حين تدّعي فئة من المواطنين أنها تطالب بحقوقها بطريقة (سلمية) وتحاول تأكيد هذا الادعاء بحمل الورود وتقديمها إلى رجال الأمن أمام عدسات الكاميرات فإن المنطق يفترض أن تحرص هذه الفئة على عدم الإقدام على أي تصرف يستفز رجال الأمن أو الفئات الأخرى من المواطنين، خصوصا مع علم تلك الفئة أن أي استفزاز ستقدم عليه ستكون له آثار وخيمة على السلم الأهلي والأمن لأنه سيفتح الباب واسعا للعنف وجرّ البلاد برمتها إلى هاوية لا يعلم مداها إلا الله. هذا هو المفترض ممن يدّعون أن حركتهم (سلمية)، لكن الواقع يقول خلاف ذلك، فهم يتعمدون استفزاز الدولة ورجال الأمن بتنظيم اعتصامات وتظاهرات غير مرخصة، وفوق هذا ينظمونها أمام مقر مجلس الوزراء في محاولة لمنع المجلس من عقد جلسته الأسبوعية التي يبحث فيها مصالح البلاد والعباد، وعندما يفشلون في جرّ رجال الأمن إلى المواجهة يعلنون اعتزامهم تسيير مظاهرات إلى قلب منطقة الرفاع التي يقع فيها الديوان الملكي ومن ثم الانطلاق نحو الديوان للاعتصام حوله، وهم يعلمون تمام العلم أن هذا التصرف يعني التصادم المؤكد مع رجال الأمن لأن الديوان الملكي منطقة سيادية يمنع القانون منعا باتا تنظيم مظاهرات أو اعتصامات حوله أو حتى قريبا منه، وهم يعلمون أيضا تمام العلم أن تصرفهم هذا يعني التصادم مع أهالي الرفاع الذين لا يوجد بينهم شخص واحد يرضى بأن يقتحم منطقته الآمنة أولئك الساعون إلى العنف والمتجاوزون للقانون والرافضون لأي حوار عقلاني ولأي حل توافقي يخرج البلاد من هذه الأزمة المفتعلة، وكل هذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه لا توجد (سلمية) في تحركات تلك الفئة، وأن حمل الورود في أيديهم لا يعدو أن يكون حركة تمثيلية هدفها التدليس والتلبيس على الرأي العام العالمي لاستدرار تعاطفه معهم. ليت تلك الفئة تعود إلى رشدها وتلتزم بما توافق عليه معظم الشعب وهو الجلوس إلى طاولة الحوار وطرح المطالب كلها على بساط البحث بين جميع أطياف المجتمع للوصول إلى أرضية مشتركة ينطلق الجميع منها يدا بيد لتحقيق مستقبل أفضل لشعبنا كله بجميع دياناته وطوائفه وعرقياته، أما الجنوح إلى العنف وتجاوز القانون والمسّ بهيبة الدولة ورفض الحوار وكل الحلول السلمية التي يتوافق عليها الغالبية الساحقة من الشعب فهو نوع من الانتحار السياسي والاجتماعي لن يجني طلابه سوى الخسران المبين. الدولة ليست ضعيفة، والشعب البحريني الأصيل لن يرضى بأن يختطف بلاده وقراره السياسي ومستقبله ومستقبل أبنائه فئة من المغرر بهم من قبل المحرضين على العنف والساعين إلى تدمير البلاد بكل منجزاتها ومقدراتها من أجل تحقيق أهداف لم تعد تخفى عن أحد. أسأل الله تعالى أن يحمي البحرين وشعبها كله بجميع دياناته وطوائفه وعرقياته من شرور الحاقدين على هذه الأمة والساعين إلى تفتيتها وتمزيقها ونهب ثرواتها، وأسأله سبحانه أن يعيد إخواننا المغرر بهم إلى رشدهم ليبصروا الهاوية السحيقة التي يقفون بأنفسهم وبنا على حافتها وأن يلهمهم التمسك بالوحدة الشعبية التي أكدتها غالبية الشعب البحريني خلف قيادة جلالة الملك، وأن يكونوا عامل بناء وإصلاح لمسيرة الخير في هذه البلاد لصالح حاضرنا ومستقبلنا جميعا.. اللهم آمين. المصدر: اخبار الخليج 13/3/2011