ففي 26 يوليو ستخرج جموع الشعب المصري في احتفائية كرنفالية تسلم فيها مقاليد السلطة للعسكر طائعا مختارا مصر المبدعة استطاعت أن تؤسس لديمقراطيتها الفريدة بنكهتها الأمنية باجتثاث المعارضة التي بقيت من جذورها ، فلم يعد هنالك أي جهة وتحت أي اسم لها أن تتجرأ على السلطات وأنظمتها الأمنية (لا حزب ولا تيار سياسي ولا تنظيمات الإخوان السرية أو شبيهاتها ) بمقدورها أن تقول أو تتحرك . فبقوة القانون والتفويض الممنوح لعودة السلطات الأمنية لمعاودة مسيرتها ...وبذلك ستتلاشى الجهة الوحيدة التي كانت أو كادت أن تنافس العسكر في فرض سلطات السمع والطاعة (تنظيم الإخوان) اللذين كادوا أن ينجحوا في تولي زمام الحكم بأسلوب تطبيق قواعد السمع والطاعة وتلك المنهجية في الأصل من اختصاصات العسكر .وهم لا يودون أن يزاحمهم فيها احد . أما الجهات المساندة (قطاع الإعلام ) فهم يعرفون جيدا أن البيئة المناسبة لهم وجود أجهزة وسلطات قمعية، لوجود خبرات وقدرات مكتسبة طيلة فترة يزيد مداها عن نصف قرن وفي بيئة ثقافية مبنية على أركان نظام مهد لذلك بكل ما استطاعت من قوة وأدوات ووسائل هم وقودها وقادتها .. محمد سليمان أحمد - ولياب الرياض في يوم 26 يوليو2013 M.Suliman Ahmed Welyab [[email protected]]