جعفر محمد علي،عامل يومية، يكدح يوميا للحصول على عمل، ورغم الأجر الزهيد، أحيانا يعز الحصول عليه لندرة الفرص، يسكن ديم النور مربع 5 بمدينة بورسودان، متزوج ووالد لثلاثة أطفال من زوجته البالغة من العمر 25 عاما، مطلع الأسبوع الماضي كانت الولادة الرابعة للزوجين: "توأمين" أي أربعة أطفال! يا فرحة (ما تمت): يروي جعفر قصته بكل حسرة"للتغيير الإلكترونية" (قبل ان اكمل فرحتي بميلادهم طلبوا مني إسعافهم الى حضانة خارجية إذ لا تتوفر بمستشفى الولادة حضانات، فطفقت مسرعا وجبت عددا من المستشفيات، وفي رحلة البحث، وما بين انعدام الحضانات في بعض المستشفيات وارتفاع تكلفتها في البعض الآخر تجمد اطفالي أمام عيني! لم أصدق أن مدينة مثل بورسودان تنعدم فيها الحضانات لإنقاذهم! وما زلت خائفا من أن افقد الرابع بسبب عجزي عن الايفاء بايجار الحضانة اليومي الذي يبلغ 110جنيه وهذه أقل تكلفة عثرت عليها في مستشفى يقال أنها مدعوم). الرزق في كف عفريت: لم تقف معاناة جعفر عند حد فقدان الأطفال والقلق على الطفل المتبقي في حضانة تكلف الأب 110 جنيه يوميا، بل ان مراعاة زوجته حنان حامد التي وضعت بعملية قيصرية وتحتاج لأدوية مكلفة، فهذه المرة الرابعة التي تضع فيها بقيصرية، فضلا عن وجود ثلاثة أطفال آخرين بالمنزل يحتاجون الرعاية والإنفاق، كل ذلك عطل "عامل اليومية" عن السعي وراء رزقه الذي قال عنه ( لا أجده عندما أبحث عنه فكيف الحال وأنا غائب) افادات طبية: كشف مصدر طبي "للتغيير الإلكترونية" عن انعدام الحضانات بمستشفى الولادة ببورسودان، بينما توجد حضانتان بمستشفى الأطفال ولكن لا يوجد كادر طبي، أما الحضانات في المستشفيات فتكلفتها تفوق 350 جنيه وهذا المبلغ ليس في متناول محدودي الدخل . كما نوه الى ان مشكلة الحضانات ظلت عالقة لفترة طويلة وأشار المصدر إلى جهات في الحقل الصحي -لم يفصح عنها – اتهمها بأنها صاحبة المصلحة في استمرار الوضع بهذا الشكل على حد قوله . مريضة لا تملك قيمة "ملف الطبيب" في سياق متصل كشف عدد من العاملين في العمل الطوعي بالمشافي "للتغيير الالكترونية" عن أن بعض النساء لا يملكن رسوم ملف الطبيب والتي تبلغ 135جنيه ، واحيانا تجمع لهن من الخيرين . إلى ذلك أوضح محمد ابراهيم ، وهو معاون صحي بمستشفى بورتسودان عن ندرة الكادر الطبي بالرغم من ان كلية "الاطر الصحية" ببورتسودان خرجت ثلاث دفعات اكثر من 500 كادر طبي وفني، ولكن وبرغم حاجة القطاع الصحي لهم لم يفتح باب التعيين منذ اعوام. مستشفى بورسودان النساء والأطفال أكثر عرضة للخطر: في ما يخص الأدوية للأطفال والنساء قال محمد ابراهيم يتم شراؤها على النفقة الخاصة ولا تتوفر بالمستشفيات الا الادوية الرخيصة. وبالنسبة للنساء العملية القيصرية مجانية ولكن العلاجات الضرورية بعدها خارج التأمين وهي باهظة التكلفة، على سبيل المثال حقنة واحدة اثناء العملية القيصرية تبلغ حوالي 160 جنيه وهي حقنة (البابال) هذا قبل البدء في باقي العلاج المتواصل بعد العملية الذي يكلف كثيرا. من المحرر:عودة إلى قصة جعفر وحنان: مأساة جعفر وحنان تعكس أزمة كبيرة في النظام الصحي، لا سيما رعاية "الأمومة والطفولة"، ففي حالة أن تلد امرأة توأمين(أربعة أطفال) أو حتى توأم واحد(طفلان)، لا بد ان يكون هناك قانون يلزم وزارة الصحة بتوفير دعم طبي وغذائي ومالي وإرشادي ، للأم وأطفالها، يبدأ منذ فترة الحمل ويمتد إلى ما بعد الولادة، لا سيما للشرائح الفقيرة التي لا تقوى على مواجهة تحديات المأكل والمشرب والعلاج في الظروف الطبيعية، ناهيك عن ظرف استثنائي مثل ظرف جعفر وحنان. يذكر أن شرق السودان يعاني من أزمات متفاقمة في الصحة والتعليم والفقر ويعاني من ارتفاع في معدلات الإصابة بالسل وسوء التغذية بسبب الفقر وغياب التنمية. التغيير: بورتسودان