السير- بادن باول ، مؤسس الكشافة العالمية ، أشهر عباراته المدهشة تقول انك إذا ضحكت ضحكت معك الدنيا ،و اذا بكيت بكيت وحدك..! و قرنق عندما يهبط بالساحة الخضراء بالخرطوم- بعد ان رأى ان المواصلة فى الحرب أمر غير سديد – كان يجلس مستلقياً على كرسي وثير – غارقاً فى نوبة الضحك العميق ، و على عثمان بجواره يبادله ذلك ، بل كل شعب السودان...و يرحل قرنق قبل ان يجف حبر اتفاقية نيفاشا ا لتى كتبت به .. و برحيل قرنق صارت الحركة الشعبية كأمرأة سقراط التى كانت تحدثه ذات يوم في أمر ما – و بلهجة حادة – فى الوقت الذى كان يقرأ فيه و يكتب ..و عندما لم يرد عليها أشتد غضبها.. فتقدمت منه وصبت فوق رأسه الماء الساخن ..فقال سقراط على الفور..أبرقت ..ثم أرعدت..ثم أمطرت ! فالحركة الشعبية التى ظلت تحدث الوطني- منذ عام 2005- عن الانتخابات و ضرورة قيامها فى الزمن المحدد ، كانت تجد ان الوطني يجتمع عنده الصمت و الصبر ،و هو يتابع فى إصغاء ما تقومبه من تخبطات تحت دعاوي التحول الديمقراطي و الحريات و القوانين و..حزب مثل المؤتمر الوطني لا يغمض له جفن.. و صبر الوطني طويل – الصبر الذي يذيب الصخر – كان يجعل من الحركة تهدد و تتوعد و تقول( إذا ) لم يفعل الوطني كذا سوف نعمد الى كذا و كذا.. و اذا – التى تعني كافة الاحتمالات – كانيظن الجيمع انها أخافت الوطني.. بينما الحقيقة هى ان الوطني كان ينتظر ان يسمع من الحركة اضخم من الكلمة هذه .. فالوطني كان يريد ان ينزع الخوف من الجيمع – و الى الأبد – و يثبت باللغة البسيطة إنو ( السواي ما حداث ) .. و الحركة تعلم جدياً أنها عاجزة عن فعل كل شئ .. فمنذ مجيئها للسلطة، ظلت تحدث الناس عن انها سوف تفعل و تفعل .. و كل ذلك الهراء كان حصاده صفر على الشمال.. والحركة تقضي الاعوام الماضية كلها فى شهر العسل ..غارقة فى نوم عميق على فراش السلطة.. تشتم هذا ، و تتغزل فى هذا ،و هى تنتظر وعود الغرب بخصوص تحطيم الانقاذ و مشروعها الحضاري. و العقوبات الاقتصادية كانت خطوة فى تحقيق هذه الوعود .. و إشعال درافور و الايادي الخبيثة التى امتدت الى هناك.. و المحكمة الجنائية ،و حدوتة أدعياء الانسانية .. وآخر ضربة للإنقاذ الانتخابات كانت التى يجدها الغرب – و بلغة الارقام – أنها إن قامت حطمته هو ، لا الوطني .. لذلك تطالب المعارضة الآن بتأجيل الانتخابات.. و صخب و ضجيج الحملات الانتخابية ما هو الا محاولة قاصرة لحجب انظار الآخرين عن قوام كل حزب .. والجيمع كان يضحك مع الحركة الشعبية عند توقيعها لاتفاقية نيفاشا .. بينما الحركة تبكي الآن لوحدها على مستقبلها ما بعد الانتخابات.. و الغرب يجد ان ما شيده لتحطيم الانقاذ طوال الخمسة اعوام و يزيد تدمره الانتخابات هذه – فى ايام معدودة و بارادة الشعب السوداني- و ما يقوم به الغرب من حركة مكوكية – بعيداً عن الاحزاب و مدي امكانية فوزها على المؤتمر الوطني حتى و هى مجتمعة – نحدث عنها فى الاعداد القادمة . نقلا عن الوفاق 25/3/2010