في حلقتنا الماضية (الأولى) من هذا المقال، وعلى مثل ومثال جيراننا وأهلنا وأحبابنا المسيرية (مِتِل مِثْل شجرة المَرْفَعِين لا بِقَيِّل تِحِتَا تحتها ولا بياكل من عيالِا عِيالها ) .. أي (مثل شجرة المَرْفَعِين الضَّبْعْ / الذِئِب تحمل إسمه في حين إن الضبع أو الذِئِب هذا لا يستفيد من هذه الشجرة شيئاً، لا يأكل من ثمرها و لا يستظل بها، و لا صلة له بها)!!، و الذي (أي المثل) يُضْرَب للشئ أو الشخص (أو الأشخاص) الذي (أو الذين) يطلق الناس إسمه (أو إسمهم) على شئ دون أن يكون ثَمَّة من صلة بين الإسم والمُسَمَّى إلا إستغلال الرمزية أو العنوان أو الصِيت أو الصوت للشئ أو الشخص عند الناس .. قلنا إن هذا تماماً ما يحدث بإسم جبال النوبا (أرضاً و شعباً، مُصطلحاً وقضية) حيث صارت لافتة و بيرق و(حيطة قصيرة) لكل مقامر أو مغامر أو متآمر، أو طالب شهرة أو جاه أو وجاهة (وضعية) أو سُلطة أو سَلَطَة (مال و ثروة) بأقصر وأيسر الطُرُق، دون أن تكون لجبال النوبا هذه أي صلة بهذا السَّاعي أو المسعى من حيث المصالح والمنافع والمكاسب التي هي مثلما ل(شجرة المَرْفَعِين)، لا تنال منها جبال النوبا شيئاً .. لا تأكل جبال النوبا من ثمرها و لا تستريح أو تستظل بظلها .. و ما على أي صاحب غرض (أو مرض) إلا أن يمتطي ظهر هذه الدابة الذلول المسكينة (الطَيّعة) لتحمله إلى أطماعه في غمضة عين بكل أمان و ضمان، أو ينصب لافتة أو سرادِق نواح وعويل بإسمها ويجلس تحتها حاملاً القَرَعة (كأس التسوُّل والإرتزاق والإستعطاف، والإستعباط) فتتجه إليه أنظار الإعلام والأَعلام والقلوب و(الجيوب) لما لهذه المنطقة من وجود في قلوب الناس وعقولهم نتيجة الظروف الإنسانية الإستثنائية التي تعيشها مع رفيقاتها من مناطق الإحتراب والنزاع، مستغلين في ذلك، ومستفيدين من، ولع المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم) وولهه بألعاب البالونات والفقاعات والفرقعات، وبراعته وحذاقته في صناعة تماثيل و دُمَى و(همبولات) وخيالات مآتة ورموز كرتونية تمويهية على مقاييس وموازين ومكاييل و(محاصصات) و(مخصصات)عرقية وجهوية و(مناطقية) .. و قلنا كيف إن الوالي السابق أحمد محمد هارون و في إطار مسلسله المشهور بالإستخفاف المستمر بأبناء الولاية واستصغاره وإهانته لهم عَمَد إلى محاولة أن يجعل من الجميع مجرد قطيع مطيع يومئ لهم بعصاه يميناً فيهرعون يميناً، ويشير إليهم بحذائه يساراً فيسرعون إزاء الحذاء، و مضى في تذويب قيادات الأحزاب السياسية بالولاية وجعلهم (مُوَظَّفين دستورين) في حكومته وصاغ تشكيلة حكومة من بعض (الفاقد الإجتماعي والأخلاقي) للدرجة التي إن كثيرين من أولئك الذين جِيئ بهم في الكابينة الدستورية لأحمد هارون، لم يكن يكادون يغادرون مكاتبهم وعرباتهم المظللة حياءاً من عيون المعارف وأصدقاء الأمس و نظرات السخرية والإحتقار من المجتمع.. .. وأحمد محمد هارون منذ أن عَرِف كادقلي وجبال النوبا وعَرِفَته ظل بإستمرار يصفع أبناء الإقليم في خدودهم، بل ويلطمهم في وجوههم من خلال الإجراءات المستفزة لمشاعرهم والمهينة لكرامتهم و التي أقل ما يمكن أن تُوصَف بها إنها دائماً إجراءات لا تحترم عقول الناس، تلك العقول التي كرَّمهم بها الله الخالق البارئ المُصوِّر وميّزهم بها عن باقي الخلائق .. و ذلك منذ أن وطأت أقدامه جبال النوبا أول مرة في العام 1992 مديراً ل(إدارة السلام وإعادة التوطين) ولكن!، هل تلاحظون (إعادة التوطين) هذه!!، في منطقة مُستوطَنة منذ ما يقارب الألف سنة!!! و كان أن جعل (بقدرة قادر) سلطات كل وزارات الولاية ضمن إختصاصات إدارته تلك فكان هو الذي يُنشِئ المدارس ومرافق الخدمات الصحية وموارد المياه ومراكز التوعية والترقِيَة و الترفيه (نوادي المشاهدة)...إلخ، دون أن يستطيع وزير مختص أو مسئول (و كان غالبهم حينها من أبناء جبال النوبا) أن يرفع أصبعه و يقول (بغم) أو (البغلة في الإبريق)، وجعل مما أسماها (قرى السلام) مراكز إحتجاز جماعية و(كانتونات) لا يغادرها المقيمون فيها إلا بإذن من (السلطات)، و لا يسافرون إلى مدن الولاية والشمال إلا بتصريحات ممهورة من (جهات مُعَيَّنة ومَعْنِية ومختصة)، رغم كونهم مواطنين عاديين من الشعب السوداني .. ثُمَّ بعد سوحه في دهاليز (الشرطة الشعبية) .. (وزارة الداخلية) .. (وزارة الشئون الإنسانية) منسِّقاً عاما للأولى ووزير دولة بالثانية و الثالثة، و عضواً نافذاً بلجان الشراكة المركزية (المشتركة) لتنفيذات نيفاشا، عاد والياً على جنوب كردفان مع رفيقه عبدالعزيز آدم الحلو في الوثبة الثالثة من مراحل حكومة الشراكة في السلطة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في الولاية (خميس جلاب / عيسى بشري) .. (عمر سليمان / دانيال كودي) .. (أحمد هارون / عبدالعزيز الحلو) .. وأعلن فور مجيئه إنه (مع رفيقه الحلو) لم يأتي حاكماً وإنما مبعوثاً (للحقيقة والإنصاف هو لم يقٌل مبعوثاً سامياً، أو مبعوثاً إلاهِيِّاً)، ل(مهمة) لخصها في أربعة محاور أفرد لها أربع لجان مشتركة يتراَّس كل شريك إثنتين منها، وكنتُ (كاتب السطور) رئيساً لإحدى اللجنتين الواقعتين تحت إدارة الحركة الشعبية، وأعلنتُ منذ اللحظات الأولى لتلك (المهمة)، كتابةً، عدم موضوعيتها وعدم منطقيتها لكونها تقوم على إفتراضات وأماني خيالية لا يسندها الواقع والوقائع على الأرض، و إنها محض دغدغات عاطفية وشئون الدولة لا تُدار بالأماني والدغدغات و إنما بالبرامج التي تخاطب الواقع وتربط التطلعات والآمال بالمعطيات الموجودة .. وأطلق الرجل على هذه (الحِزمة، المنظومة، المصفوفة، المهمة) مُصطلح (الشراكة الذكية) بينه وغريمه عبدالعزيز الحلو، المؤتمر الوطني والحركة الشعبية مُتوَهِّماً إنه ينصب (شركاً ذكياً) لإبتلاع الشريك، و منع بموجب ذلك (بالتوافق مع أخيه ورفيقه الحلو طبعاً) إستعمال الشعارات والشارات (العلامات) والهتافات الحزبية (الله أكبر للمؤتمر الوطني، و أوييى Owee للحركة الشعبية) في المحافل العامَّة والمهرجانات بدعوى الشروع في إزالة التشنجات والعصبية السياسية بين التنظيمَين وإتاحة مساحة إنسجام بين الشريكين المتشاكسين...إلخ، وإنداحت في الساحة عبارات (أنا وأخوي عبدالعزيز دا) .. (لن أسمح لأحد أن يدخل بيني وبين الرفيق عبدالعزيز)، وتوعَّد حتى رموز تنظيمه من (الدخول بين البصلة وقشرتها)، و سَفه وإستخفَّ بكل التحذيرات القائلة بأن (تغطية الواقع بالشعارات) ما هي إلا محاولة (تغطية نار بالعويش)، و إن الطبطبة والملاطفة والمداعبة هذه ليس أسلوباً لإدارة دولة، و إن عبارات التخدير والمجاملا ت لا تزيل (جذور صراع)، و لا تُأسِّس لثقة ولا تديم سلاماً، و إن الجدية والحسم وتفعيل القانون وسيادته على (الجميع) هو وحده الكفيل بوضع الأمور على نصابها طالما (الجميع) متوافقون على إتفاقية منصوصة (بروتوكول جبال النوبا، نيفاشا) يُفترَض أن (ينضبط) بها كل الأطراف .. إذ ببساطة مَنْعْ وإلغاء الشعارات والشارات (العلامات) لا يعني بأي حال إلغاء عقول الناس وقلوبهم تلك التي تنبع منها الشعارات، كما إن تلك ليست مُجرَد علامات و(علَّاقات) وهتافات و إنما دلالات رمزية تعبِّر عن أيدولجيات ومفاهيم و قيم يعتقدها هؤلاء وتقيم في عقولهم وأفئدتهم .. و إن الشراكة السياسية تعني التوافق على الحد الأٌقصى (ليس الأدني كما يُقال) الممكن من الأهداف والمقاصد المشتركة للعمل على تنفيذها معاً، و لا تعني تذويب و(توحيد) أفكار الناس وإختلافاتهم الأيدولوجية الفطرية التي فطرهم الله عليها وهو الذي (أي الله الخالق البارئ المُصوِّر) لو شاء (ذوَّبها) من تلقائه وجعلها فكراً واحداً (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) هود (118) .. (... لكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) المائدة (48) .. ثُمَّ ، و عقب الإنتخابات في مارس 2011 ، و حين شعر أحمد هارون بأن أوضاعه في الولاية بدأت تهتز و إن الأرض تميد و تمور تحت أقدامه، و إن كرسيه (الفائز) ليس (مُعتدِلاً) بما يكفي للجلوس عليه بإرتياح أعلن في تصريحات (غريبة وشاذة) بأنه رغم إنه وحزبه فائزان في الإنتخابات، و رغم خسارة الحركة الشعبية لمنصب الوالي فإنه سيواصل معها شراكة السُّلطة حفاظاً على الأمن والإستقرار بالولاية!! .. و إنه سيحتفظ لها بمنصب نائب الوالي وبعض الحقائب الوزارية والمحليات!! .. ومصدر (الغرابة والشذوذ) في تصريحه إنه ينسف مبدأ ومفهوم الإنتخابات كآلية ومنبر إحتكام لإستلام وتداول السلطة، ومن أجل ذلك أجهد الجميع أنفسهم فيها وحرقو أعصابهم بها، فإذا رجع هارون بعدها وتقاسم السلطة والكراسي مع شريكه السابق بذات الطريقة الثنائية الحُصَرية التي يُفتَرض إن الإنتخابات جاءت لتنهيها بإنتهاء المدى الزمني للشراكة الثُنائية الحُصَرية التي فرضتها ظروف الإتفاقية، إذاً ما جدوى الإنتخابات!! .. لكن رفيقه وشريكه (وغريمه في ذات الآن) عبد العزيز الحلو لم يعط أحداً الفرصة ل(ممارسة) التعجُّب والإستفهام والإستغراب من هذه البادرة والمبادرة فأعلن في مؤتمر صحفي عاصف زهده عن (منحة) و(عطية) هارون وعن إنصرافه الكامل عن المشاركة في حكومة الولاية بأي مستوى من المستويات (تنفيذي، تشريعي) و إنه سيتَّجه نحو كراسي المعارضة المدنية.. .. و لما قامت (القيامة) كما كان (يهدد) بها حزب هارون أو (الهجمة) كما كان (يتوعد) بها حزب الحلو أو (الكتمة) كما (يوثق) بها أحمد هارون في كل إفاداته الإعلامية والمنابر العامة و(كتاباته الصحفية)!!! .. (و نقطة الكتمة هذه تأريخ قائم بذاته بالمنطقة لما حوته من فظائع لا تخطر ببال .. ولن نصل لغوغائية أن نردد ما قيل، أقول (ماقيل) إن توجيهات عليا بالولاية صدرت بنهب منازل وممتلكات أعضاء الحركة الشعبية هكذا بذلك الشكل المُعمَّم المُخِل وليس بتخصيص الذين حملو السلاح ، رغم ما على تلك الإجراءات ذاتها من غبار ودخان حتَّى إذا إستهدفت ممتلكات وأملاك وأموال الذين حملوا السلاح، إذ لا اظن أن قانوناً، في الدنيا، حتى أيام حكم قراقوش وأحكام نيرون، أباح محاكمة خارج على الدولة بأي كيفية بالمبادرة في مصادرة مقتنياته وهدم عقاراته ...إلخ، في شكل محاكمة فورية إستباقية حتى قبل التحقق من صحة الفعل والفاعل، المهم، أقول أن المرء لا يصل ترديد ما (قيل) بصدور تعليمات عليا بذلك، فلا دليل مادي، ولكن الذي نقوله و نُصِرّ على قوله كل حين و آن هو إن الإجراءات تلك (أعني التدمير والنهب والسرقات) شملت (النوبا) برؤية إثنية شاملة (بدون تحفظ)، و قد سردت التفاصيل والأدلة والأمثلة والقرائن على ذلك الإستهداف الإثني الشامل في ثلاث حلقات بجريدة (التيَّار) سبتمبر 2011 بعد ثلاثة أشهر فقط من بدء الأزمة .. وبعد أيام من الهروب الجماعي العشوائي والرعب والإرتباك تفاجأ الجميع بأن الوالي أصدر توجيهاً بفصل كل (الغائبين عن العمل) هكذا قال القرار، الغائبين، و ليس الهاربين أو الفارين، كأنما هؤلاء غائبون في حضور حفل عُرٍس أو نزهة خلوية رغم إن الوالي هارون كان أوَّل من يعلم بأن هؤلاء هاربون لحفظ أرواحهم وأبدانهم من الملاحقات العشوائية والإستهداف الجزافي، و إنهم باحثون عن أمان فشلت حكومة هارون في توفيره لهم، أي إنه وضعهم أمام خيارين (إما الأرزاق أو الأعناق) و قديماً قالوا (قطع الأعناق و لا قطع الأرزاق)، وبذلك فإن الوالي يومها لم يعط الفارين والناجين خيارين وإنما خيار واحد فقط ولكن بدرجتين متفاوتتين من المرارة والمضاضة على طريقة أبى فراس الحمداني : قال أُصيحابي الفرارَ أو الرَّدى فقلتُ هما أمرانِ أحلاهُما مُرُّ و ليتهما كانا خياران حقيقيان و لو بغياب أي قابليًّة حل وسط آخر مثلما نزَّار قبَّاني : أختاري .. إني خيَّرتُكِ فأختاري عارٌ أن لا تِختاري إني خيَّرتُكِ فأختاري ما بين الموت على صدري أو بين دفاتر أشعاري أختاري .. فليس هنالِكَ منطقةٌ وُسطَى ما بين الجنةِ والنارِ (إذا صح ما بذاكرتي الَخُرِبة من هذه الأبيات) .. و بالفعل فإن بعض الذين أحسنوا الظَّن وصدقوا كلام الوالي، أو لنقل تهديده بالأحرَى، من الفارين والهاربين خوفاً و ليس تمرُّداً، عادوا فتعرَّضوا للإعتقالات والتحقيقات المُطوَّلة والتعذيب، فقط لأنهم كانوا غائبين هذه الفترة و لم تشفع لهم إن نداءات الوالي الذي يُفتَرض إنه المسؤول الأول بالولاية هي التي أعادتهم .. وبعدها، و في إجراءات إستفزازية غريبة مضى الوالي في إقامة ليالي مسرحية وموسيقية ومباريات كرة (مدفوعة القيمة من خزانة الدولة)، ك(تمويه) إعلامي بأن الحرب محدودة وليست مؤثرة و إن الناس يمارسون حياتهم وأنشطتهم البشرية العادية و هاهم يلعبون الكرة ويشهدون المباريات ويغنون ويرقصون و(يتعاطون) الموسيقى، بينما أولئك الذين نُهِبت منازلهم و أثاثاتهم وأمتعتهم في الإستهدافات العشوائية ظلوا يعانون الأمرَّين بعد عودتهم بتهديدات الفصل، يتقاسمون السُّكنَى مع الأُسَر الكبيرة والمعارف ويتشاركون الأثاثات والأواني!!، في تصرُّف أشبه ب(الحَندكة) بلغة الأطفال، برسالة من الوالي أحمد هارون لهؤلاء بأن (ها أنتم ترون، نحن نملك الأموال، ونصرفها في اللهو والترفيه والترويح، لكن لن نساعدكم و لن ندفع لكم تعويضات) إمعاناً في إذلال الناس والإستهتار بهم و إستفزاز مشاعرهم ونفسياتهم .. لكن رغم ذلك كله مضى بعض (الهتيفة) والمشعوذين و(الدجاجلة) ينادون و(يصدحون) ببقاء أحمد هارون في الولاية و أن أحمد هارون كان رجل تنمية و سلام .. و الدليل إنه تنمية وسلام، فيهما (ذاقوا) طعم كراسي دستورية لم يكن ليحلموا بها لولا أحمد هارون و حرصه على الإستقواء بالأتباع والرعاع والرعاء والغوغاء وال(yesers)، عفواً أعني ال (yes men، إنها تنمية كراسي وسلام والسلام .. وللكلام ..... بقية . نواصل و نتواصل