ليلة كنا جالسين في سمر بين الزهور أنا وإنت والنيل والقمر" (1) نحدق في البعيد ننتظر التي ندري إنها حتما حمراء مثل دمنا ستأتي؟ ..... أذكر الآن ليلتها إلتقينا قمران يسبحان في مفازة التعب كم وددت ليلتها أن أهبك قبضة من ضؤ القمر أو خصلة من ماء النهر أوشهقة من بعض روحي أو رعشة من بدن هده التجوال في بلاد البلاهة والإنبهار و حين عاد، عاد أبكما، وأخرصا ولما يزل مضمخا بعطرك البهار (2) ..... أذكر الآن ... بدا كرنفال الحياة ليلتها كحقل من الشموع المزهرة تسلق القمر جدار الأبد إندلق الضؤ أبيضا عطر المكان الندى وأنا وأنت فراشتان نعسانتان إحتلتا المدى كأن الذي بينهما ليلة لا تنتهي من الهتاف والعطش وقسوة المطاردة ..... ربيعا وحيدا كنت في ليل الوحشة البستان وحيدا كنت أنت، إلا من بعض أنا وأنت وردتان حمراوان تتوسطان حديقة المساء حين كانت السماء مثل أقحوانة جميلة تسترق السمع لما نتكور أنت وأنا على قارعة الطريق جذلين غير آبهين بمن أتى ومن ذهب فقد كنا أنت وأنا أيها البهي حبيسان للتعب الشجي يجلد أجسادنا بسوط من اللهب العبقري ..... أو تذكر حين إفترش النهر جسد الأرض وكان التوحد العفوي الطازج كما طين الجرف يفجر الماء والحياة؟ ..... الآن تستفيق رعشة الصباح أراك أنت الذي نام في خاطري أغنية ندية كتبتها بدمي وصحت عندما إدلهم ليل البرية وأتت جوقة اللصوص "أيا هذا الذي ينام في بدني إنهض.. أتى الذي تخشى وأخشى" وماتت في حشا صوتي قسوة الصراخ ولم تستجب ..... أو تذكر حين قلت: أأنت أنا أم أنا أنت؟ وكدت أن تمت قبل أن تولد شهقة الحياة قبل أن نلتقي صهوتان في شرايين الغضب يا أيها الذي أحببت حتى أنكرك مني العصب يا أيها الذي مني أتى إلي يذهب ولم تمت يا أغنية الصباح ..... بالأمس ما بين هجعة الظهيرة والمغيب أتاني وجهك الحبيب وجهك المدينة تحتشد بالسكون والضجيج والكهارب الملونة حمراء وصفراء تزين الأزقة والشوارع الجرداء وجهك الفسيح الحديقة الربانية المنمقة بأزاهير الطلاقة والإنبهام تلفها همهمات روحك المتصوفة وجهك الذي يسع الذين يولدون حين إرزام طبله والمتسكعون في أرضه الفسيحة البيضاء تلسعهم شمسه اللاهبة العاشقون لحسنه الفريد ومن يأبون أن يخد شهم حياء عشقهم فيجفلون منه..اليه..منه غير آبهين بضراوة المغادرة والإياب لأرضك المعطاء والحمراء من غير سؤ سوى تلعثم الكلام في تبيان حقيقة أنك أنت هم وهمو أنت يالحنا سكن خاطرهم ويأبى الغياب ..... نهر أنت؟ بحر أنت؟ أم أنت بين بين؟ ..... مطر أنت؟ محل أنت؟ أم أنت بين بين؟ ..... هلال أنت؟ صليب أنت؟ أم أنت بين بين؟ ..... صحراء أنت؟ غابة أنت؟ أم أنت بين بين؟ ..... أخضر أحمر أبيض يا محجوب بالله عليك خبرني ما أنت! تعبت وتعبت روحي وكاد يموت العشق الهادر ما أنت؟ ..... في ضريحك القلب تجمهرت الألوان تماوج في رقصته الموت وإنسل من بين ألوانه لون وهب لونه للوحةتشكلت بين كفيك المطرزتين بلون الطهر إرتجاك أن تكف عنه زحمة الألوان لأنه برغم تناغمه اللوني يأبى إلا أن يكون قرمزيا أحمرا ..... أحبك يامحجوب لكن بالله عليك خبرني ما أنت؟ يا قمرا يأبى أن يسطع إلا في شهقة الروح؟ 1- مأمون الباقر موسى الخرطوم - مايو 2014 إتكاءات: 1- محمد بشير عتيق 2- محمد المكي إبراهيم [email protected]