عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ألهمني لكتابة هذا الجزء من الذكريات الطفولية والتي لها عندي من الحب الكثير أولئك النفر من الشباب(اولاد قدور) وأعنى جيل اغاني وأغاني وهم يتمايلون طربا مع رائعة فنان الجزيرة الجذل المبدع المرحوم الخير عثمان (سحرتتي الجزيرة) والتي اعتبرها وفي تقديري الخاص واحدة من خيرة درر استاذي العملاق مبارك المغربي عليه الرحمة والذي رأى في الجزيرة من السحر مالم نراه نحن ابناءها وكما يقول المثل الشائع ان (زمارالحي مو طريب) اما نحن لم نرى سحر الجزيرة كما راه عاشق النيل ولعاشق النيل عيون ترى النجم قمرا مضيئا وهذا لعمرك هو ديدن الشاعر، وعاشق النيل على فكرة لقب اشتهر به المغربي ذاك الشاعر الراهب المتعبد في عالم الفن والذي كانت لنا معه علاقة عمل فقد كان رئيسنا في المجلس القومي للاداب والفنون اضافة لعلاقة أدب وتلمذة ولشاعر الحب والجمال دين علينا مستحق وسنكتب عنه ما عشناه وعرفنا عن داك الشاعر النحرير.. اما عديدنا فعنها نقول صحيح ان الحكي هنا عن ايام طفولتي الاولى في عديد البشاقرة ومااحلاها ايام الطفولة ولكن قل لي بربك كيف يمكن للمرء ان يغشى النيل العزيز ولا يغترف منه غرفة؟ وعنيت هنا حديثي عن الجزيرة ولزوم ده كله ما نكنه من ود وغرام لهذه البلدة الطيبة المباركة والتي راينا كيف تنكر لها اهل الامر في المركز وهي التي أوصلتهم لما هم فيه من جاه وسلطان.. اما بالنسبة لنا فان لها كثير من الفضل الكبير في نشأة قريتنا والقرى الاخرى، ونهضتها رغم ان قريتنا وجدت قبل انشاء المشروع ولكن يبدو ان لا احد يتجرا وينسى فضل الجزيرة وماقدمته من خير لبقية اهل ومناطق السودان وارى ان هذه يسال منها وثائق ومدونات السودان.. كنّا قد تحدثنا عن ايام المدرسة الاولية وهي بداية تكون جنين المعرفة، وعندي انه كان جنينا ناقصا للاسف حيث ان الفترة التي أمضيتها في مدرسة عديد البشاقرة الاولية في بداية الستينات لم تكن فترة ناضجة ولا ناجحة بكل معنى الكلمة ولو كانت ناجحة لكنت قد تذكرتها لأنني اتذكر السنين التي أعقبتها في بري وبكل تفاصيلها تقريبا فهل ياترى ان ذلك يعود الي صغر سني واكيد ليس هذا بسبب تقصير ممن علمونا فقد اوصاهم ابواتنا علينا بتلل الوصية الشهيرة (ليكم العضم ولينا) ولكن للاسف ترجمت تلك الوصية بالطريقة المعروفة والتي ارهبونا بها والهبوا ظهورنا بسياطهم وكان حظنا هو ضرب غرائب الإبل صحيح ان النية سليمة وتلك كانت احد طرائق التربية والتعليم في أيامنا.. على كل هنالك من المشاهد والاحداث بالتأكيد ما لا يمكن لي ان أنساها من ايام طفولتي ودراستي في بلدتي عديد البشاقرة والتي ستعرفون بعدين اني فارقتها متل فراق الطريفي لجمله(بس الطريفي ده منو) ولكن ليس باختياري.. ومن هذه الأشياء اذكر حضور ذاك الرجل الحبشي وهو الرجل غريب يأتي مع بداية العام الدراسي ويفترش الارض ببضاعته والتي كانت عبارة أدوات عبارة اساتيك وأقلام وبرايات ومساطر واحبار وبرايات وكراسات وكتب.. بس من أين له هذه الكتب المدرسية والتي لم تكن تباع ابدا؟ لا ادري ولم يخطر علي بالنا ابدا هذا السؤال .،، كان ذاك الحبشي يأتي على حمار وهو ذو جته ضخمه وذقن ابيض نصفي، يأتي من أين ويذهب الي أين لاندري.. ويبقى يتردد على القرية لعدة ايام ثم مايلبث ان يختفي بعدها ويعود مع بداية العام الدراسي الجديد كما الطيرالمهاجر وإني لاتذكر رايحة كتبه وأدواته الان وكنت أقف دايما واتفرج عليها وعلى باقي الحاجات التانية وانا مهود ومشدوه ولكن من الذي دل هذا الرجل علينا.. ومن هناك بنات الفلاتة (هكذا اشتهرن) ستات التسالي والطعمية والفول السوداني الاتي كن يأتين الي القرية يوميا ثم يتفرقن على أماكن عدة.. والعديد رغم صغر حجمها داك الوقت البعيد ومحدودية دخل اَهلها الا انها كانت سوق لكثير من الباعة المتجولين والدائمون ممن ياتون من القرى الاخرى والغريبة ان هؤلاء الباعة صاروا جزء من القرية وحكاويها وأهلي ان احبوك فستنطبع صورتك عندهم ولهم ذاكرة شعبية حاضرة وعجيبة ويستطيعون ان يخلقوا لك شخصية.. فمثلا من هؤلاء، السر(أطرش الجداد) وهو رجل مربوع القامة قليل السمع وهو متخصص في الدجاج وبيضه وكان ينافسه رجل اخر قصير القامة وبه عرجة خفيفة وظهر اقرب للتقوس وكان هو الاخر يشتري الدجاج واعتقد انه من قرية قريبة من العديد(ازرق) ومن امغد، وهي قرية تقع على النيل الازرق كان يأتي القريش وهو شخصية تبدو اقرب لشخصيات الفاضل سعيد النمطية وكان يأتي معه شخص اخر يسمى حمدنا الله له رجل مقطوعة سماه الناس بحمدنا الله ابكراع بالله شوف ليك حقارة ناس.. اما صاحبانا فقد كانا يجلبان خيرات جروف ام مغد وهي عبارة خضروات طازجة.. ومن ثم اصبحا جزء من القرية..الجزيرة طبعا ارض جرداء صيفا لكنها تنكسي خضرة في فصل الخريف تقل فيها المياه في الصيف ولهذا السبب تأتيها الخضروات والفواكه من القرى التي ترقد على النيل الازرق.. العام الدراسي كان يبدأ مع نهاية فصل الخريف وفي اول يوم نرجع فيه بعد العطلة الصيفية يطلب منها نظافة الحشائش وجمعها في مكان معين لحرقها والعجيب اننا كنّا نسعد لذلك .. ثم توزع علينا الكراسات والكتب وكنا نجلس على كنب وعلى كل كنبة فتحة اوخرم توضع فيه محبرة مصنوعة من الصيني وتصرف لنا ريش واعتقد ان تلك الريشة لو جودنا طرق استعمالها لكنا من هواة الرسم او على أقله الخط العربي..كما كان علينا نظافة فصولنا الدراسية ولكل مجموعة يوم محدد من ايام الأسبوع وعليك الحضور مبكرا ومقشاشتك معاك وإلا فأنت في مشكلة مع أبوالفصل كما كنا نسميه او المشرف اما فكرة تنظيف الفصول فكرة فهي عظيمة بمعنى انها تعلم الأطفال معنى النظام والنظام والاعتماد على النفس والاهتمام بالنظافة. عثمان يوسف خليل المملكة المتحدة عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.