جئنا الى دبي هذه المرة ، بشعور مختلف عن المرات السابقة حيث كنا نأتي في الغالب للتسوق والسياحة .. أتينا هذه المرة لنشارك بنتنا العزيزة سحر ، فرحة تخرجها من جامعة ما نيبال العالمية فرع دبي ، وحصولها على درجة البكالوريوس في تخصص التصميم الداخلي ، لتختتم بذلك مسيرة تعليمية زاهية ، بدأت بمدارس دار الحنان بحي الوادي الكبير بمسقط ومن ثم المدرسة السريلانكية بذات الحي وأخيرا جامعة مانيبال بدبي وجدنا دبي كما عهدناها دائما ، ترتدي ثوب العرس الخليجي ، وتفتح زراعيها لتستقبل زوارها والقادمين اليها من أرجاء الكون الأربعة . لقد أصبحت هذه المدينة محط أنظار العالم ، ولو قالوا لك أن سحنات جميع البشر حول العالم قد اجتمعت في دبي لما أخطأوا . خير وعمار وعمران وتسامح وسماحه حيثما القيت النظر . وفي ليلة التخرج جلسنا " قيافة " في القاعة الفخيمة التي اختارتها جامعة ما نيبال لإقامة هذا العرس السنوي بفندق أتلانتس بدبي ، ناهد وايهاب وزياد والعبد لله وسحر في وسطنا بابتسامة عريضة لا تخطئها العين ، وهي تجني ثمار أعوام طويلة من الدراسة وتقول الكلمة المباركة "من يزرع بالدموع يحصد بالابتهاج ". مئات من الأسر اجتمعت في هذه القاعة ، وهم في كامل تأنقهم ، الساري الهندي و الزي القومي لباكستان ، والدشداشة الخليجية والجلابية السودانية والكثير من الملابس القومية الأخرى . الفرحة تغمر الكل والابتسامة سيدة الموقف ، الخريجين والخريجات يمهرون القاعة جيئة وذهابا في أثواب التخرج الجميلة ولسان حالهم يقول " العلم يرفع بيتا لا عماد له ... والجهل يهدم بيت العز والشرفا" ومن البعد نرى ادارة الجامعة ممثله في هيئة التدريس ،يغدون ويروحون في ايقاع متسارع وكأنهم يقولون للأهالي " هذا غرسكم الذي رعيناه طيلة هذه السنوات وحان وقت القطف فهنيئا لكم بأبنائكم وبناتكم الخريجين والخريجات وهم يغادرون مقاعد الدراسة الى معترك الحياة العملية ". وعندما حانت اللحظة التي انتظرناها كأسرة لمدة أربع سنوات ، تقدمت سحر بكل ثقة لاستلام شهادتها ، والدنيا لا تسعها من الفرحة وهي تقول " هذه ليلتي وحلم حياتي ".. تسترجع تلك السنوات التي قضتها بين قاعات الدراسة بالجامعة ونظراتها ترسل رسالة تقدير وامتنان لهيئة التدريس وزملاءها وزميلاتها الخريجين والخريجات . ألف مبروك منا كأسرة لسحر ولجميع الخريجين والخريجات ليس في هذه الجامعة فقط وانما نرسلها لكل ابنائنا وبناتنا الخريجين والخريجات بربوع سوداننا الحبيب .. ودعواتنا لهم بمستقبل زاهر في مقبل الأيام. ولم تنسى سحر أن تقدم رسالة حب وتقدير لأسرتها الممتدة بدءا من جدودها " حنا تسفاي وإبراهيم أبرها " وحبوباتها " كببوش وبيوش " وعمها فايز وعمتها عواطف وخالاتها "احلام ومريم ونجلاء" وخيلانها "أمان ومجدي" لكل مجتهد نصيب . فهنيئا لك سحر عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.