المتأمل للمشهد السياسى و الدينى الان يقف حيران مما يرى.. فالبعض يرتدى رداء الدين لتحقيق مآرب سياسية.. ؟؟ و البعض يتغطى بالسياسة لتحقيق مارب دينية..؟؟ فحدث التشابك ما بين الدين و السياسة.. فرأينا إفسادا للدين وإفسادا للسياسة معا..؟؟ هنالك من يحلم باستعادة امجاد الامة من خلال الالتصاق بالدين اكثر و اكثر.. و نسى ان الدين نفسه صار شعبا و فرقا و تفسيرات لا اول لها ولا اخر ..؟؟ الامة الاسلامية صارت امم يكره بعضها بعضا.. و يتآمر بعضها على الاخر..الفرقة الواحدة انقسمت الى فرق.. لا تعلم ايها الصحيح هل هم الاخوان المسلمين .. ام هم جماعة انصار السنه.. ( و هنا يتجلى التعارض فى المشهد المصرى تحديدا حيث اصطفت السعودية معقل انصار السنه فى الصف الاخر ضد الاخوان ).. ايهما نتبع الفقيه المرشد .. ؟؟الذين على الحق هم انصار المهدى ام هم انصار الميرغنى ..؟؟ هل هم السلفية ام هم الاكثر سلفية..؟؟ هل هم التكفيريين ام هم جماعة حوار الاديان..؟؟..فقد تنبأ الحبيب ( ص ) ان الامة ستنقسم الى ثلاث و سبعين فرقة كلها فى النار الا فرق واحدة؟؟ كل يدعى انه يملك الحقيقة.. و الكل يقول ان مرجعيته هى كتاب الله و سنة نبيه ..؟؟ فمن نصدق ..؟؟ الجميع يهنئ الجميع بحلول شهر رمضان الكريم....؟؟ و الجميع يهنئ الجميع بمناسبة حلول الشهر الفضيل و يتمنى الخير و اليمن و البركات للمسلمين و بعضهم يتمناه للبشرية جمعاء.. ؟؟.. لكن المتامل للمشهد الدرامى يجد ان الدماء الاسلامية تسيل و المدن الاسلامية تدك بمدافع المسلمين و طائرات المسلمين..؟؟ لتدفع الاف المسلمين الى مستنقع القثرو اليتم و الترمل و التثكل و الفساد و الذل و الهوان..؟؟ فى شهر رمضان و من قبله عشرات الرمضانات اكثرنا من الدعاء ..و طلب الرحمة و المغفرة من الله.. و راينا المساجد على كثرتها و ساحاتها مكتظة بالمصلين فى كل مساجد السودان.. فالصفوف متساوية ..و الكتف بالكتف.. و من كثرة الناس يعلن الامام ان من حقك ان تسجد على ظهر اخيك من كثرة المصلين (ما شاء الله )..لكن لا شئ يتحرك على ارض الواقع.. بل يزداد الامر سوءا على السوء الموجود اصلا..؟؟ حتى صرنا تنساءل لماذا تنقلب الدعوات الى عكسها تماما.. ؟؟اللهم ارفع البلاء عن لكن يزداد البلاء علينا..؟؟ الهم ارفع غضبك و سخطك عنا لكن يزداد الغضب و السخط..؟؟لا استجابة و صرنا نشك بان الله تعالى راض عنا..؟؟ بالرغم من كثرة الصراخ و حشد الصفوف و الفقهاء و العلماء الذين يطلون علينا من فضائياتهم الواسعة ..لكن كل ذلك لا يغنى عن رؤية الصدق والحقيقة ؟؟ الامطار و السيول والفيضانات وقبلها الجراد كلها غضب؟ وصل الاسلاميين للحكم فى السودان فكانت الصورة الحقيقية للمشهد..فارتكبت جرائم باسم الدين و تحكيم شرع الله.. و ذبحوا كل من يعترض مشروعهم المسمى بالحضارى. ؟؟ صارو الاكثر فسادا ..و الاكثر دموية فى التاريخ السودانى الحديث..؟؟ و الاقل حرية مقارنة بما قبلهم من الحكومات و منذ الاستقلال..؟؟ استفادوا من مناخ الحرية الذى كان موجودا بالرغم من عدم ايمانهم به و لا بالوطن..؟؟ قاموا بتهميش كل فئات الشعب السودانى عدا جماعنتهم..؟؟ قاموا و بصورة ممنهجة بافقار الشعب لالهائه باللهاث وراء لقمة العيش فقط..؟؟ كل من يخالفهم الراى يتم اسكاته او يتم اخفاؤه او يتم ارساله الى العالم الاخر ..؟؟ قبلهم كنا نشعر بالعزة و القومية و الوطنية و الكرامة و الكبرياء رغم الوضع المعيشئ الذى كنا فيه ..و هى ظروف كانت غير طبيعية ( نتيجة افعالهم عندما كانوا فى الساحة يلعبون و يخفون و يحتكرون ؟؟) وطارئة و عابرة لكننا كنا موحدون فى الالم و الامل و الفرح طالما لم نكن مهزومين داخليا..؟؟كنا نتحلق حول صينية الاكل و الطعام كان بسيط و كنا ناكله بخشوع شديد..لا مسواك فى الجيب نلوكه و لا مسابح تعج بها الادراج .. و لا دقون من شاكلة دعنى اعيش ومن اجل ابنائ ..؟؟..كنا نصلى خلف الجد بخشوع..كنا نستمع الى ترتيل القران الكريم بصوت الشيخ صديق احمد حمدون و تفسير د. عبدالله الطيب للفران ..؟ الدين هو الدين و السنه هى السنه و شهر رمضان هو نفسه و ال..و..و الخ ؟؟ و انت هو انت بالتاكيد.. و انا هو انا و برضو متاكد من ذلك.. و الشعب السودانى هو نفسه الشعب السودانى ..؟؟ لكن من الذي تغير و لوي عنق الحقيقة ..و لوي معادلة الايمان وفق اهوائه و اطماعه و احقاده ..؟؟.. السؤال هل السكوت على اظلم يولد غضب الرب ؟ و قبل ذلك نعيد نفس التساؤل الذى طرحه الكاتب الكبير الطيب صالح رحمة الله عليه وذلك قبل ربع قرتن من الزمان : الناس ديل من وين جاءوا..؟؟