ترجمة محمد السيد علي [email protected] أبصرت (مريم ماكيبا) النور في مدينة جوهانسبرج في 4 مارس 1932 . في المدرسة التبشيرية التي إلتحقت بها نالت المركز الأول في برنامج للمواهب وكانت يومها على أعتاب الثالثة عشر من عمرها . بعدها بدأت الدعوات تترى عليها لتغنى في حفلات الزواج وأصبح الكثير والكثير من الناس منبهرين بموهبتها الغنائية فيما بدأت شعبيتها في النمو . في عام 1952 تم إختيارها للإنضمام للمجموعة الموسيقية (مانهاتن برثرز) وطافت معهم جنوب أفريقيا . تلى ذلك أن تلقت دعوات لزيارة أوروبا وأمريكا وفي الأخيرة لفتت أنظار كل من (هاري بلافونت) و (ستيف الين) ومن هناك بدأت رحلتها للنجومية . في عام 1959 أصبحت (مريم ماكيبا) أول جنوب أفريقية تنال جائزة (غرامي) على ألبومها ( أمسية مع هاري بلافونت ومريم ماكيبا) . خلال فترة الفصل العنصري نظر إلى موسيقى ماكيبا على أنها تحد للحكومة وصنّفت على أنها ثورية وخطيرة فكان أن تم حظرها من العودة إلى جنوب أفريقيا . كان هذا بعد أن ظهرت مادة توثيقية ضد الفصل العنصري بعنوان (عودي أفريقيا) وقد أقلقت هذه المادة حكومة البيض في جنوب أفريقيا للدرجة التي جعلها لا تعود إلى بلادها إلا بعد ثلاثين عاما من ذلك . في عام 1967 وبعد أكثر من عشر سنوات من إطلاق أغنيتها (باتا باتا) في الولاياتالمتحدة ، صادفت هذه الأغنية النجاح في أرجاء العالم وجرى إعادة تسجيلها بواسطة العديد من المغنيين العالميين . لقد أصبحت (مريم) محبوبة الشعب الأمريكي ، لكن الشعب تحوّل عنها حينما إقترنت بالناشط الأسود (العنصري) ستوكلي كارل مايكل عام 1968 .مرة أخرى تواجه (ماكيبا) بلدا مستاء وساخطا عليها . مع أن الولاياتالمتحدة لم تحظرها فإن عقود حفلاتها وتسجيلاتها ألغيت فجأة . إنتقلت (ماكيبا) إلى أفريقيا وهذه المرة إلى (غينيا) حيث تم الترحيب بها بأذرع مفتوحة . واصلت (ماكيبا) هناك تسجيل الأغاني والتطواف بشكل كثيف ولاقت أطيب الإحترام من حكومة غينيا التي طلبت منها أن تخاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة كممثلة لغينيا فكان أن خاطبت الجمعية العامة متحدثة عن شرور الفصل العنصري . لقد كانت تعتبر نفسها دائما مغنية وليست سياسية ، غير أن إنسانيتها التي لا تعرف الخوف أكسبتها العديد من الجوائز مثل جائزة (داغ همرشولد للسلام) عام 1986 وجائزة اليونسكو الكبرى للموسيقى . كذلك عرف عنها أنها إبتدعت زيا ثابتا في حقبة الستينات عندما طرح شعار (الاسود هو الجميل) . لقد تسنى لها أن تقابل العديد من الزعماء أمثال هيلاسلاسي ، فيدل كاسترو ، جون كينيدي ، فرانسوا ميتران وطافت مع مغنيين أمثال : (بول سيمون) ، (نينا سيمون) ، (هوق ماسيكيلا) ، (ديزي جيليبسي) . في عام 1988 رفع الحظر عن أغانيها في جنوب أفريقيا وعادت إلى موطنها الأم في ديسمبر 1990 . بعد أربعة سنوات من عودتها بدأت مشروعا خيريا لجمع الأموال لحماية النساء في جنوب أفريقيا وقد لاقت حفلتها الأولى في عام 1991 نجاحا هائلا وكان ذلك مقدمة لجولة فنية شملت الولاياتالمتحدة وأوروبا . مع أكثر من ثلاثين ألبوما بإسمها إحتفظ صوتها المؤثر بالوضوح والمدى الذي جعله يبدو مثل مارش إحتجاجي ومثير للمشاعر مثل تهليلة أفريقية . لقد كان اللقب المحبب لمريم ماكيبا هو (ماما أفريكا) كونها إمرأة ذات لمسة خاصة . لقد تضمنت حياتها الكثير من العواصف تضمنت حوادث عديدة للسيارات وتحطم طائرة وحتى الإصابة بالسرطان ، غير أنها ظلت حتى في سنواتها الأخيرة تعمل كناشطة مثل شابة متقدة العينين . في 9 نوفمبر 2008 أصابتها نوبة قلبية حينما كانت تؤدي وصلتها في حفلة غنائية بإيطاليا بعد أن غنت أشهر أغنياتها (باتا باتا) وحملت إلى عيادة طبية حيث عجز الأطباء عن إفافتها . إن إنجازاتها الشخصية والفنية أصبحت جزء من تاريخ القرن العشرين كما أن العناصر الدرامية لحياتها الإنسانية جعلت منها أسطورة حية . الرابط : http://allafrica.com/stories/201210070194.html ////////