وصول قائد العدل والمساواة القائد دبجو للخرطوم بقناعات الجنوح للسلم فيه الكثير من الدلالات والمعاني أولها قناعات عند كل من يجملون السلاح في وجه الحكومة إن حمل السلاح لا يجدي ولا يفيد كما يمكن الاستفادة كثيراً من طرح المشاكل والمطالب على طاولة التفاوض والحوار وتجربة الحركة الشعبية لتحرير السودان أقوى برهان ودلالة لان حرب الحركة الشعبية التي استمرت لقرابة العشرين عاماً لم تحقق لها ما حققته من خلال التفاوض. دارفور يعاني أهلها الآن من آثار الحرب وانعدام الأمن والاستقرار وتشريد أهلها نزوحاً ولجوءاً إلى دول الجوار والجميع يعلمون آثار النزوح واللجوء على النسيج الاجتماعي والتجارب ماثلة أمام الجميع. لا شك أن حركة العدل والمساواة انحازت لأهل دارفور بقبول العودة للبلاد والعمل من أجل السلام والاستقرار لان تحقيق المطالب لإحداث التنمية ونهضة المنطقة وإقامة مشروعات البني التحتية أول احتياجاتها الاستقرار الأمني الذي يمكن الشركات المنوط بها تنفيذ المشروعات من أداء عملها كما يقلل التكلفة ويساعد في سرعة الانجاز فطريق الإنقاذ الغربي كان يمكن أن يكون قد أكتمل في جميع محاوره لولا عدم الاستقرار الأمني والهجمات التي تشنها الحركات المتمردة على العاملين في بناء الطريق وعلى مثال الطريق قس كثير من المشروعات إضافة لتوقف الإنتاج في الرعي والزراعة. إن من اخطر آثار الحرب انتشار السلاح في أيدي المواطنين بلا ضوابط مما زاد من حدة التوتر بين القبائل وزادت المواجهات بينها وعدد ضحايا الصراعات القبلية مع انتشار الأسلحة النارية بلغ الآلاف فقد كانت الصراعات موجودة لنفس الأسباب إلا أن الخسائر في الأرواح لم تكن بهذا القدر والخلافات بين القبائل ليست مستحيلة الحل مع استعمال الأسلحة البيضاء وسيطرة الإدارة الأهلية والأعراف السائدة بين القبائل فإذا حدث خلاف بين الرعاة والمزارعين وحدثت مشاجرة يتم احتواء المشكلة في إطار مجالس الشيوخ والعمد والشراتي والسلاطين وهي تعتمد على اعتراف لها احترامها في تلك المجتمعات المترابطة. صحيح إن مؤثرات كثيرة أثرت على المجتمعات القبلية وحدث انفلات وخروج على سيطرة الإدارة الأهلية وعدم التحاكم للأعراف والسوالف إلا أن الحرب فاقمت من الصراع القبلي خاصة إن بعض القبائل تلجأ للاستعانة بالحركات المسلحة حسب انتماء أفراد الحركة لهذه القبلية أو تلك كما تؤجج بعض الحركات الصراعات القبلية وتزيد النار اشتعالاً. عودة القائد دبجو تبرهن على إخلاص حركته لمواطن دارفور الذي أنهكته الحرب ومزقت النسيج الاجتماعي وخربت القرى والمدن وأهلكت موارد الدولة ولو كل ما صرف على الحرب في دارفور صرف على تنميتها لكانت الآن بلا أي مشاكل في الخدمات الضرورية في الصحة والتعليم وتطوير الزراعة والرعي ولصارت دارفور قبلة المستثمرين من السودانيين والأجانب ولرفدت السودان كله بخيراتها الزراعية وثروتها الحيوانية. نرحب بالقائد دبجو ونزف له التهنئة بالعودة لأرض وطنه معززاً مكرماً من كل أهل السودان والأمل معقود عليه وعلى غيره من أفراد الحركة للعمل على تطوير دارفور الكبرى على وجه الخصوص والسودان عامة والسودان يسع الجميع، كما نأمل في تسارع الخطي لإكمال كل جوانب الاتفاق في إطار وثيقة الدوحة وندعو العلي القدير أن يجنب السودان الفتن ما ظهر منها وما بطن. نقلاً عن صحيفة أخبار اليوم 14/11/2013م //