الأمر لا يتعلق بالإسلاميين أو الشيوعيين أو غيرهم    الخارجية: رئيس الوزراء يعود للبلاد بعد تجاوز وعكة صحية خلال زيارته للسعودية    الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يستقبل رئيس وزراء السودان في الرياض    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تنفجر غضباً من تحسس النساء لرأسها أثناء إحيائها حفل غنائي: (دي باروكة دا ما شعري)    طلب للحزب الشيوعي على طاولة رئيس اللجنة الأمنية بأمدرمان    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    البرهان: لن نضع السلاح حتى نفك حصار الفاشر وزالنجي وبابنوسة    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    نادي دبيرة جنوب يعزز صفوفه إستعداداً لدوري حلفا    يوفنتوس يجبر دورتموند على التعادل    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    د.ابراهيم الصديق على يكتب: معارك كردفان..    رئيس اتحاد بربر يشيد بلجنة التسجيلات ويتفقد الاستاد    عثمان ميرغني يكتب: المفردات «الملتبسة» في السودان    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وثائق امريكية عن ثورة اكتوبر (1) .. واشنطن: محمد علي صالح
نشر في سودانيل يوم 22 - 08 - 2014

"نظام عسكري يركز على التنمية، لكن بدون قاعدة سياسية"
"فجأة، يمكن ان يسقط عبود"
"لنؤيد عبود، ولنتوقع اضطرابات عمالية، او عصيانا مدنيا"
---------------------
واشنطن: محمد علي صالح
هذا هو الجزء الاخير من هذه الوثائق الامريكية عن التطورات السياسية في السودان، وهي كالأتي:
الديمقراطية الاولى (25 حلقة): رئيس الوزراء اسماعيل الازهري (1954-1956).
الديمقراطية الاولى (22 حلقة): رئيس الوزراء عبد الله خليل (1956-1958).
النظام العسكرى الاول (19 حلقة): الفريق ابراهيم عبود (1958-1964).
النظام العسكري الثاني (38 حلقة): المشير جعفر نميري (1969-1975، اخر سنة كشفت وثائقها).
هذه وثائق الديمقراطية الثانية، بداية بثورة اكتوبر (1964-1969). وستكون 20 حلقة تقريبا.
في هذه الحلقة الاولى وثائق عن آخر شهور الفريق عبود.
-------------------------
المصريون:
3-3-1964
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
الموضوع: تقرير عن السودان
(مقتطفات):
" ... منذ العصر المسيحي، انتمى السودانيون الى ممالك صغيرة. حتى هزمهم المصريون، ووحدوهم، سنة 1821. لكن، بسبب استغلال المصريين وفسادهم، هب السودانيون بقيادة رجل سمى اسمه المهدي. وبعد سقوط الخرطوم سنة 1885، حكمت المهدية السودان لاثنتي عشرة سنة. وفي سنة 1899، استرجعت بريطانيا ومصر السودان. وحكما السودانيين حكما ثنائيا، حتى نالوا استقلالهم سنة 1956. وتمتعوا بنظام ديمقراطي لسنتين. ثم وقع الانقلاب العسكري الذي جاء بالنظام العسكري الحالى. حل قائد الانقلاب، الفريق ابراهيم عبود، البرلمان، وعطل الدستور، والغى الاحزاب السياسية ...
الأن، يحكم السودان المجلس الاعلى للقوات المسلحة. وهو الذي فوض الفريق عبود ليدير البلاد تشريعيا، وتنفيذيا، وقضائيا. بالاضافة الى قيادة القوات المسلحة. الأن، عبود هو راس الدولة، والقائد الاعلى، وايضا، رئيس الوزراء، ووزير الدفاع، وقائد القوات المسلحة ...
يتكون المجلس العسكري الاعلى من سبعة عسكريين. ويتكون مجلس الوزراء من ثمانية عسكريين وسبعة مدنيين.
مؤخرا، تاسس نظام انتخابي يبدا من القاعدة. ثم تنتخب المجالس ممثلين لمجلس ولايي لكل من الولايات التسع. وتنتخب الولايات 54 ممثلا الى المجلس المركزي. بالاضافة الى هؤلاء، يعين الفريق عبود 18 عضوا، ليصير عدد اعضاء المجلس المركزي 72 عضوا.
وحسب ملامح خطة مستقبلية، يتوقع ان يجيز المجلس دستورا، يمهد لانتخابات عامة ..."
-------------------------
"مستقبل عبود ليس مؤكدا":
4-5-1964
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
الموضوع:
(مقتطفات)
" ... يبدو ان الهدف الرئيسي لنظام عبود هو تطوير امكانيات السودان الاقتصادية. هذا نظام يبدو معتدلا، ومصلحا، وحسن النية. وخلال السنتين الماضيتين، يبدو انه حقق بعض النجاح. لكن، يواجه النظام مشكلتين:
اولا: قلة الخبرة.
ثانيا: ضعف التاييد السياسي.
ورغم ان عبود يواجه معارضة مدنية لا يستهان بها، تظل المعارضة متشتتة، ومحبطة. ولا يبدو انها تشكل خطرا على النظام.
لكن، يمكن ان يتغير الوضع فجاة. مثلا: بسبب اضطرابات عمالية تتفاقم. او عصيان مدني مؤثر. او تمرد جاد داخل القوات المسلحة.
لهذا، نقدر على ان نقول ان مستقبل النظام، في المستقبل البعيد، ليس مؤكدا.
حاليا، في مجال السياسة الخارجية، يريد الفريق عبود تحقيق الاتي:
اولا: التخلص من "المشاكل الاجنبية" ليركز على التنمية الاقتصادية.
ثانيا: الحصول على منح وقروض اجنبية لهذه التنمية ...
رغم ان عبود يتبع سياسة "الحياد الايجابي"، ويحافظ على علاقات دبلوماسية مع روسيا، والصين، وبقية المعسكر الشيوعي، نعتبر عبود يعادي للشيوعية، ويؤيد، بصورة عامة، الغرب. وتظل تجارة السودان الخارجية وقروضه ومنحه تميل نحو الغرب ...
ليست للسودان مشاكل مع اي دولة. غير المشاكل التاريخية والتقليدية مع مصر. وغير انتقادات من دول بسبب سياسته نحو الكونغو ...
(تعليق: بتوافق مع اميركا، رفضت حكومة عبود السماح لمرور اسلحة الى الثوار الموالين للزعيم الكونغولى باتريس لوممبا، الذي اغتيل سنة 1961، خلال حرب اهلية ضد اليمينيين بقيادة رئيس الوزراء تشومبي. كانت اغلبية هذه الاسلحة من روسيا، او مصر. وكانت الامم المتحدة منعت ارسال اي اسلحة الى اي طرف في الكونغو الا تحت اشرافها) ...
تتاثر سياسة عبود بعضوية السودان لجامعة الدول العربية.
ويتعرض عبود لضغوط مستمرة من كل من مصر وروسيا لينتهج "سياسة محايدة حقيقية." وخاصة ليسمح بمرور اسلحة الى ثوار الكونغو.
وياتي اكثر الضغط من المصريين. ورغم ان العلاقات بين البلدين ودية في الوقت الحاضر، يملك المصريون قدرات كبيرة ليسببوا مشاكل للسودانيين. لكن، يبدو ان القلق المصري مشروعا، وذلك بسبب اعتماد مصرعلى مياه النيل. لهذا، يحرص المصريون على وجود حكومة صديقة في السودان...
اما بالنسبة للروس، ليس خطرهم كبيرا ومباشرا، لكنهم يغدقون مساعدات وقروض على عبود. وتفعل ذلك، بدرجات اقل، دول شرق اوربا الشيوعية.
وفي الحالتين، وغيرهما، تعتمد قدرة عبود على مواجهة الضغوط الخارجية على قدرته على السودانيين بانه قادر على تطويرهم اقتصاديا، وسياسيا ... "
--------------------------
امريكا وعبود:
"... نحن نؤيد جهود عبود لتطوير بلده. ونقدم له مساعدات عسكرية، وتدريبات لضباطه العسكريين. وذلك لسببين:
اولا: نريد ضمان تحليق طائراتنا العسكرية فوق السودان.
ثانيا: نتوقع امكانيات مستقبلية كبيرة ...
لكن، تاييدنا لعبود يستمر في حذر. وذلك لسببين:
اولا: محدودية امكانياتها له.
ثانيا: عدم استقرار النظام الى حد ما ...
الان، بسبب غياب بديل نفضله على عبود، يجب ان نواصل تاييده، مع وضع اعتبار لاحتمال تطورات تنهي حكمه.
وبالنسبة للضغوط المصرية على عبود، علينا وضع اعتبار لقلق المصريين على ماء النيل. وعلينا العمل لتكون علاقات المصريين والسودانيين ودية. لكن، علينا مساعدة السودانيين لمواجهة سيطرة المصريين ...
لهذا، في نفس الوقت الذي يجب فيه الا نتوقع سقوطا سريعا لعبود، يجب الا نؤيد عبود الى الدرجة التي تبعدنا عن المدنيين.
ويجب ان نواصل تاييد عبود في رفضه الحاسم لادخال وطنه في تجمعات، مثل الدول اليسارية العربية، ومثل جهود الكتلة الشيوعية في افريقيا. خاصة، يجب ان نؤيده في رفض مرور اسلحة الى الثوريين واليساريين في الكونغو...
بالنسبة لمساعداتنا لعبود، يستحسن ان تكون بتنسيق مع منظمات دولية ودول اروبية. خاصة، لمساعدته في محصول السودان الرئيسي، القطن. وذلك بسبب قرار الكونغرس بعدم مساعدة اي دولة في زراعة وتجارة القطن.
(تعليق: بسبب ضغط لوبي مزارعي القطن في الولايات الجنوبية) ...
-----------------------
السودانيون والاجانب:
23-5-1964
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
الموضوع: استثمارات الاجانب في السودان
" ... مع تشجيعنا، واستعدادنا لتقديم مساعدات، لخطة الفريق عبود لتنفيذ برنامج تنمية شامل (مثل المناقل، وخزان الرصيرص، وخشم القربة، ومصانع السكر، والالبان، والكرتون، والفواكه)، والتي جاءت بمساعدات حكومية، او دولية، نلاحظ ترددا وسط السودانيين في الترحيب الكافي بالاستثمارت الاجنبية الخاصة ...
لكن، يبدو ان التراث الاقتصادي في السودان يميل نحو الاسهامات، والاستثمارات والجهود الخاصة. وبالتالي، عدم تاييد فلسفت وقرارات مثل التأميم، والسودنة. غير انه، في الجانب الآخر، عندما يطلق المسئولون هذه الفلسفات والشعارات باسم الوطنية، والحرية، يجد السودانيون انفسهم مؤيدين لمثل هذه القرارات ...
اضف الى هذا احساس عام، وربما السودانيون ليسوا الوحيدين في ذلك، بعدم الحماس للاجانب. الذين ياتون بحثا عن ظروف اقتصادية احسن، او الذين ياتون للاستثمارات. ينظر السودانيون الى الاوائل كعالة، وينظرون الى الثواني كاستغلالين ومسيطرين ...
ليست الوطنية السودانية قوية مثل الوطنية في كثير من الدول الغربية. ويميل السودانيون نحو الانتماءات العائلية والقبلية والاقليمية. ويميلون نحو التفسيرات الاسلامية، والتقاليد الاجتماعية المحافظة، ووقاية المراة، عند دراسة او تطبيق قرارات اقتصادية اكثر من اعتمادهم على دراسات علمية، ونظريات حديثة ...
حتى بالنسبة للسودانيون الذين تعلموا على الطريقة الغربية، ودرسوا في جامعات الغرب، يجب الا ننسى ان جذورهم تظل تقليدية وقبلية واقليمية.
لهذا، توجد احاسيس متعددة، وربما متناقضة، نحو الاجانب، وخاصة الاستثمارات الاجنبية ... ولا يمكن القول ان السودانيين يرفضون هذه الاستثمارات، لكننا يمكن القول ان السودانيين يقبلون، في غير حرج، واقعهم الضعيف والفقير. لا توجد بصورة تدعو للاشمئزاز تناقضات احياء الفقراء واحياء الاغنياء، كما توجد في دول اخرى في العالم الثالث.
لهذا، نلاحظ ان صراع الطبقات في السودان لا يماثل ما تدعو اليه النظرية الماركسية. ولهذا، نلاحظ ان الحزب الشيوعي السوداني لا يركز على صراع الطبقات، ويفضل التركيز على السيطرة على الحركة العمالية، وعداء الامبرالية الدولية، ومعارضة "العصبة العسكرية" الحاكمة بقيادة الفريق عبود ...
لا يمكن القول ان "السودانيين راضين عن حالهم". يريد السودانيون، مثل غيرهم، مزيدا من التطور والتحديث. لكنهم يعرفون ان التطور والتحديث يحتاجان الى وقت طويل ..."
-------------------
عبود والحلفاويون:
16-1-1964
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
(تعليق: في سنة 1964، نفس سنة ثورة اكتوبر، اكتمل تهجير سكان حلفا الى خشم القربة، حيث بنيت حلفا الجديدة، وخزان خشم القربة. في نفس السنة، اكتملت المرحلة الاولى من بناء السد العالي، والذي بدا العمل سنة 1970).
(توجد وثائق هذا الموضوع في الجزء الخاص بالحكم العسكري الثاني: حكم الفريق عبود).
(هذه مقتطفات من تقرير من حلفا القديمة كتبه دبلوماسي من السفارة الاميركية زار المنطقة مع قرب نهاية التهجير):
" ... عندما وصلت الى هنا، كانت هناك اشاعات قوية بان حكومة الخرطوم امرت الشرطة المحلية باستخدام القوة ضد المتظاهرين، مثلما حدث في مظاهرات الخرطوم. وان فرقة عسكرية من الخرطوم ارسلت الى هنا، لمساعدة الشرطة المحلية ... لكن، بعد جولة في حلفا، وفي فرس غرب، ابعد قرى السودان شمالا، وحيث شاهدت المنازل خاوية بعد ان رحل اصحابها، لم اجد دليلا على مظاهرات عنيفة، او قوات مسلحة من الخرطوم.
وقال لي موظفون في ادارة الاثار، وفي مدارس، وفي مستشفيات، وفي الفندق الذي نزلت فيه، ان الحلفاويين لم يريدوا ترك ارض ابائهم واجدادهم. لكنهم، امام الامر الواقع، اضطروا لا يفعلوا ذلك.
وسمعت ان حلفاويين كانت الحكومة ارسلتهم الى خشم القربة للاطلاع على الوضع هناك عادوا بانطباعات ايجابية. قالوا ان المنازل اكبر، والتسهيلات اكثر، والاراضي الزراعية اوسع.
طبعا، اذا كان هذا صحيحا، سيقلل من غضب الحلفاويين على الانتقال الى خشم القربة.
والغضب مفهوم. هؤلاء الناس ربما اقدم من ظل يسكن في بقعة واحدة في كل العالم. لالاف السنوات. ومن قبل التاريخ المدون.
وخلال مقابلاتي معهم، لاحظت انهم يرفضون وصفهم بانهم "مهاجرون". قالوا انهم سودانيون اكثر من اي سوداني آخر. كانوا هنا منذ البداية، ثم جاء العرب وغير العرب. لهذا، لا يريدون ان يعيشوا في مكان ليست فيه مراكب تطفوا على النيل. وليسوا فيه ظل النخيل ...
لابد ان يتاثروا، واولادهم، واحفادهم بهذا الانتقال الكبير. ونجحت التجربة او لم تنجح، سيظلوا مقتنعين بان ترحيلهم لم يكن ضروريا. وان الخمسة عشرة مليون جنيها سودانيا التي دفعها لهم المصريون لم تكن عادلة. وان الفريق عبود كان يقدر على طلب المزيد. وكان عنده الكرت الرابح.
واعترف بعضهم لى انهم كانوا يعرفون انه، آجلا او عاجلا، لابد ان يريد المصريون السيطرة على النيل، وزيادة الفائدة منه. لكنهم لاموا المصريين لانهم استعجلوا ذلك. ولم يدرسوا الموضوع دراسة كافية. خاصة بالنسبة للناس والاثار . ولم يضعوا اعتبارات لتحولات المستقبل الجغرافية في منطقة فيها انهار قديمة تحت سطح الارض منذ قبل التاريخ المكتوب ...
وقال بعضهم انهم احسن حالا من اخوانهم النوبة المصريين الذي سيرحلون الى الشمال. وقال واحد: "من يريد ان يعيش على طرف النيل بعد ان اصبح يهدد الناس بالغرق (احتمال انهيار او شق في السد يرسل الماء فيضانا جارفا)؟ من يريد ان يثق في الاسرائيليين بانهم لن يدمروا السد بقنبلة واحدة فقط؟"
-------------------
اضافة: "بعد عودتي من حلفا بفترة، قابلت سفير بلجيكا في الخرطوم. وقال انه، مؤخرا، زار حلفا مثل زيارتي. وايضا، زار خشم القربة. وقال، في جانب، توجد جهود الحكومتين، السودانية والمصرية، وتخطيطاتهما، ومشروعاتهما، وهي كلها تدعو للتقدير. لكن، في الجانب الاخر، اهملت الحكومتان الجانب الانساني. قال لي: "تهدد عوامل نفسية هذا العمل الكبير ... "
------------------------
اخر مجلس اعلى للقوات المسلحة:
-- الفريق ابراهيم عبود: رئيس المجلس، ورئيس الوزراء، ووزير الدفاع، وقائد القوات المسلحة.
-- اللواء محمد طلعت فريد: عضوا.
-- اللواء احمد رضا فريد: عضوا.
-- اللواء حسن بشير نصر: عضوا.
-- اللواء احمد مجذوب البحاري: عضوا.
-- اللواء محمد احمد عروة: عضوا.
-- اللواء المقبول الامين الحاج: الامين العام، وعضوا.
------------------------
اخر مجلس للوزراء:
-- الفريق ابراهيم عبود: رئيس الوزراء، ووزير الدفاع، وقائد القوات المسلحة.
-- احمد خير: وزير الخارجية، والثروة المعدنية.
-- اللواء محمد طلعت فريد: وزير التربية والتعليم.
-- مامون بحيري: وزير المالية والاقتصاد.
-- د. احمد علي زكي: وزير الصحة.
-- سانتينو دينق: وزير الثروة الحيوانية.
-- مكي المنا: وزير الري.
-- اللواء احمد رضا فريد: وزير الزراعة.
-- سليمان حسين: وزير المواصلات والاتصالات.
-- اللواء المقبول الامين الحاج: وزير التجارة والصناعة والتموين.
-- زيادة عثمان ارباب: وزير الاشغال.
-- اللواء محمد نصر عثمان: وزير الاعلام والعمل.
-- اللواء محمد احمد عروة: وزير الداخلية.
-- اللواء احمد مجذوب البحاري: وزير الحكومات المحلية.
-- اللواء حسن بشير نصر: وزير الدولة ونائب القائد العام.
---------------------------
شخصيات هامة:
-- محمد احمد ابورنات: رئيس القضاء.
-- الهادي المهدي: رئيس طائفة الانصار.
-- على الميرغني: رئيس طائفة الختمية.
-- اللواء عبد الرحيم عوض صغير: رئيس المجلس المركزي.
--------------------------
السفارة الامريكية:
-- وليام روانتري: السفير.
-- توماس ماكاليهنى: المستشار.
-- ادوارد غريمليش: ممثل وكالة المساعدات الدولية.
-- جيمس موسيري: مسئول العلاقات العامة (المكتبة الامريكية).
=================
(الاسبوع القادم: الحلقة الثانية: محاكمات الشيوعيين، ومظاهرات جامعة الخرطوم في يناير، قبل اكتوبر).
[email protected] mailto:[email protected]
[email protected]
////////////////


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.