((رمتني بدائها وانسلت))، مثل ظل يسيطر علي مجريات الأمور كلما اشتكي الجاني المجني عليه وهذا المثل بات ينطبق على الأمين العام للحركة الشعبية السابق ياسر سعيد عرمان المعروف بعدائه الشديد للمؤتمر الوطني كحزب حاكم ناصبه العداء إزاء مواقفه المتشددة حيث ظل عرمان خميرة عكننة لتعكير صفو الحزب الحاكم حتى مشاركته في برلمان نيفاشا لم تجعله يمسك بعصا الوفاق في وقت ظل فيه كالسم الزعاف بالنسبة للمؤتمر الوطني لدرجة وصل فيه الأمر للفصل بينه وبعض نواب الوطني عن طريق تفريق المقاعد تجنباً لصدام كان قد يحدث لو لا براعة رئيس المجلس الوطني أحمد إبراهيم الطاهر في ذلك، وعرمان منذ إعلان انفصال الجنوب بصورة رسمية في التاسع من يوليو الماضي ظل محل تحرك وترصد حيث حط رحاله عبر شهور مضت في إسرائيل باحثاً عن حليف جديد يمكنه من إحداث الاختراق الذي يريده في وقت وصف فيه مراقبون زيارته بالهامة خاصة في الوقت الراهن وتأتي الأهمية بحسب تأكيداتهم للدور الذي يمكن أن تلعبه إسرائيل في محور ياسر عرمان لتحقيق أهدافها لا سيما في ظل ترقب بأن تلعب إسرائيل دوراً في جنوب السودان الدولة الوليدة في إفريقيا ... وبعد زيارة إسرائيل التي أثارت حفيظة المؤتمر الوطني وأعداء عرمان حط الأخير رحاله في الكونغرس الأمريكي شاكياً الحزب الحاكم وقياداته لأمريكا في وقت طالب فيه بضرورة إحكام الحصار على السودان فيما قدم شهادة ضد حكومة الخرطوم تتعلق بالشأن السوداني في جانب حقوق الإنسان في جنوب كردفان والنيل الأزرق وكشفت مصادر بحسب صحف الأمس أن عرمان التقي مسؤولين أمريكيين بارزين شكا لهم مما أسماه بتجاوزات قيادات في المؤتمر الوطني في جانب الحقوق الإنسانية وقال أن حاج ماجد سوار القيادي بالمؤتمر الوطني قام بتحويل رفاة 5 آلاف قتيل في مقابر جماعية في جنوب كردفان حيث يهدف عرمان بدعوته تلك الى تحريض أمريكا والمجتمع الدولي ضد السودان عن طريق إثارة ملف حقوق الإنسان بغية التوصل لحظر جوي على الحكومة وأجهزتها المسلحة خاصة أن لديه قناعة قوية بأن المعارضة فشلت حتى اللحظة في اقتلاع جذور النظام. وعلق مراقبون على دعوة عرمان بشان فرض حظر جوي على السودان بغير المجدية خاصة في ظل تلويح من الرئيس الأمريكي أوباما يشير إلى أن السودان نجح في جعل نموذج اتفاقية السلام نموذجاً يحتذي، ودعوى عرمان رغم تحفظ البعض بشأنها الا ان الحزب الحاكم عبر تصريحات لمنسوبيه تعد نمطاً جديداً في الكيفية التي تدار بها الأزمة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في أعقاب أحداث جنوب كردفان والنيل الأزرق وإعلان مولد الحركة الشعبية القومية بقيادة دانيال كودي وإبعاد هذه المجموعة لعقار والحلو وعرمان. ((عرمان كاذب)) هكذا كانت ردة الفعل بالنسبة للمؤتمر الوطني الذي أصبح مذنباً بالنسبة له أملاً في الوصول الى غايات تحقيق لعرمان ما يسعي لإحداثه من أهداف عجز عن تحقيقها حتى عبر صناديق الاقتراع التي جرم فيها المؤتمر الوطني ووصفه بالمزوراتي . وتعد شهادات عرمان أمام الكونغرس الأمريكي أكاذيب .. بحسب ما صرح به القيادي بالحزب الحاكم ياسر يوسف الذي أكد أن للمؤتمر الوطني دوائر معروفة ظلت في حالة عداء غير مبرر مع السودان بحجة إنها تستهدف السودان لما يسمي بتوجهه الحضاري والإسلامي واختياراته الحرة وبما أن يوسف أشار إلى وجود دوائر تستهدف السودان تجاه توجهه الذي يريده ألا أن عرمان أكد للكونغرس الأمريكي عن وجود تجاوزات أقحمها بحسب معطياته في الجانب الإنساني عله يريد تهمة يدخل بها الخرطوم في نفق العقوبات الدولية وهذا ما أكدته مصادر عليمة طالبت المؤتمر الوطني بضرورة تنظيف سجله وتبرئة أوراقه من تهم قد تتحكم فيها المصلحة الشخصية وقد يكون في تنفيذ اتفاق أديس ابابا والعودة لمجرياته مخرجاً لازمة متوقعة النشوب ما بين عرمان وأجهزة الحكم في البلاد في ظل علو صوت المناهضين له والمطالبين بإقصائه عن جغرافيا البلاد. وهل ما قام به عرمان بحسب ياسر يوسف هو مكافأة من ذات الجهات التي يشكو لها الوطني لما قام به عرمان من تحقيق لأجندة تزامنت مع الأحداث التي جرت في جنوب كردفان والنيل الأزرق وان كان ما ذهب له يوسف صحيحاً وبالتالي وبحسب المصادر لابد من مواجهة عرمان بالصورة التي تجنب البلاد الكثير من المآلات متوقعة الحدوث حيث لا مخرج أمام الحزب الحاكم الا أن يعد عدته لمواجهة هذا عرامان الخارج عن الشرعية وفق ما أكده ياسر يوسف نائب أمين الإعلام بالوطني، وهل ما قام به عرمان تداعيات سياسية اقتضتها الظروف والمرحلة ام انه يطبق مقولة ((رمتني بدائها وانسلت)) في إشارة إلى تورطه في أحداث جنوب كردفان التي اندلعت الأشعر الماضية في وقت كان فيه عرمان أميناً عاماً للحركة الشعبية بقيادة مالك عقار والحلو قبل تمردهما على الدولة.. وتأتي تصعيدات عرمان في وقت أبدت فيه حكومة الجنوب خطاب رئيس الجنوب سلفاكير ميارديت إشارات تشير إلى مدي حرص دولته على استقرار السودان وتأتي كلمات سلفا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك بمثابة العهد مما يشير إلى إمكانية غياب دور حكومة الجنوب تجاه عرمان ومجموعته وقد يحجم ذلك دور المجتمع الدولي بخاصة أمريكا تجاه ما يسمي عرمان لتحقيق أهداف فشل في التوصل لها طيلة تواجده في مصفوفة الحكم عبر اتفاقية نيفاشا وخوضه لانتخابات الرئاسة التي انسحب عنها بحجة أنها انتخابات مزورة حيث كان المخرج عبر أحداث جنوب كردفان التي قفز عبر زانتها لإسرائيل ومن بعدها الكونغرس الأمريكي لبث شكواه ضد الحزب الحاكم والذي بات بحسب مزاعمه متهماً بريئاً ينتظر تقديم عرمان لأدلته المنطقية. عرمان يقف أمام باب الكونغرس الأمريكي وبحوزته ما زعم أنها دلائل تشير إلى أن الحزب الحاكم في السودان لديه تجاوزات صريحة تتمثل في تجاوزات إنسانية تقتضي تحركات دولية وفي الخرطوم أثار الحزب الحاكم شكوكه وتكذيبه لتفنيد دعوى عرمان ... هنا تكمن خطورة القول والذي يمكن أن يقود لمآلات جديدة ما لم يتمكن الحزب الحاكم من ابطال مفعول هذه الشكوى التي يرمي من خلالها مقدمها لتحقيق عدة أجندات تحقيقها قد يكون على المصلحة القومية طالما للسياسة متطلباتها وقواعدها التي تبني عليها. ولمكن تكون الغلبة هذه المرة لعرمان أم للمؤتمر الوطني أم هي وضعية جديدة أقرها تطور مجريات الأمور سياسياً وعسكرياً في المناطق الملتهبة بجنوب كردفان والنيل الأزرق. نقلاً عن صحيفة الحرة 25/9/2011م