من المؤكد أن غياب ثلاثة من المرشحين الرئاسيين عن اجتماع المطالبين بتأجيل الانتخابات للأسباب التي ساقوها، هو غياب ذي دلالة حتى وان واجهت بعضهم لتبرير الغياب، أو مرارة أسبابه، ولعل الأمر الذي بات يترسخ باستمرار في ذهن الناخب السوداني أن مرشحيه الرئاسيين في كل يوم يقللون فرص خياراته تجاههم، اذ أننا لو وضعنا مرشح الوطني في كفة لوحده باعتباره هو الخصم الأوحد للمرشحين ال (11) من واقع ما يجري لإقصائه وإسقاطه، فأن المرشحين ال (11) هؤلاء وفي ممارسة مؤسفة ومحزنة لم يرتضوا الى مستوى طموح الناخب السوداني، فلا حراك جماهيري حقيقي رغم انقضاء أسبوعين بالتمام والكمال منذ انطلاق الحملة الانتخابية وهي مدة بمقياس العمل السياسي في الانتخابات مدة هائلة وليست هنالك برامجاً واقعية جادة بعيدة عن الحديث المرسل الإنشائي والأدهى وأمر – وهذا ما قضي تماماً على فرص هؤلاء المرشحين على قلتها - أنهم جعلوا كل برامجهم فقط هو إسقاط مرشح المؤتمر الوطني الرئيس البشير، ومع مشروعية الهدف، الا أن الغاية بالتأكيد ليست هي في من يحكم، البشير أو غيره، الغاية هي في وجود برامج حافلة وحلول لقضايا البلاد تصلح حتى للاستخدام الرسمي فان طارحوها أو لم يوفقوا في الفوز لأن العمل الوطني لا يستلزم بحال من الأحوال الانطلاق من مقعد السلطة. كنا سنكون سعداء غاية السعادة – بصرف النظر عن ما سيناله هؤلاء المرشحين من ثقة – اذا اجتمع شمل هؤلاء المرشحين حول برنامج متكامل، لمعالجة القضايا الراهنة والمستقبل في البلاد، برنامج يجتمعون لمناقشته بالتفصيل، ويعقدون الندوات لعرضه على الناخبين أو أن يظهر هؤلاء المرشحين للناخب السوداني على الأقل إمكانية طي الخلافات والتخلي عن الأنانية السياسية، ونذر ما لديهم من إدارة وقدرات لخدمة الوطن، أن هؤلاء المرشحين يتناسون أمراً جوهرياً هاماً للغاية هو أن الناخب السوداني ذكي ولماح، وهو في حاجة إلى استقرار، وفي حاجة إلى من يتند عليهم في مستقبله بأكثر مما هو في حاجة لمن يحدثهم عن (حريات نظرية) أو يلوح لهم بأحلام وردية لا مكان لها في أرض الواقع. لقد غاب المرشحون الثلاثة بالطبع (شيء ما) وهذا يشير الى أن الممارسة السياسية لا تزال قاصرة، وأن التحالف من أجل إقصاء أحد أو إسقاطه لا يصلح كبرنامج سياسي لأن المراد إسقاطه ليس استعماراً أجنبياً، وإنما هو حاكم وطني أن كان الظن أنه غير جدير بالثقة أو أنه لا يصلح للمرحلة المقبلة فهذا يتم بالطريقة التي يحقق بها خصومه غايتهم، بالوسائل المتاحة والوسائل الشريفة ولا يمكن لأي مراقب منصف مهما كان رأيه في مرشح الوطني أو أداء الوطني أن يجد العذر لهذا العدد المهول من المرشحين العاجزين عن دخول السباق دون صراخ، وتوجس وخوف. ولا نغالي أن قلنا أنه وحتى ولو تمت الاستجابة لطلب التأجيل فسوف يأتي ذات هؤلاء المستأجلين – اذا جاز التعبير – ليطالبوا بتأجيل جديد!!